7 مايو 2012
محمد حامد (دبي)- يشارك ما لا يقل عن 3000 ألف رياضي مسلم في منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي تقام في لندن من 27 يوليو إلى 12 أغسطس القادم، من بين 11 ألف رياضي يشاركون في الحدث الكبير.
وأثير على نطاق واسع تزامن الحدث الرياضي الأهم والأكبر في العالم، والذي يقام كل 4 سنوات، مع شهر رمضان، الذي يبدأ وفقاً للتقويم الفلكي في 21 يوليو، وينتهي 20 أغسطس المقبل، وهو ما يعني أن المنافسات الرياضية للدورة الأولمبية سوف تقام بالكامل في شهر رمضان.
وطفت على الساحة أسئلة عديدة أبرزها، ماذا يمكن للجنة المنظمة لأولمبياد لندن أن تفعل لمساعدة الرياضيين المسلمين على أداء فريضة الصوم ؟، ولماذا لم يتم تفادي هذا المأزق من البداية، خاصة أن اللجنة الأولمبية الدولية منحت لندن الحق في اختيار التوقيت الذي يناسبها لتنظيم الأولمبياد، خلال الفترة من بداية يوليو حتى 31 أغسطس، ووقع الاختيار البريطاني على الفترة من 27 يوليو وحتى 12 أغسطس، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المنظمات الإسلامية في لندن، وخاصة لجنة حقوق الإنسان الإسلامية، التي خرج المتحدث الرسمي باسمها في أكتوبر 2006 ليؤكد أن تنظيم الأولمبياد في هذا التوقيت الذي يتعارض مع شهر رمضان لا يخدم مصلحة أحد، خاصة أن بريطانيا تشتهر باحترامها للأديان والثقافات المختلفة، وحذر من تراجع نسبة المشاهدة للمنافسات الرياضية، سواء في الملاعب أو أمام الشاشات، خاصة أن شهر رمضان هو مناسبة روحانية خاصة في حياة ملايين المسلمين، كما شدد على أن أداء المنتخبات واللاعبين الذين يمثلون البلدان الإسلامية لن يكون جيداً، خاصة أن مع طول فترة الصيام في نهار لندن، والأجواء الحارة التي سوف ترافق الحدث.
وفي الوقت ذاته خصص الإعلام البريطاني مساحات واسعة لرصد الآراء كافة المتعلقة بموقف الرياضيين المسلمين المشاركين في الأولمبياد، وفي الوقت الذي رفض البعض من حيث المبدأ إقامة المنافسات في شهر رمضان، أكد البعض الآخر، وعلى رأسهم أحد الأئمة في المجلس الإسلامي البريطاني، ويدعى الشيخ إبراهيم مورجا، والذي قال إن المسلم سواء رياضي أو غير راضي يجب أن يمارس حياته في رمضان بصورة معتادة لا تختلف عن غيره من الأيام، ويتعامل مع فريضة الصوم باعتبارها اختياراً لقوة الإيمان، والقدرة على الجميع بين ممارسة الأنشطة المعتادة والصيام، كما نوه إلى أنه يحق لكل لاعب أن يلجأ للفتوى من أجل معرفة ما إذا كان يحق له عدم الصيام، مع التعويض بأيام أخرى من عدمه؟.
الموقف التركي
وتشارك تركيا في أولمبياد لندن بواحدة من أكبر البعثات الرياضية، والتي تتشكل في غالبيتها من لاعبين مسلمين، سواء في اللعبات الفردية أو الجماعية، وهو الأمر الذي أغرى وسائل الإعلام والصحف البريطانية على استطلاع الرؤية التركية، ورصد الموقف التركي من توقيت إقامة أولمبياد لندن، وفي تصريحات أدلى بها توجاي بايلاتي رئيس اللجنة الأولمبية التركية لصحف بريطانية، أكد أن جميع المساعي لتغيير موعد إقامة الأولمبياد لم يكتب لها النجاح، وأشار إلى غضب بلاده من توقيت إقامة الدورة، وهو التوقيت الذي لم يراع خصوصية شهر رمضان، لآلاف الرياضيين المسلمين، فضلاً عن الآلاف من أعضاء الوفود الإدارية
وأضاف: “أن توقيت المنافسات سيكون صعباً على الرياضيين المسلمين، ولكننا في تركيا قررنا بعد دراسة الموقف من النواحي كافة عدم صوم اللاعبين في أيام المنافسات الرسمية، لأنهم في هذه الحالة يمارسون الرياضة في أعلى وأصعب مستوياتها، كما أنهم سيكونون على سفر، مما يمنحهم رخصة لعدم الصوم، مع التعويض في أيام أخرى، أعتقد أنه كان يتوجب على لندن اختيار موعد مختلف لإقامة الدورة، احتراماً لصداقتها للعالم الإسلامي”.
تدابير بريطانية
منذ أن تم الإعلان عن فوز لندن بشرف استضافة الأولمبياد في صيف 2005، مضت 7 سنوات كاملة لم يتوقف خلالها الجدل، كلما أثيرت مشكلة تعارض فترة إقامة الأولمبياد مع شهر رمضان، وسط تأكيدات بريطانية باتخاذ التدابير كافة من أجل توفير أفضل أجواء ممكنة لكل الرياضيين والإداريين المسلمين، لتأدية مناسك الفريضة، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الطعام في أوقات الإفطار والسحور، وتوفير الطعام الذي يتناسب مع الشريعة الإسلامية، فضلاً عن توفير أماكن للعبادة لتأدية فروض الصلاة في مختلف الأوقات.
ووفقاً لما نقلته صحيفة التلجراف فقد أكد ناطق رسمي من اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن، إنه سيتم توفير الأجواء الملائمة التي تحترم مختلف الديانات والثقافات، مشيراً إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية أرسلت توجيهاً بضرورة توفير الأجواء المناسبة للرياضيين.
وقال المتحدث الرسمي لاولمبياد لندن تعليقاً على ذلك “وفرنا جميع المقومات التي تمكن جميع الرياضيين أصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة من ممارسة عقائدهم، وعلى سبيل المثال تم إلحاق أماكن للاغتسال بجانب غرف الصلاة المخصصة للاعبين المسلمين، أعتقد أننا اتخذنا التدابير، ولم يكن ممكناً تفادي إقامة المنافسات في هذا الوقت”.
يذكر أن غالبية التدابير المذكورة سلفاً يتم اتخاذها في الدورات الأولمبية بشكل عام، احتراماً لمشاركة الرياضيين المسلمين في الدورات الأولمبية، وخاصة ما يتعلق بتخصيص أماكن للعبادة، وتوفير الطعام الذي يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وخاصة اللحوم وما يتعلق بأنواعها، وطريقة الذبح الشرعي.