الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكعبة.. مركز الكون ورمز التسامح

الكعبة.. مركز الكون ورمز التسامح
3 أغسطس 2019 00:40

عمار يوسف (الرياض)

تعتبر الكعبة المشرفة، محور التسامح في الكرة الأرضية، مثلما هي مركزها، بكل ما فيها من قيم ومعانٍ سماوية، كما أن مكة المكرمة شرفها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها مهد الإسلام، الشريعة السمحة، حيث نزلت أكثر من 100 آية في القرآن الكريم، تدعو للتسامح منها: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران)، وقوله تَعالى: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» (آل عمران).

السديس: تطهير القلوب
قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام لـ«الاتحاد» إن التسامح والتراحم والحرص على سلامة القلوب ومراقبة الله تعالى وتطهير القلوب من رواسب الغل والحسد والحقد والبغضاء تعتبر من أعلى قيم الإسلام، كما أنها تمثل قاسماً مشتركاً بين كل الديانات السماوية.
وأضاف: على المسلمين في كل دول العالم أن يجعلوا من التسامح والتراحم والتآلف والحوار مع الآخر منهجاً وأسلوب حياة حتى يسهموا في نشر الإسلام وبيان سماحته وإنسانيته لأن الإسلام قدم للعالم أعظم حضارة عرفها التاريخ، وهو بفضل الله عصيٌّ على الغلو أو الانهزامية.

السديس
وأوضح السديس أن المسلم سمح في أخلاقه وتعاملاته، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى، مشيراً إلى أن من كان سمحًا هينًا لينًا سهلًا حرَّم الله عليه النار، فعن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: على كل هين لين قريب سهل.
وأوضح في إحدى خطب الجمعة، أنه «مع كل التحديات المعاصرة فإنه يجب على أمتنا تحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية تجاه عز دينها وأمن بلادها، وتعزيز وحدة صفها واجتماع كلمتها والتعامل مع غيرها بالحكمة والتسامح ولا غلو ولا جفاء ولا تجبر ولا رفض للغير مطلقاً، بل النظر في مصالح الأمة وحقوق الإنسان والشعوب، وتجنيبها ويلات الفتن والحروب، وإحقاق الحق وإرساء العدل، وصون الحريات وحقن الدماء، والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي، ليتحقق الأمن والسلم العالمي، وحتى لا يفقد العالم أمله في السلام وثقته في المنظمات والهيئات الدولية».

سهيلة زين العابدين: مرجعية روحية
الباحثة والمفكرة الإسلامية سهيلة زين العابدين حماد اعتبرت السعودية مرجعية روحية للعالم الإسلامي بوصفها «قبلة» لهم، وتعمل على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال، والتحذير من تصعيد نظريات المؤامرة، والصدام الديني، والثقافي، أو زرع الإحباط في الأمة، أو سوء الظن بالآخرين. وأضافت، أن البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد، ومتساوون في إنسانيتهم، فلا مجال للعبارات والشعارات العنصرية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة، فالاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافاتهم وطبائعهم وطرائق تفكيرهم قدر إلهي قضت به حكمة الله البالغة، مشيرة إلى أن ذلك ما أكدته وثيقة مكة المكرمة وأقرتها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة.

سهيلة زين العابدين
وأوضحت أن الوثيقة التي أقرت إلى جوار الكعبة المشرفة المنارة الكونية لإشاعة روح التسامح والعفو وتقبل الآخر، وصفها المراقبون بأنها بمثابة دستور تاريخي يرسي قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب في البلدان الإسلامية من جهة، وتحقيق السلم والوئام بين مكونات المجتمع الإنساني كافة من جهة ثانية، حيث استلهمت الوثيقة المكية نصوصها من روح صحيفة المدينة التي وضع بنودها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م، لحفظ تنوع الدولة الإسلامية وتعايشها باختلاف مكوناتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض