السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحقن المالئة إلى زوال

الحقن المالئة إلى زوال
24 يناير 2020 00:17

أحمد النجار (دبي)

الشفاه والخدود الممتلئة، التي دغدغت خيالات باحثات عن الجمال لأعوام، باتت «موضة قديمة» في طريقها إلى الزوال بفضل سطوة «مؤثرات جدد»، وقد صارحت نجمات عالميات جمهورهن عبر منصات «التواصل الاجتماعي»، بندمهن لحقن مناطق معينة في وجوههن، معلنات حرباً ضد التجميل بالفيلر، نتيجة حدوث مضاعفات شوهت ملامحهن، وقررن العودة إلى المظهر الطبيعي، بعيداً عن لوثات مواد جلاتينية سائلة وشحوم مصنعة.

مظهر طبيعي
وأوضح الدكتور أنور الحمادي، رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الأمراض الجلدية، أن إزالة الفيلر شاع مؤخراً بسبب فنانات ومؤثرات ظهرن على «السوشيال ميديا»، يشكين انتفاخ وجوههن ورغبتهم في إزالته نهائياً لاستعادة مظهرهن الطبيعي، ونصح النساء اللواتي استخدمن الفيلر من دون حدوث أي ضرر، عدم اللجوء إلى إزالته لمجرد التقليد، أما النساء اللواتي لم يجرين عمليات فيلر من قبل، فعليهن أن يستوعبن أنه مادة لا تناسب الجميع.
إلى ذلك، قالت الدكتورة جيهان عبدالقادر، الرئيس التنفيذي لمستشفى الأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية: إن فكرة حقن حمض «الهايليرونيك» (مواد مرخصة عالمياً) ولدت لمحاربة الشيخوخة، من دون أن تنكر أن كثرة استخدامها قد يؤثر على جمال نتائجها، وأشارت إلى مريضة لديها كانت ضحية حقن نوع من «الفيلر الدائم» مجهول المحتوى، أجري في صالون غير مرخص لمتسولي الربح المادي، وتابعت: «في هذه الحالة لا بد من أن يتم الفحص من قبل الطبيب بصورة دقيقة، وتدخل الطب الإشعاعي لمعرفة عمق المادة المحقونة وتفرعها، فأحياناً يؤدي حقنها مع الزمن إلى هجرتها من أنسجة إلى أخرى قريبة، وتؤدي إلى تليفات صلبة والتهابات، وتقرحات سيئة المظهر، وبعد ذلك يتم اتخاذ قرار إزالة هذه المواد السامة جراحياً»، مشيرةً إلى أن عملية إزالة المواد الصلبة الملتصقة في الأنسجة الطبيعية تتم على مراحل، فقد يحتاج إلى حقن الدهون الذاتية في مرحلة لاحقة لملء الفراغات الناشئة عن استئصالها، وقالت: «لنكن واقعيين، لا يرجع الإنسان كما كان قبل حقنه لهذه السموم، ولكنه سيكون أفضل صحياً».
من جهتها، قالت الدكتورة منى صالح، اختصاصية التجميل: إن إجراء حقن المواد المالئة آمن، إن تم على يد طبيب مؤهل، في حين أن الحقن الخاطئ في الأنف مثلاً، يمكن أن يؤدي إلى ضموره، وقد ينجم عنه في حالات نادرة العمى، إلا أنها تؤكد أنه بريء من التسبب بسرطان الجلد.
وأوضحت، أنه يمكن التخلص من المادة المالئة في العيادة، عن طريق تعقيم المنطقة، وحقن مادة خاصة فيها لإذابتها خلال 48 ساعة، مؤكدةً أنه إجراء ليست له آثار جانبية، وقالت إنها تفضل استخدام «الخلايا الجذعية» للمحافظة على شباب الوجه، عن طريق سحب كمية بسيطة من دهون الجسم، ثم إرسالها إلى معمل خاص لفصل الخلايا الجذعية ومعالجتها لتصبح جاهزة للحقن، وقد أثبتت مفعولاً سحرياً في محاربة ندوب الشباب وعلاج المفاصل ومنح الحيوية للجسم، مشيرةً إلى إمكانية حفظها لنحو 10 سنوات، للاستخدام في وقت الحاجة.

