لكبيرة التونسي (أبوظبي)
28 طالباً من مختلف مدارس الدولة، تم تكريمهم بطريقة خاصة، من خلال مبادرة «رحلة الاتحاد»، نظير تميزهم الأكاديمي والاجتماعي، التي أخذتهم في جولة تعليمية وتثقيفية في ربوع الإمارات للتعرف على معالمها، والوقوف على إنجازات عريقة ومعالم تستشرف المستقبل، كما هدفت الرحلة، التي نظمتها «جمعية البيت متوحد» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إلى تعزيز مفاهيم الهوية الوطنية، وترسيخ قيم التسامح بينهم.
قال سيف علي القبيسي، رئيس مجلس إدارة جمعية البيت متوحد: «في عالم التسامح قررنا إتاحة (رحلة الاتحاد) في نسختها الثالثة للطلبة الإماراتيين والمقيمين على حد سواء؛ لأننا نؤمن بأن كل من يعيش في هذا البلد المعطاء يعتبر جزءاً من مستقبله الزاهر»، مؤكداً أن «عملية اختيار الطلبة خضعت لمعايير دقيقة، وصولاً لتجسيد المخرجات المدهشة لنظامنا التعليمي أكاديمياً ومعنوياً».
من جانبه، قال المهندس خلفان المراشدة، مدير إدارة تطوير مهارات الطلبة في وزارة التربية والتعليم «إن رحلة الاتحاد تجمع سنوي يحفل بالمعاني الوطنية السامية التي تختزل موروثاً قيمياً عريقاً لدولة الإمارات ومجتمعها المعطاء، مبيناً أن الطلبة تعرفوا خلالها على إرث الآباء المؤسسين، والقائم على التسامح والتعاون والعطاء، واستشعروا المتابعة الحثيثة من قبل القيادة الرشيدة لمختلف الأوجه التي تستهدف تطوير كفاءات الطلبة في مختلف المجالات». وأكد أن «رحلة هذا العام تكللت بزيارة الطلبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أثنى على جهودهم وشغفهم في تعزيز ولائهم وانتمائهم لإرث دولة الإمارات». وأشار إلى أن الرحلة تعبر عن حرص الطلبة على التعرف على معالم الدولة التاريخية والعلمية المعاصرة التي باتت تشكل إحدى دعائم نهضة الدولة، ما يتيح لهم المساهمة الفاعلة في صون منجزات الوطن والحفاظ على إرثه الخالد، معززين بمنظومة قيمية فريدة قوامها التسامح.
واعتبرت فاطمة الكعبي من مبادرة «رحلة الاتحاد» المنبثقة عن «البيت متوحد»، أن هذه التجربة صممت لتكون مكافأة للطلبة المتميزين، حتى يكونوا قدوة لزملائهم، وهي عبارة عن رحلة ترفيهية تثقيفية وتعليمية، مشيرة إلى أن اختيار المشاركين تم وفق معايير دقيقة، حيث تقدم لها أكثر من 200 طالب، تمت مقابلتهم على مراحل ليقع الاختيار على 4 طلبة من كل إمارة. وأكدت «حرصنا على أن يكون عدد المشاركين في الرحلة مناصفة بين الطالبات والطلاب».
وعن معايير الاختيار، قالت الكعبي إنه تمت مراسلة جميع المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، لترشيح طلبة منها بناء على تميزهم العلمي والأكاديمي، بحيث تفوق علاماتهم الدراسية 90%، وامتلاكهم مواهب في الإلقاء والخطابة وحفظ القرآن وتجويده، وحصولهم على جوائز في مختلف المجالات العلمية والرياضية، إضافة إلى مساهماتهم في مجتمعهم، من خلال التطوع لتنفيذ بعض المبادرات المجتمعية والإنسانية. وذكرت أن الرحلة بدأت من واحة العين، ثم أبوظبي، ثم باقي الإمارات، حيث حظيت المجموعة باهتمام بالغ من طرف القادة، وتم استقبالهم أفضل استقبال، للاطلاع على معالم الدولة، وترسيخ قيم الهوية الوطنية، وتعزيز معاني التسامح وغرسه في نفوسهم، مشيرة إلى أن الطلبة المشاركين سيكونون سفراء لمبادرة رحلة الاتحاد سواء في مدارسهم أو جامعاتهم مستقبلاً.
خلال جولاتهم التثقيفية والتعليمية والترفيهية، اطلع الطلبة على معالم تاريخية وثقافية في الإمارات السبع، استهلوها بجولة في واحة العين، أكبر واحة في المدينة التي تضم 550 مزرعة و147 ألف نخلة، ومن خلالها عرفوا أنها تحتوي على فلج مسجل في «اليونسكو» يرجع تاريخه إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وهو من صنع الإنسان، كما تتضمن الواحة مرافق وحدائق بها أنواع كثيرة من النباتات والخضراوات والفواكه.
إلى ذلك، قالت حمدة عبيد الظاهري، اختصاصي خدمات زوار العين: «أجدادنا في هذه المنطقة وجدوا حلولاً مبتكرة للمعوقات التي اعترضهم ومنها مشكلة المياه، فصنعوا قنوات جوفية تحت الأرض لجمع المياه الجوفية، كما زار الفريق جميع مرافق الواحة للاطلاع على ما تزخر به من نباتات محلية وأشجار معمرة، كما زاروا بيت الحرفيين الذي يضم صناعات تقليدية ارتبطت بفن عيش الأجداد».
ومن المشاركين في الرحلة يوسف الزرعوني «طالب في الصف الثاني ثانوي» الذي أكد أنه لن ينساها طوال حياته، لاسيما أنه زار العديد من المعالم التاريخية في الإمارات السبع، وهو أمر لم يكن ليتم إلا من خلال هذه الرحلة الممتعة والمفيدة. وقال إنه خلال الرحلة كانت تشبه رحلة كبار الشخصيات من حيث الاستقبال، كما نسجنا من خلال هذه المبادرة علاقات قوية بين مختلف المشاركين، وتعاهدنا على أن نكون في المصاف الأولى لخدمة الوطن والدفاع عنه.
ومن المشاركين أيضاً سيف سعيد الكندي، وهو طالب متعدد المواهب، أنجز أكثر من 70 ساعة تطوعية، فضلاً عن تميزه في الدراسة الأكاديمية. عن تجربته، قال إنه سيكون سفيراً لهذه المبادرة في مدرسته، لما لاحظه من أهمية كبيرة لها، كونها ثقفتهم، وزرعت الثقة في أنفسهم. كما أكدت شمسة سلطان وشهد الكعبي «طالبتان في الصف الحادي عشر»، أن الرحلة علمتهما الكثير من القيم، وعززت لديهما الانتماء والولاء، وحفزتها على بذل مجهود مضاعف.