23 يوليو 2010 20:56
في قلب العاصمة الأردنية عمّان يقع المدرج الروماني الشهير، ذلك الأثر الكبير الذي خلفته الحضارة الرومانية في المكان ليكون شاهداً على تواجدها في يوم من الأيام، وليضفي على سوقها القديم المحيط به عراقة أخرى تضاف إلى عراقته.
سياح من شتى البلاد يحجون يومياً إلى هذا الصرح العظيم لرؤية كل ما يتخلله من تفاصيل تأسر العيون والعقول في آن معاً، حيث المدرج الحجري الكبير الذي يشمخ منذ آلاف السنين، يقابله المسرح العظيم بأعمدته المحفورة والمزركشة بأجمل الصور، يقفون أمامه منبهرين قبل أن يرتقوا المدرج لالتقاط الصور التذكارية التي تخلّد المكان في ذاكرتهم.
إكراما للإمبراطور
يقع المدرج الروماني، والذي تعمل الحكومة الأردنية حالياً على ترميم ساحته والعناية بها، في الجزء الشرقي من العاصمة، وبالتحديد على سفح جبل الجوفة فوق أحد التلال المقابلة لقلعة عمّان، وتشير كتابة يونانية موجودة على إحدى منصات الأعمدة إلى أن هذا المدرج قد بني إكراماً للإمبراطور مادريانوس الذي زار عمّان سنة 130م لتدشين الطريق الممتدة من البصرة والمارّة بجرش وعمّان إلى البحر الميت. فيما تقع إلى جانب المدرج ساحة الفورم حيث تبلغ مساحتهما معاً ما مجموعه 7.600 متر مربع، ويعود تاريخ بنائهما على الأرجح إلى القرن الثاني الميلادي (تحديداً بين عامي 138م و161م) إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس.
وقد استخدم المدرج الروماني قديماً للعروض المسرحية والغنائية، وذلك بسبب جودة نظام الصوت فيه، ولهذه الأسباب ما زال يستعمل لغاية اليوم لإقامة وإحياء العروض الفنية باعتباره أكبر مسرح في الأردن إذ يتسع لحوالي 6.000 متفرج، متفوقاً في مساحته واتساعه على المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية، الذي يتسع لحوالي 4.000- 5.000 متفرج.
مسرح ومتحفان
يتكون المدرج الروماني من ثلاث طبقات رئيسية يفصل بين كل منها عتبة تقارب المترين، الطبقة الأولى وهي مخصصة لطبقة الحكام والنبلاء والأشراف، وكانت تتسع لـ 2000 شخص كانوا يدخلون من بابين رئيسيين يقعا في أسفل المدرج، أما الطبقتين الثانية والثالثة فكانتا تتسع لـ 4000 شخص من العامة وهؤلاء كانوا يدخلون من خلال ثمانية أبواب فرعية في المدرج لا تمكنهم من الاختلاط بالطبقة الحاكمة.
بني المدرج الروماني على شكل نصف دائري ليعطي نظاماً صوتياً أوضح، وكذلك حماية للمشاهدين عند عملية شروق الشمس حتى تشجع الجمهور على حضور الاحتفالات والمناسبات الرسمية، فمن أمام منصة المسرح الخاصة بالفنانين، هناك مكان في الوسط يمكّن الجمهور الجالس في المدرجات من سماع الصوت الصادر عن المسرح بطريقة واضحة للغاية. إلى ذلك.. ثمة غرف تقع خلف منصة المسرح يستعملها الفنانون لتغيير ثيابهم وللتحضير للظهور أمام الجمهور.
واليوم يوجد على جانبي المسرح متحفان صغيران، متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية، الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، وخاصة حياة الريف والبدو، والمتحف الثاني يتناول مواضيع أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحلى وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.
«كان يا ما كان»
? كان المسرح يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية أي حوالي ثلاثة طوابق، وهي أعلى من الأعمدة في ساحة الفورم.
? كان هنالك معبد صغير في أعلى المسرح، منحوت في الصخر، توجد به تماثيل للآلهة الرومانية.
المصدر: عمّان