10 مايو 2011 20:10
غسيل الدماغ اصطلاح ظهر للمرة الأولى عام 1951، وأخذ من مفهوم عملية تنظيف الدماغ ،التي كان يقوم بها الصينيون، والتي تستخدم بقصد تخليص الأفراد من المعتقدات القديمة، كي يتمكنوا من التعايش بسلام مع طبيعة الحياة والنظام السائد آنذاك. وكانت الوسيلة المستخدمة في ذلك، هي طريقة الإقناع والضغوط أحياناً بمختلف أشكالها. وقام بها الزعماء الشيوعيون السابقون مع السجناء للاعتراف بشكل غير مألوف أو متوقع مما جعل الناس في العالم الغربي يفترضون بأن بعض الأساليب السيكولوجية أو العقاقير قد استخدمت لانتزاع هذه الاعترافات. ومن هذه الأساليب القائمة على العقاقير ما اختبرته وكالة المخابرات الأميركية في الأربعينيات باستعمال بعض العقاقير للدخول في عالم متألق من الشعور واللاشعور.
تقول الدكتورة وفاء عبد الكريم الزاغة، “ إن الصينيين كانوا يعتمدون على مبادئ الكونفوشوسية في غسيل الدماغ، وهي الابتعاد عن استخدام وسائل التعذيب في عملية انتزاع الاعترافات واستخدام ضغط الجماعة على الفرد وبخاصة الموجودين مع السجين في نفس الغرفة لإحداث التغيير المطلوب.
لأن الصينيين يركزون على استقطاب نفعية الشخص للمجتمع الجديد والعقيدة الجديدة بالنسبة له ويسهل ترك الماضي الخاص به مهما كان. وأثبتت بعض نتائج الدراسات، أن من خرج من السجون، كانوا إما في حالة تعاطف أو تحمس بعكس عينة أخرى لم تظهر أي تجاوب أو تغيير. ومن هنا ينبع سؤال، لماذا يحدث سفر الشاب إلى دول أجنبية لأربع سنوات تغييراً يصير به الفرد فرداً آخر بعادات ومواقف تخالف ربما عشرين سنة من عمره ؟ فطريقة غسيل الدماغ عند الصينيين أو من يحاول الطريقة نفسها تتمركز على الإخلاص للفكرة وتثقيف النفس بمحاضرات ونشاطات ثقافية والتناغم مع الجماعة المحاطة به.
أما الروس فكانوا يلجأون إلى فصل السجين عن الآخرين، ويحاولون انتزاع الاعترافات المطلوبة عن طريق التحقيق المتكرر، مما قد يغير من اتجاهاته سواء بالإكراه أو عدم القدرة على التحمل فيرضخ للمعتقد الجديد”.
وتضيف وفاء عبد الكريم: “من أساليب غسيل الدماغ: الوهن والاعتماد على الآخرين والخوف والتقمص. وهذه مظاهر نفسية تستغل كعامل من عوامل الضغط والتغيير المرغوب. أو أسلوب الشعارات القريبة للعاطفة ومنطقة اللاشعور ثم تكرار الإشاعة وهي غالباً ما تغذي الإحباط بلباس الخداع اللفظي وخطرها أقوى عندما لا يعرف أنها خطأ وأنها إشاعة، لأنها تمتد امتدادا أفقيا في المجتمع خاصة المتجانس أو الأفراد الذين يشعرون بالهزيمة والإحباط والضغوط والوهن. ومعرفة ما نحب ونكره ومن ثم معرفة اليد الضعيفة لدى الشخص لتبدأ معه التجربة نحو غسيل الدماغ.
ومن الأساليب النفسية التي تصاحب خبرة غسيل الدماغ، ما يعرف بنظرية “التأثير النائم”. وملخصها أن الإنسان يختزن في ذاكراته مصدراً أو حدثاً يبقى نائماً في داخله إلى أن يوقظه مصدر أو حدث مشابه لذلك المخزون. وهذه النظرية تستخدمها إسرائيل في طرح أسئلة إعلانية أو إعلامية بشكل يأخذ البساطة إنما وراؤها مغزى لإيقاظ الفتنة أو الحدث النائم.
ثم تكررها بالصور والدعايات والشعارات، مما قد يستميل بعض النفوس المريضة والمشاكسة فتصبح أبواقاً عنهم أو تغسل أدمغتهم بطريقة لا شعورية. كذلك نجد صنفا من النساء يستخدمن المكر والكيد والإغواء الجسدي والجمال المبتذل بطريقة تغيير رأي الرجل المسؤول في منصب معين بهدف تحقيق غاية غير معلنة ومنها قصص تنقل من الواقع كامرأة استطاعت أن تغسل دماغ محام ما أقسم على إنصاف المظلوم وعتم على الحقائق بل حاول أن يغطي أمام القضاء أن وكيله المتوفى منذ سنة حي يرزق ويدافع عنه في أروقة المحكمة لمدة سنة كاملة وهو أول الأشخاص الذين زاروا بيت الأجر وكل ذلك لتعرضه لغسيل دماغه المتقن من سيدة يعتقد المجتمع أنها صاحبة حق أو صنف يعيش الحياة المترفة”.
المصدر: أبوظبي