أزهار البياتي (الشارقة)
حكايات من العشق وحالات متلونة من الحب واللاحب رسم ملامح صورها المختلفة المصمم العالمي واللبناني الأصل إلى صعب، وذلك ضمن خط الملابس الجاهزة لمجمل موضة عام الـ 2019، آخذا جمهوره العريض معه في رحلة شائقة من المشاعر المتناقضة بالشغف المشبوب، ليترجمها عبر نماذج إبداعية من القطع والموديلات التي تتسم بنفحات الرقي، الأناقة، والسفسطائية ولأبعد الحدود، مستعرضا تفاصيلها وسط أجواء ليلة باريسية ساحرة ومفعمة بهالات الرومانسية والغموض.
في هذه التشكيلة استعرض صعب من جديد أيقوناته المتميّزة من الأزياء الـ Ready-to-Wear، معبّرا من خلالها عن مزيج متنوع من الأحاسيس والأفكار والتخيّلات، من تلك التي عكست عبر قصّاتها، تفاصيلها، ومظهرها العام، تجليّات مؤثرة من عناصر التكلف والتألق والثراء، وحيث بدأ المصمم بلعبته من الـ «Love Action» من خلال تصاميم متعددة من الفساتين والتايورات والأطقم ذات الألوان الأساسية، لتتربع على قمتها خامة الجرسيه الثقيل بلا منازع، منفّذة وفق خطوط كلاسيكية معاصرة، من التي تحتضن القوام برشاقة مظهرة أجمل تضاريسه وحناياه.
التكلف والرقي
طاقات الشغف معنونا موضة هذا العام فقد اعتمد صعب على رسم طرازه المتفرد في فن التصميم، مسبرا من جديد عالم المرأة ومحّلقا معها بعيدا في فضاءات من الأنوثة وهبة الجمال، مستشرقا خصالا من شخصها ورقتها وقوامها، مبتكرا لها ومن خلالها مجموعة من الأزياء التي تتنفس الأناقة وتعكس التكلف والرقي في ذات الوقت والأوان، مترجما عبر كل فكرة وموديل عن حميمية مشوقة وطاقات شغف رسمت صورا عدة لإطلالات المرأة الجميلة وهي في حالات العشق المتوهج، ليلحقها بعد ذلك بقطع أخرى استلهمها من فيلم “I’m Not in Love”، حملت بدورها مشاعر متناقضة لحالات من نكران المشاعر وتقلب المزاج، بحيث تحيطها نفحات من الغواية والعبث والدلال، وكأن من ترتديها ترغب باللعب على وتر الأحاسيس والاستمتاع فقط بقضاء وقت جميل، جاءت على شكل فساتين رقيقة من الشيفونات والدانتيل الشفاف، عاكسة عناصر جرأة مثيرة وأنوثة طاغية وبامتياز.
لمسات الترف في هذه المجموعة تجّلت صياغات إبداعية غاية في الترف والرقي، فمن منظور صعب الخاص أن المرأة تزداد جمالا كلما كانت أنثى غامضة وبعيدة المنال، ليصمم لها تشكيلة آسرة من الأزياء المكّونة من 58 قطعة وموديلا، ظهرت في تسلسلها أقرب لطراز الهوت كوتور منها لخط الملابس الجاهزة، منفّذة وفق فلسفة جمالية طبعت لمساتها على تفاصيل القصّات والخطوط وبين طبقات القماش، راسمة غواية وأنوثة مدروسة، بحيث تنسجم مع تضاريس الجسد وتظهر أجمل انحناءاته، برز من بينها فساتين جرسيه أنيقة مميّزة بأكمام ضيقة وطويلة، وقصّات تلف منطقتي الجذع والوسط بحنو ودلال، مع باقة ساحرة ثانية من الأثواب الشفافة السوداء، مزينّة بالكشاكش والرفل والتقطيعات المتعاكسة من الدانتيلات والأتوال، بالإضافة إلى مجموعة كلاسيكية أخرى مفصّلة بخامة التفتا، ذكرتنا بطراز نجمات هوليود في زمن الخمسينيات.
أطوال الفساتين
ثراء الخامات ولعل المتابع لتدرج ظهور هذه الباقة على منصة العرض، سيلاحظ بلا شك كيف أنها قد جمعت أشكالا متباينة بأنماط متعددة الأساليب والقصّات، وحيث اختلفت أطوال الفساتين ما بين فئات (الميني، المدي، والماكسي) على حد سواء، نفذها المصمم بخامات وأقمشة وثيرة وفاخرة، بعضها امتاز بسمات الغنى وثقل القوام، مثل خامتي الجرسية المطاط، التفتا الشنجان، والحرير المشغول ببريق الباييت «الترتر»، فيما عكس بعضها الآخر شفافية ورقة غاية في الخفة والغواية، كلجة الأتوال والدانتيلات والشيفونات التي ألفت بدورها تصاميم مدهشة من أيقونات السهرة والمناسبات، عاكسة جميعا ثراء لونيا مشبعا للنظر، بدءا من نضارة الأخضر الزمردي، الأحمر الياقوتي، الأزرق الزفيري، ومرورا بمزيج الأزرق الفيروزي مع الأخضر التركوازي، ثم انتهاءا بسحر الأسود الأبنوسي، والذي يعد الرقم هو الصعب والبصمة المميّزة في كافة عروض Elie Saab منذ عدة مواسم وسنوات.