21 يوليو 2010 22:51
ضمن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات مهرجان أصيلة الثقافي بالمملكة المغربية الذي يقام من العاشر وحتى السادس والعشرين من الشهر الجاري نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حلقة نقاش حول موضوع الدبلوماسية الثقافية ووضعيتها في عالم اليوم، وذلك تحت العنوان العريض لندوة “الثقافة.. الحلقة المفقودة في العلاقات الدولية”.
كما نظمت الهيئة حفلين موسيقيين للمايسترو اللبناني هاروت فازليان قدم خلالهما اقتباسا جديدا لسمفونية “شهرزاد” للموسيقار ريمسكى كورساكوف بمصاحبة آلات عربية.
واوضح بيان صحفي صادر عن الهيئة امس ان اللقاء الفكري تميز بمشاركة متحدثين من عالم السينما والسياسة والفنون والإعلام وترأسه كل من محمد بن عيسى، عمدة مدينة أصيلة ووزير الخارجية والثقافة سابقا، وسينثيا شنايدر القادمة من جامعة جورج تاون بواشنطن وسفيرة الولايات المتحدة إلى هولندا سابقا.
وقد جاء في معرض حديث الدكتور سامي المصري، نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلا النقاش أن “الدبلوماسية الثقافية مفهوم جديد نسبيا، ولكن هذا لا ينفي تجلياتها الإيجابية على المدى البعيد، وحلقة النقاش هذه فرصة ملائمة لتحليل القواسم المشتركة وأوجه الاختلاف وتبادل وجهات النظر حولها. إن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تشجع مثل هذه المناظرات حول خصوصيات مختلف المنظومات الثقافية، الأمر الذي من شأنه تحقيق المساواة في الحقوق ودعم الالتزام بالتلاقح الثقافي”.
وطرح المشاركون مقاربة متميزة لإمكانية تسخير الحكومات للثقافة وتبادل الأفكار في سبيل تعزيز مستوى التفاهم بين مختلف الجهات على الساحة الدولية. وذكرت شنايدر خلال كلمتها التقديمية “إن الأنشطة المتصلة بالثقافة هي ما يميز الجنس البشري عن باقي الكائنات” وأضافت “عندما نفهم ثقافات أخرى يتسنى لنا النظر إلى الناس على أنهم أناس بالفعل، فالخطاب السياسي عادة ما يميل إلى التقسيمات والتعاملات المبنية على الصور النمطية”. وقد عبر الممثل والمخرج المصري خالد أبو النجا عن نفس الرأي حيث أشار إلى أن “المدخل إلى فهم الدبلوماسية الثقافية يبدأ بالتفريق بين السياسات والشعوب – أنا لست سياسيا، أنا إنسان فحسب – فإذا نجحنا في التفريق بين سياسات القادة وبين الناس يمكننا حينئذ أن نرى بأن الفن يوحدنا دائما، فيما توحدنا السياسات أحيانا فقط”.
وكان من ضمن المتحدثين الخبير ريتشارد آرندت الذي ألف كتابا مرجعيا في الموضوع بعنوان “ذي فيرست ريزورت أوف كنكس” (The First Resort of Kings)، بالإضافة إلى أندراس سيمونيي، سفير هنغاريا السابق لدى الولايات المتحدة، ومارك دون فرايد، مؤسس ومدير معهد الدبلوماسية الثقافية في برلين.
ومن جانبه، تحدث بن عيسى عن منافع الدبلوماسية الثقافية التي تتمظهر خلال مهرجان أصيلة ذاته قائلا “لا وجود لفنادق خمس نجوم في أصيلة، وهذا يُقرب الشخص من معرفة نمط حياة الناس في هذا البلد، في المناطق المهمشة والمعزولة من العالم، خلافا عن المدن الكبرى”.
وقد طرح المتحدثون عددا من الأفكار المهمة حول الدبلوماسية والعمل الحكومي ودور الفنون والثقافة في تقريب الدول بعضها ببعض. وانتهى المؤتمرون إلى ضرورة استدامة التَّحاور في مجمل هذه المواضيع والعمل بشكل دؤوب على تفعيل وتعميم أهداف الدبلوماسية الثقافية في المنطقة.
وفي الحفلين الموسيقيين لهاروت فازليان، اللذين أقيما في قصر الريسوني في المدينة القديمة في أصيلة ومكتبة الأمير بندر بن سلطان في أصيلة، استمتع ضيوف وزوار المهرجان بالتوزيع الفريد من نوعه لمعزوفة “شهرزاد” حيث مزج فازليان بمهارة الآلات الشرقية (مثل العود والناي والقانون) وإيقاعات الطبول العربية مع سباعية وترية وتقاسيم ارتجالية دون أن يفشل في الحفاظ على الحركات الأربع للمقطوعة الأصلية لريمسكي كورساكوف.
المصدر: ابوظبي