حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
قال قائد عسكري ليبي لـ «الاتحاد»، إن قوات الجيش تستعد للدخول إلى قلب العاصمة طرابلس قبل عيد الأضحى، وسط محاولات من المبعوث الأممي غسان سلامة للتوصل إلى هدنة العيد، فيما قال مصدر عسكري لـ «الاتحاد»، إن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر بحث مع قائد مجموعات الردع بالقيادة العامة للجيش الليبي اللواء محمد بن نايل وقائد منطقة براك العسكرية وعميد بلدية الشويرف حسين القذافي، تأمين خط الإمدادات الرئيسي للجيش الليبي من الجفرة إلى محاور القتال في طرابلس.
وأكد المصدر العسكري الليبي، أن القيادة العامة للقوات المسلحة حسمت قرارها بدخول قلب طرابلس قبل عيد الأضحى المبارك، وذلك لتحريرها من قبضة المليشيات والجماعات الإرهابية وتأمين مؤسسات الدولة وتحريرها من قبضة المسلحين.
وعلمت «الاتحاد» أن المبعوث الأممي إلى ليبيا سيتوجه إلى «الرجمة» للقاء القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر للمرة الثانية، وذلك للتشاور حول الهدنة التي طرحتها البعثة الأممية لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى، والتعرف على رد المشير حفتر وموقفه النهائي من مقترح سلامة.
وفي طرابلس، استهدف طائرات حكومة الوفاق مناطق مفتوحة في منطقة سيدي السائح بمدينة ترهونة، وذلك بسبب موقف المدينة الداعم للقيادة العامة للقوات المسلحة في معركة «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس.
وتسيطر قوات الجيش الليبي على مناطق استراتيجية في طرابلس تعزز فرضية نجاح عملية دخول قلب طرابلس، وذلك بعد إحكام القوات لسيطرتها على عدة مناطق منها «قصر بن غشير، وادي الربيع، خلة الفرجان، منطقة الكازيرما» التي يسعى الجيش للتقدم منها إلى كوبري السواني الذي يمثل البوابة الرئيسية لدخول العزيزية ومنها إلى شرق طرابلس أو «جنزور» وحتى الوصول لوسط طرابلس.
وأكد قائد عسكري ليبي رفيع المستوى لـ«الاتحاد» أن القوات المسلحة الليبية لم تنفذ أي هجوم حتى اللحظة لدخول قلب طرابلس، لافتاً إلى أن ما تقوم به القوات هو تنفيذ تكتيكات عسكرية لاستنزاف المليشيات في ضواحي طرابلس، مشيراً إلى أن مليشيات الوفاق فقدت الأمل في السيطرة على محور طريق المطار وتمركزهم في «خلة الفرجان». وحول سبب انسحاب قوات الجيش الليبي من معسكر «النقلية»، قال القائد العسكري الليبي، إن «معسكري النقلية وحمزة مناطق مفتوحة وفي مرمى النيران وهو ما دفع قوات الجيش الليبي للانسحاب من المنطقتين لعدم وجود جدوى للسيطرة على المعسكرين». وأشار القائد العسكري إلى أهمية سيطرة الجيش الليبي على منطقة الأحياء البرية التي تمثل أحد أهم المناطق الاستراتيجية التي يمكن للقوات منها التقدم إلى مناطق كوبري المطار وعمار طريق المطار ومن الجهة اليسرى التقدم نحو قصر بن غشير وخلة الفرجان وصلاح الدين.
بدوره، قال مكتب قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي، إن سلاح الجو استهدف منصة صواريخ في مشروع الموز شرق طرابلس كانت تستخدم من قبل المليشيات في قصف وتعطيل مطار معيتيقة الدولي. وأعلن المكتب الإعلامي لمطار معيتيقة الدولي استئناف حركة الملاحة الجوية بعد تعليقها لعدة ساعات بسبب استهداف ميليشيات «البقرة» وما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» للمطار؛ وذلك بهدف تهريب ما يقرب من 3 آلاف إرهابي ومتشدد محتجزين داخل السجن القريب من المطار الدولي.
إلى ذلك، أعلن نائب مندوب روسيا بالأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف دعم موسكو لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا لحل النزاع، مشيراً إلى أهمية اتخاذ ليبيا مثالاً لخطورة التجارب الجيوسياسية، مؤكداً أن الوضع الحالي في هذا المجال أسوأ بكثير نظراً لما يتم من نقل ما وصفهم بـ«الجهاديين» من العراق وسوريا، الأمر الذي يمكن أن يحول ليبيا إلى إحدى أكبر قواعد الإرهاب في شمال أفريقيا.