رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد خبراء ومسؤولون أن تخصيص ميزانية لإثراء فعاليات الأعمال والمهرجانات الكبرى في أبوظبي، سيسهم في تحقيق أثر اقتصادي يفوق التوقعات من خلال الشراكة والتعاون مع منظمي ومستضيفي الفعاليات والقطاع الفندقي بالإمارة والجهات كافة ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص.
وأضافوا أن هذا التأثير الاقتصادي يتمثل في زيادة عدد السياح من خلال تلك الفعاليات واستقطاب مزيد من منظمي الفعاليات، سواء فعاليات الأعمال أو الترفيه وملفات البطولات الرياضية.
وخصصت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، 600 مليون درهم لإثراء فعاليات الأعمال والمهرجانات الكبرى الترفيهية على مستوى الإمارة.
وتعتبر هذه الميزانية الجديدة، إحدى المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الدائرة في إطار برنامج «غداً 21» الذي يهدف إلى تسريع الجهود التنموية في أبوظبي، وتعزيز مكانة الإمارة لتصبح واحدة من أفضل المدن عالمياً من ناحية ممارسة الأعمال والاستثمار والمعيشة والعمل والزيارة، وذلك من خلال التركيز على تطوير الفعاليات الترفيهية والمهرجانات العالمية وقطاع الأعمال.
وقال سيف غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: «تعمل الدائرة ضمن خطة استراتيجية واضحة المعالم، سعياً إلى إثراء قطاع فعاليات الأعمال والمهرجانات الكبرى في العاصمة، بما ينسجم مع برنامج المسرعات التنموية (غداً 21) الحكومي الهادف إلى تحفيز الأجندة الاقتصادية في إمارة أبوظبي، وتعزيز مكانة الإمارة لتصبح واحدة من أفضل المدن عالمياً من ناحية ممارسة الأعمال والاستثمار والمعيشة والعمل والزيارة».
وأكد أن من شأن تخصيص 600 مليون درهم، أنّ يسهم في تحقيق أثر اقتصادي يتخطى التوقعات، حيث ستتم الاستفادة منها من خلال التعاون مع قائمة من الشركاء المحتملين المحليين والمستفيدين من هذه المبادرة، وهم ميرال، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، وشركة لايف نايشن العالمية، وشركة إنفورما ميدل إيست، وشركة فلاش للفعاليات الترفيهية، وشركة IMGالعالمية، وشركة مسي فرانكفورت للمعارض والمؤتمرات، وحلبة مرسى ياس وغيرهم من منظمي الفعاليات.
وأضاف غباش، إيجاد فرص عمل تعزز البيئة الاقتصادية التنافسية يعزز مكانة العاصمة محلياً وعالمياً لاستقطاب أبرز الجهات المتخصصة في تنظيم الفعاليات السياحية الترفيهية وفعاليات سياحة الأعمال والترفيه، إلى جانب استقطاب مجموعات الاجتماعات والحوافز ورفع عدد الحضور لفعاليات سياحة الأعمال، وملفات استضافة البطولات الرياضية التي تدفع نحو توحيد الجهود مع الشركاء والمنظمين للفعاليات، ومن ثم تقديم الإمارة للعالم كوجهة سياحية متميزة تتمتع بمزيج متنوع يناسب مختلف الفئات من الجمهور والزوار.
وأضاف غباش، تسعى الدائرة إلى تحقيق الانسجام بين المشاريع والمبادرات المرتبطة بالميزانية الجديدة مع برنامج «فرص أبوظبي» وتعزيز أدائه ومع مجموعة من الشركاء المحليين والعالميين في مجال الفعاليات من القطاعيين الحكومي والخاص، وتهدف المبادرة التحفيزية إلى رفع قيمة الطرح الإجمالية للوجهة، وتوفير مجموعة من الدعم عبر دورة التخطيط للفعالية.
كما يوفر برنامج «فرص أبوظبي» فرصة فريدة لمنظّمي الفعاليات لاكتساب قيمة مستندة إلى الوجهة عبر توفير دعم مخصّص لهذه الأخيرة.
من جهته، قال ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق، إن تخصيص ميزانية لجذب الفعاليات، إلى جانب الميزانية التي تم تخصيصها في السابق لدعم الترويج السياحي وهي مبادرات ضمن برنامج «غداً 21»، ستسهم بشكل رئيس في دعم القطاع السياحي وزيادة إيراداته، وجذب مزيد من السياح وتعزيز مكانة أبوظبي في الخريطة السياحية العالمية.
وكانت دائرة السياحة رصدت في شهر مارس الماضي ميزانية بقيمة نصف مليار درهم خلال الأعوام الثلاثة 2019 و2020 و2021، للتسويق والترويج السياحي لإمارة أبوظبي محلياً وإقليمياً ودولياً.
وأكد النويس، أن ما حصل منذ بداية العام الجاري من استقطاب لفعاليات وأحداث عالمية ضخمة في أبوظبي مثل زيارة البابا التاريخية وألعاب الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية وغيرها من الأحداث، أسهمت في نمو أداء فنادقها بنسبة تفوق 10%،وزيادة عدد السياح بشكل كبير والترويح لأبوظبي كوجهة عالمية تستقطب أحداثاً دولية مهمة. وأضاف النويس: سنرى زيادة أكبر في أداء الفنادق والسياحة بأبوظبي في النصف الثاني من العام الجاري والعام المقبل من جراء هذه المبادرات.
وأشاد النويس بهذا الدعم للقطاع السياحي، وقال: «نعمل دائماً على الترويج لأبوظبي كوجهة للترفيه والفعاليات والأعمال، وبهذا الدعم سنكثف من حملاتنا الترويجية»، وشدد النويس على أن هذه المبادرات ستسهم في تنشيط وتحريك العجلة الاقتصادية لجميع القطاعات من خدمات وطيران وتشجيع الاستثمار، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
وبين النويس أن مثل هذه المبادرات تعد قرارات فريدة من نوعها في المنطقة، تؤكد اهتمام الإمارات بقطاع السياحة الذي يعد من القطاعات غير النفطية التي تدعم التنويع الاقتصادي.
من جهته، أكد سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بريمير» للسفر والسياحة، أن هذا القرار يسهم في تنشيط قطاع الفعاليات والمعارض والأحداث الكبرى، وبالتالي جذب عدد أكبر من السياح، ولفت إلى أن هذا القرار سيسهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية السياحية، حيث إنه إلى جانب قرار تخصيص ميزانية للترويح السياحي، سيدعم مكانة وسمعة أبوظبي عالمياً وجهة سياحية جاذبة.
وقال الدرمكي: دورنا أن ندعم هذا القرار من خلال العروض الجاذبة لإمارة أبوظبي واستقطاب سياح الفعاليات وجذبهم لحضور المعارض والفعاليات، من خلال توفير برامج سياحية جاذبة لهم، وبخدمات راقية ومناسبة.