22 يوليو 2010 21:32
رغم تعدد أسباب سمنة الأطفال ما بين عوامل وراثية وطبيعة النظام الغذائي، وقلة الحركة والتمارين الرياضية، فإن إهمال الآباء لأبنائهم يظل من بين أكثر مسببات السمنة للأطفال. إذ إن مآل إهمال الآباء لما يتناوله أطفالهم من وجبات وإطلاقهم الحبل على الغارب هو وزن زائد وأمراض كانت إلى وقت قريب مقصورة على الكبار والمسنين، وأضحت في الوقت الحاضر تخترق براءة الأطفال، وتحملهم في بواكير أعمارهم ما لا طاقة لأجسادهم الفتية به.
في بحث نشر مؤخراً خلص خبراء بعد إجرائهم بحثاً على مجموعة أطفال إلى أن إهمال أولياء أمور الأطفال كان وراء معظم حالات السمنة المنتشرة في صفوفهم، يليه عدم وجود برامج تعليمية توعوية تستهدف الأطفال في المدارس التعليمية لوقايتهم من الإصابة بالسمنة. ويعتبر هؤلاء الباحثون أن اللائمة تقع في المقام الأول على الآباء وأولياء الأمور فيما يتعلق بسمنة أطفالهم، فسمنة الطفل تعني فشل الأبوين في توفير نظام صحي لأبنائهم وتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية. وقد يأخذ هذا الإهمال شكلاً مباشراً كما قد يكون بطريقة غير مقصودة من قبل الآباء من خلال عجزهم عن إقناع أبنائهم، أو منعهم من الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وإدمان مشاهدة التلفزيون وما يعنيه ذلك من قلة الحركة. ففشل الآباء في إقناع أطفالهم بالابتعاد عن نمط الحياة هذا من خلال القدوة أولاً، ثم عبر التوعية التربوية والمتابعة يكلف فلذات الأكباد غالياً فيما بعد من أمراض ومضاعفات هم في غنى عنها.
ونظراً لأن علم تشخيص الأمراض ومسبباته بالنسبة للأطفال ما زال يعد من ضمن العلوم بالغة التعقيد والتركيب والمرتبطة بعوامل عدة، فإنه من غير المنصف إلقاء كل اللوم على الآباء. ويقول الباحثون إنه ومع استعصاء أمر معالجة السمنة حتى على المتخصصين والمحترفين، فإنه ينبغي الرفق في انتقاد الآباء الذين يفشلون في مساعدة أبنائهم على التخسيس على الرغم من الجهود التي يبذلونها. بيد أن اللوم يجب أن ينصب على أولئك الآباء الذين يتركون أبناءهم يأكلون ما يشاؤون ولا ينتبهون لهم إلا عند إصابتهم بأمراض يخبرهم الطبيب بأن نتيجتها المباشرة هي السمنة. ويطالب هؤلاء الخبراء بإلزام الآباء الذين يثبت إهمالهم بالتعهد قانونياً برعاية أبنائهم وحسن تغذيتهم وتنشئتهم.
ويدعو الباحثون إلى اعتماد مقاربات وقائية أكثر منها علاجية في التعاطي مع مشكلة السمنة لدى الأطفال، ويضيفون أن الحالات التي سوئل فيها الآباء عن مسؤوليتهم في إصابة أطفالهم بالسمنة ما زالت تعد على رؤوس الأصابع، لكن ومع استمرار انتشار سمنة الصغار بهذا الشكل الوبائي، فإن الأمر أصبح بمثابة ناقوس الخطر الذي يتحتم معه التدخل للحد من هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمعات المعاصرة، وأصبح من الضروري التعامل معها بجدية أكثر ووضع ما يلزم من تدابير لزجر المستهترين بالصحة العامة ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن ذلك، بمن فيهم الآباء.
عن “واشنطن بوست”
المصدر: أبوظبي