كيفية الإزالة
وصنف طبيب التجميل، الدكتور قاسم أهلي الفيلر لثلاثة أنواع، هي: مؤقت يستمر مفعوله 6 أشهر إلى عام، وشبه دائم يستمر مفعوله من سنة إلى 3 سنوات، وفيلر دائم يظل إلى الأبد، مشيراً أن النوع الأول «المؤقت» تسهل إزالته من دون مشاكل أو آثار جانبية، أما النوع الثاني والثالث فتكون إزالتهما صعبة، خاصة أن النوع الأخير يتغلغل بين الأنسجة، وتتطلب إزالتهما تدخلاً جراحياً، عن طريق إحداث شق في المنطقة للتخلص منه، أو استخدام تقنية الشفط مع الشق حسب نوع الحالة، لافتاً إلى وجود بديل طبيعي للفيلر وهو استخدم الشحوم، أو مادة مكونة من الخلايا الجذعية تضفي على الجلد رونقاً خاصاً.
ولا ينكر أهلي وجود سلبيات للفيلر، في حال تم حقنه في المنطقة الخطأ، وأخفها كدمات سرعان ما تختفي بعد أيام، كما أنه يمكن أن يتسبب بآلام عند حقنه قرب عصب حسي، ويمكن أن يسبب نتوءات وعدم تساوٍ في حجم الجلد بين جهتي الوجه، وقد يؤدي في حال تم حقنه في شريان أو وريد، إلى جلطة في المنطقة نفسها، فمثلاً إذا تم حقنه في منطقة الأنف فقد يسبب نوعاً من الغرغرينا والالتهابات الحادة في الجلد، وإذا تم حقنه خطأ في منطقة التروية في العين فيمكن أن يسبب العمى.
وأكدت الدكتورة أروى علي، طبيبة أمراض جلدية وتجميل، أنه لا بد من مراعاة أن يتم حقن المواد المالئة بأياد خبيرة، حتى لا يتسبب في انتفاخ الوجه أو تغيير ملامحه، مشددة على ضرورة أن يستخدم بحذر، ولدى الرغبة في إزالته، قالت علي: إنه يجب أن تتم بطريقة احترافية، بحيث لا يشكل صدمة نفسية للمرأة عند رؤية شكلها الجديد.
في السياق ذاته، قالت الدكتورة هالة حشاد، اختصاصية جلدية وتجميل: إن إزالة الفيلر تتم بمادة كيميائية آمنة ومرخصة، مفضلة عمل اختبار حساسية قبل حقنها، وأشارت إلى حلول تجميلية حديثة يمكن استخدامها بدلاً من الفيلر لتحسين شكل البشرة، ومنحها إشراقة شبابية هو الـ«prpgel»، وهي غنية بمحفزات النمو، إلى جانب جهاز شد الوجه «الأولتيرا»، المعتمدة من إدارة الأغذية والدواء الأميركية.

نجمات نادمات
من أبرز المتمردات على «الفيلر» كايلي جينر، مالكة إمبراطورية مستحضرات تجميل التي لجأت إلى إزالته من وجهها، معبرة عن رغبتها باستعادة نفسها وانتزاع جمالها من كماشة البريق الزائف. وكانت نجمة البوب كريستنيا أغيليريا من أوائل النجمات العالميات اللواتي لجأن لإزالة الفيلر لتبدو أصغر سناً وأكثر إشراقاً بعد ذلك. وعربياً، قالت الفنانة شيماء علي إنها تعاني ألماً وأوراماً في وجنتيها جراء المواد المالئة. كما ندمت النجمة البحرينية أمل العنبري للجوئها إلى الفيلر الذي خسرت بسببه الكثير من جمالها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©