أبوظبي (الاتحاد)
عقد المجلس الاستشاري للغة العربية اجتماعه الدوري برئاسة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وبحضور أعضاء المجلس، لمناقشة آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بإصدار تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها.
وقد استمع الأعضاء إلى شرح مفصل عن ما تم إنجازه، منذ تكليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» للمجلس الاستشاري للغة العربية بالعمل على إصدار التقرير الذي يتضمن دراسات وأبحاثاً وتجارب تطبيقية، من أجل بناء مقاربة علمية لحالة اللغة العربية ومستقبلها. وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيسة المجلس الاستشاري للغة العربية، أن دولة الإمارات تولي اهتماماً خاصاً بترسيخ مكانة اللغة العربية بين لغات العالم، وتعزيز حضورها في نفوس الأجيال الناشئة، لأنها المعبِّر عن الهوية الوطنية والقيم الأصيلة والثقافة العربية، وتمثل الجسر الذي يربط بين الأجيال وموروثهم الحضاري والتاريخي.
وقالت نورة الكعبي: «يمثل التقرير بداية مهمة للتخطيط اللغوي للغة العربية على مستوى دولة الإمارات والوطن العربي، ويسعى إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 في أن تكون دولة الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية. وسيسهم التقرير في معالجة التحديات التي تواجه اللغة العربية بطريقة علمية، ليضع حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية بأهدافها وأولوياتها المرتبطة مع مئوية الإمارات».
وأضافت نورة الكعبي: «سيعمل المجلس الاستشاري للغة العربية على متابعة سير عمل التقرير في جميع مراحله، ورسم سياسات ثقافية على المستويين الوطني والعربي من أجل الحفاظ على اللغة العربية، وتمكينها، وتعزيز حضورها، من خلال تقديم مخرجات ونتائج قيّمة تكون مرجعاً للدارسين والباحثين، وبما يعزز حالة اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة».
ويعمل على إعداد التقرير نخبة من الخبراء والباحثين من جامعات إقليمية وعالمية، تتمثل مهمتهم في رصد وجمع المعلومات من المصادر الأكاديمية، وإجراء مقابلات مع المعنيين من مؤسسات وكتّاب وإعلاميين وناشرين، ورصد التغييرات التي تطرأ على اللغة العربية في وقتنا الحالي، إضافة إلى رصد المقاربات الجديدة لتدريس اللغة العربية في المناهج الدراسية في عدد من البلدان العربية، كما سيعمل الفريق على إعداد تقرير خاص بدولة الإمارات العربية المتحدة يتناول حالة اللغة العربية ومستقبلها في الدولة، ومقارنته بدول الوطن العربي. وأقيمت على هامش الاجتماع جلسة حوارية مع نخبة من الشباب، بحضور فريق العمل من الباحثين بقيادة الدكتور محمود البطل أستاذ بدائرة اللغة العربية في الجامعة الأميركية ببيروت، حيث استمع الفريق إلى التحديات والصعوبات التي تواجه الشباب العربي، وطرح الحضور مجموعة من المقترحات لكيفية تطوير أساليب استخدام اللغة العربية لمواكبة تطورات العصر وتمكينها كلغة للتواصل واكتساب المعرفة.
جدير بالذكر أن أولويات الأجندة الوطنية تتضمن تفعيل دور اللغة العربية في وسائل الإعلام، وإثراء اللغة العربية بالإنتاج الفكري والأبحاث العلمية، وترجمة الأعمال العربية إلى العالمية، ونقل العلوم والمعارف من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية، والحفاظ على التراث الشعري والأدبي واللغوي، بالإضافة إلى نشر اللغة العربية لغير الناطقين بها.