14 يناير 2012
تدخل حملة انتل الرامية إلى إعادة تعريف الكمبيوتر الشخصي مرحلة خطيرة، فيما تتنافس أجيال جديدة من الأجهزة المحمولة النحيفة الرشيقة مع الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في سباق انتزاع انتباه المستهلك.
وقدمت مجموعة من الشركات خلال معرض إلكترونيات المستهلك الذي اختتم أعماله أمس فئة جديدة من الأجهزة تسمى “الترابوك” تعنى بالعربية “الدفتر بالغ النحافة”، وهو مصطلح نحتته انتل ضمن سعيها إلى حث عملائها على تصنيع منتجات أكثر إبهاراً.
وقدم مصنعون أجهزة لابتوب نحيفة جديدة منها ديل ولينوفوجروب وإيسر، وراحت شركات مثل هيوليت باكارد وتوشيبا واسوستك كمبيوتر تطلق أيضاً على أجهزتها المحمولة اسم الترابوك. ولا يعتبر تصنيع أجهزة محمولة شديدة الصغر فكرة جديدة، ويأمل مؤيدو الترابوك، مستلهمين من ماكبوك اير المتميز من (آبل) وضع تصاميم أنيقة عصرية يستطيعون بها منافسة أجهزة أخرى وتحقيق هوامش ربح جيدة في آن واحد.
ورغم أن أسعار الترابوكس تبدأ غالباً من نحو 899 دولاراً إلى 1400 دولار، فإن شركات الأجهزة تتوقع بلوغ أسعار أكثر رفقاً بالمستهلك قد تصل إلى 699 دولاراً أو أقل.
ويبدو أن أجهزة الترابوك تسعى إلى التفوق على كمبيوتر ابل اللوحي آي باد من خلال شحن الجهاز ببطارية تدوم لفترة أطول من فترة تشغيل أجهزة لاب توب التقليدية.
ويتوقع المؤيدون والداعمون أن تستخدم النماذج الجديدة شاشات تعمل باللمس مع بعض التحول إلى ما بين شكل الأجهزة اللوحية والأجهزة ذات شكل المحارة.
وقال جيف بارني نائب رئيس توشيبا: “شهد المستهلكون أجهزة لوحية وخصائص مثل البدء اللحظي والنحافة وخفة الوزن وطول عمر البطارية، وهم يبحثون عن استخدام أجهزة الترابوك لأن لديهم جهاز تابليت”.
هناك خطر جديد يهدد العديد من الشركات - وخصوصاً انتل ومايكروسوفت - الموردين المهيمنين إلى مصنعي الكمبيوترات الشخصية الذين تباطأ نموهم نظراً إلى تنامي الطلب على أنواع أخرى من الأجهزة المحمولة.
فعلى سبيل المثال، يتوقع أن تزيد مبيعات الأجهزة اللوحية (تابليت) في العالم بنسبة 63% في عام 2012 إلى ما يتجاوز 103 ملايين جهاز، بحسب توقعات مؤسسة جارتنر البحثية، بينما يتوقع ألا تزيد نسبة مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية سوى بنسبة 4,5% إلى قرابة 370 مليون جهاز.
غير أن آبل لاتزال تثبت أنه من الممكن أن يكون للتصميم الجذاب تأثير كبير، حيث أنها حققت زيادة كبرى نسبتها 26% في مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي ماكنتوش في ربع السنة المنتهي في شهر سبتمبر مقارنة مع نفس الفترة العام السابق لتشهد ربع عام قياسياً ما يعود معظم الفضل فيه إلى ماكبوك إير.
أضحى ذلك الماك المحمول، الذي بدأ إطلاقه عام 2008 بسعر ابتدائي 1799 دولاراً، أكثر شعبية عقب تعديل أجري عليه في أواخر عام 2010 جعل سعره الابتدائي 999 دولاراً وجعل أيضاً رقائق ذاكرة بدء التشغيل السريع خاصية قياسية لتخزين البيانات بدلاً من سواقات إسطوانات.
وقال تيم باجارين المحلل في مؤسسة كرياتيف ستراتيجيز البحثية: “تلقت صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية عموماً إنذاراً حين استحدثت ابل ماكبوك اير، حيث بدأ القائمون على صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية يدركون أن ما توصلت إليه ابل ليس مجرد ضربة نجاح كبرى بل كان بمثابة عامل مفصلي يؤدي بالتأكيد إلى إعادة تعريف ما يتوقعه المستهلك من كمبيوتر محمول”.
شاركت إنتل في مواجهة هذا الموقف لإنقاذ صناعة الكمبيوتر الشخصي عموماً حين أطلقت مبادرة الترابوك في أواخر شهر مايو في معرض تايوان التجاري، ورصدت صندوقاً حجمه 300 مليون دولار لدعم شركات تقنيات ذات علاقة، ويتوقع أن تعزز دعمها الإعلاني والترويجي لمصنعي أجهزة الكمبيوتر الشخصية لتزيد الإقبال على أجهزة الترابوك.
وتتوقع انتل أن تحول خصائص حجم أجهزة الترابوك ومزاياها فئة اللابتوب من خلال خطط إطلاق أجيال متعاقبة من الرقائق الرامية إلى تحسين الأداء وإطالة إعمار البطاريات.
كما تتوقع انتل أن تشكل أجهزة الترابوك نحو 40% من مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية المحمولة الاستهلاكية في عام 2012، غير أن بعض باحثي السوق يتوقعون تحولاً أبطأ، إذ ترى اي اتش اس اي سبلاي أن أجهزة الترابوك ستشكل 43% من مبيعات أجهزة كمبيوتر نوتبوك الشخصية بحلول عام 2015.
ويأمل المصنعون في حدوث سيناريو يختلف عن سيناريو آخر مرة ساهمت فيها انتل في ترويج فئة جديدة من الأجهزة المحمولة التي تسمى نتبوك، سرعان ما حقق ذلك اللابتوب الصغير الخالي من المزايا الإضافية نجاحاً بسعره البالغ 300 دولار عام 2008، غير أن مبيعاته لاحقاً تباطأت تباطؤاً حاداً، بسبب أن أجهزة نتبوك لم يكن بها قدرة معالجة العديد من العمليات الحاسوبية. كما برزت أجهزة آي باد وغيرها من أجهزة تابليت اللوحية كبدائل جذابة لمهام بسيطة مثل البحث في شبكة الإنترنت.
أما أجهزة الترابوك بالمقارنة، فهي مزودة بوحدات معالجة انتل دقيقة أقوى وتتميز بالتفاعل الزمني اللحظي، ايسر مثلاً تقول إن جهازها الترابوك المسمى (اسباير اس 3) البالغ سعره الابتدائي 899 دولاراً له خاصية تتيح للمستخدم استئناف عملية حاسوبية معلقة في أقل من ثانيتين وأنه يرتبط بالإنترنت في 2,5 ثانية.
عن: «وول ستريت جورنال»