عمر الحلاوي (العين)
يؤرخ موقع «عود الراحة» بمدينة العين لزيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لمنطقة «أم غافة» قبل أكثر من أربعين عاماً، وتحديداً بعام 1978، حينما استظل تحت شجرة السمر في زيارته الأولى للمكان، تلك الفترة التي جرى خلالها كثير من عمليات التنمية والبناء، أحالت حياة السكان هناك من الكفاف إلى الازدهار والرفاهية، وحولت موقع «عود الراحة» إلى معلم تراثي، واستراحة للزائرين ينعمون بهوائها العليل القادم بفعل ما يحيطها من أشجار السدر الوارفة.
في زيارته تلك، أمر المغفور له الشيخ زايد بتوزيع 40 مزرعة بجانبي شجرة السمر التي أسماها «مجلس الشجرة»، بالإضافة إلى بناء 30 منزلاً شعبياً لراحة واستقرار أهل المنطقة. وفي التسعينيات من القرن الماضي، وما إن علم المغفور له الشيخ زايد بسقوط شجرة السمر بفعل الأمطار والرياح الشديدة، حتى أمر باستبدالها بأشجار السدر، التي ما تزال تظلل المجلس التاريخي الشهير الواقع جنوب شرق مدينة العين.
وإلى يومنا هذا، يحرص أهالي المنطقة على استقبال ضيوفهم عند «مجلس الشجرة» التي أطلق عليها الشيخ زايد «عود الراحة»، والتي وجه برعايتها والاهتمام بتنظيفها وسقيها.
ورغم التنمية المتواصلة لمنطقة «أم غافة» وارتفاع عدد مزارعها إلى 100 مزرعة، وصدور العديد من المراسيم المتلاحقة بتوزيع المنازل الشعبية والفلل، ظل مجلس «عود الراحة» شاهداً على التنمية والتطور العمراني والحضاري لها.
يقول حارب مفتاح النيادي أحد كبار المواطنين في المنطقة وكان مرافقاً للشيخ زايد في زيارته الأولى لمنطقة أم غافة: إن الشجرة التي استراح تحتها الشيخ زايد ظلت شامخة لسنوات طويلة، إلى أن سقطت في التسعينيات بفعل الرياح والأمطار الشديدة، وبعد إبلاغ المغفور له الشيخ زايد، وجّه باستبدالها بشجر السدر الذي لم يزل يظلل المجلس التاريخي.
وتذكر النيادي كيف أن أهالي المنطقة استقبلوا الشيخ زايد بالقهوة والرطب وغيرها من أصول الضيافة العربية، وكيف أن معالم المنطقة وحياة الناس تغيرت بشكل متسارع، حيث تسلم الأهالي المنازل الشعبية بعد 5 سنوات فقط من الزيارة التاريخية، لافتاً إلى أن آخر زيارة للمغفور له الشيخ زايد كانت عام 2003، وأمر خلالها بإنشاء طرق وعدد من المنازل الجديدة، فقد كانت زيارته تمثل دوماً بشارة وفرحة للصغار قبل الكبار، يأتي بعدها الخير الوفير.
من جانبه، اعتبر المواطن سعيد حمد النيادي أن «عود الراحة» الذي استراح بجواره الشيخ زايد «مجلس تراثي وأثري» حافظ على هيئته ومكانه طوال تلك السنوات وتحول إلى معلم يحكي ويوثق لتاريخ المنطقة، مشيراً إلى حاجة المجلس لمزيد من التطوير ووضع لافتات إضافية توضح موقعه ومكانته ونبذة تاريخيه عنه وأسماء الشيوخ الذين زاروه، وذلك من خلال مزيد من اهتمام الدوائر المختصة، ليكون مرجعاً للأجيال المقبلة وكتاباً مفتوحاً لزواره، سيما أنه شاهد على فترة مهمة من تاريخ الإمارات، حكمها الأب المؤسس ونشر عطاءاته وبصماته وحكمته وعدله ورؤيته في ربوع الدولة ومناطقها النائية قبل الحضرية، والتي مهدت لحياة رغدة وهنيئة لشعبه.