7 مايو 2012
هدى جاسم (بغداد) - تنصل الرئيس العراقي جلال طالباني أمس من التوقيع على اتفاق خماسي لوح بإسقاط الحكومة العراقية ونتج عن اجتماع عقده خمسة من قادة الكتل السياسية في أربيل للخروج من مأزق العملية السياسية. واعتبرت كتل سياسية التهديد بإسقاط حكومة نوري المالكي “انهيارا لهيكلية الدولة العراقية”، وسط تلميحات رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي التقى السفير الأميركي ببغداد جيفري جيمس، “باحترام أي انتخابات مبكرة يجريها الشعب العراقي وفق الدستور”. وعلى الصعيد الأمني قتل 5 أشخاص وأصيب ستة آخرون باعتداءات في عدة محافظات عراقية.
وقال مدير إعلام مكتب رئيس الجمهورية برزان شيخ عثمان إن “اللقاء التشاوري الذي عقد في أربيل تبادل المجتمعون فيه الآراء بشأن الأوضاع الحالية في العراق، ومن ثم أرسلوا وجهات نظرهم إلى التحالف الوطني” الحاكم والذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي. وأضاف أن “مهمة رئيس الجمهورية تلخصت بجمع الفرقاء السياسيين وممارسة دور الإشراف وليس من الضروري أن يوقع على المذكرات والاتفاقات والبيانات التي تتضمن آراء تلك الأطراف”.
من جانبه أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون عدنان السراج في تصريحات صحفية أن “طالباني رغم مشاركته في الاجتماع الخماسي، لكنه لم يوقع على الاتفاق الذي تمخض عنه”، موضحا أن “طالباني اعتذر من المشاركين في الاجتماع، وكان شارك بصفته رئيسا للجمهورية، وأعلن أنه لن يصبح طرفا في الأزمة السياسية التي يشهدها العراق”.
وكان عضو القائمة العراقية أياد السامرائي صرح في وقت سابق بأن المشاركين في الاجتماع الخماسي في أربيل وقعوا على اتفاق أرسل في رسالة نشرتها صحيفة حكومية يوم السبت، بالتصويت بحجب الثقة عن الحكومة ما لم تتوقف سياسة التسلط في اتخاذ القرار. وكانت أربيل شهدت نهاية أبريل اجتماعا تشاوريا ضم طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.
وقالت مصادر سياسية لرويترز إن المشرعين الأربعة الكبار النجيفي وبارزاني وعلاوي والصدر بعثوا بالرسالة إلى كتلة المالكي يوم الخميس. وتحدد الرسالة ثمانية مطالب يتعين تنفيذها بحلول 13 مايو لضمان تأييد الزعماء الأربعة لحكومة المالكي، الذي اتهمه خصومه بأنه “أصبح دكتاتورا ويتعمد تهميش السنة والأكراد”.
من جانبها اعتبرت الكتلة البيضاء أن التهديد بإسقاط حكومة المالكي سيؤدي إلى “انهيار هيكلة الدولة”، مبينة أن “الوضع السياسي يمر حاليا بمرحلة تشبه الاحتضار السريري”. وحذرت الكتلة “من خروج العراق من إطار المنظومة الدولية من حيث الأمن والاستقرار والتقدم إذ لم نفلح بمعالجته”.
وشددت على ضرورة أن “تنتبه القوى السياسية المؤمنة بمشروع التغيير في العراق، إلى حجم المخاطر الإقليمية السياسية والاقتصادية التي ربما ستعصف بالتجربة السياسية وتذهب بالجميع إلى خارج التاريخ الإنساني”. وأكدت الكتلة البيضاء أن “الحديث عن الشراكة السياسية أصبح الآن عبثا ونفاقا سياسيا صريحا وواضحا من خلال تعطيل دور البرلمان والحكومة من قبل الشركاء الخصوم”.
وفي شأن متصل أعلن بارزاني والسفير الأميركي ببغداد جيمس جيفري في أربيل أمس عن “احترامهما” لأي انتخابات مبكرة يجريها الشعب العراقي وفق الدستور. وقال بيان لرئاسة إقليم كردستان إن بارزاني ووفداً أميركيا برئاسة جيفري ضم مسؤول مكتب التنسيق الأمني الأميركي في العراق الجنرال روبرت كاسلن “بحثا العملية السياسية في العراق والأزمات التي يشهدها البلد”، وشددا على أن “جميع الأزمات يمكن حلها عبر الاحتكام إلى الدستور والشراكة الحقيقية والاتفاقيات”.
وأضاف البيان أن الجانبين “أبديا التزامهما بالعملية الديمقراطية في العراق واحترام أي انتخابات يجريها الشعب العراقي ضمن الدستور”. ولفت البيان إلى أن بارزاني “أوضح بالتفصيل الاجتماعات الثنائية والثلاثية والخماسية التي شهدتها أربيل مؤخراً”، كما أبلغ السفير الأميركي أن “الدكتاتورية وحدها تضع وحدة العراق في وضع خطر”.
ونقل البيان عن جيفري تأكيده على “التزام بلاده إزاء إقليم كردستان واهتمامها بتطوير العلاقات بين الطرفين”. وفي محور آخر أعلن كاسلن، أنهم “يعملون الآن على عقد اجتماع مشترك لقيادة القوات المشتركة من الجيش العراقي والأميركي وقوات البيشمركة المنتشرة في المناطق المتنازع عليها لدراسة تطورات الأوضاع في عدد من تلك المناطق”.
أمنيا قتل ضابط كبير برتبة عميد في وزارة الدفاع أمس بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته بمنطقة اليرموك غرب بغداد. وفي محافظة صلاح الدين عثرت قوة أمنية على ثلاث جثث تعود لرجال مجهولي الهوية قضوا بآلة حادة.
وفي قضاء طوزخورماتو بمحافظة ديالى أصيب ضابط برتبة ملازم أول بانفجار عبوة لاصقة بسيارته. كما أصيب شخصان بجروح بانفجار عبوة ناسفة أمام منزل عنصر في قوات الصحوة غرب بعقوبة. وفي محافظة التأميم قتل عنصر في قوة الصحوة وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة في ناحية الرشاد غرب كركوك. وفي محافظة نينوى قتل شخصان وأصيب اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة في ناحية القيارة جنوب الموصل، وقتل مدني برصاص مسلحين شرق المدينة، فيما فقد أثر أربعة جنود عراقيين من أهالي محافظة التأميم منذ أربعة أيام بعد مغادرتهم مقر وحدتهم العسكرية شمال الموصل.
على صعيد آخر أعلن النائب محمد الخالدي مقرر مجلس النواب العراقي أن جلسة اليوم الاثنين ستشهد التصويت على هيئة المساءلة والعدالة وإقالة أمين بغداد واللاجئين المبعدين قسرا من الدول الأوربية وتخصيص رواتب تقاعدية أو تعديلها وفق توصيات أمانة مجلس الوزراء وعدد من مشاريع القوانين. وأكد أن البرلمان سيصوت اليوم على إقالة أمين بغداد صابر العيساوي، ثم سيدعو إلى مناقشة وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان.