بكين (وام)
أكد علي عبيد علي الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية أن النتائج التي حققتها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين كانت كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، فهي زيارة جاءت بناء على نظرة استشرافية للمستقبل.
وقال إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اكتسبت خصوصية كبيرة، فهي تستحق أن نسميها زيارة «دولة» تاريخية، لمجموعة من الأسباب، من بينها التوقيت الذي تمت فيه.
وأضاف أن أجندة أعمال السفارة باتت ممتلئة بعد زيارة سموه، ولكن بطبيعة الحال لدينا أولوياتنا الاقتصادية، لاسيما فيما يتعلق بالاتفاقيات التي أبرمت، فجميع الجهات الإماراتية التي عقدت تفاهمات مع القطاعات الصينية، عهدت إلينا بمجموعة من المسؤوليات التي تتطلب المتابعة والتواصل والتنسيق.
واعتبر أن نتائج زيارة سموه يصعب حصرها أو تفسيرها بمفردات بسيطة في مقالة واحدة، حيث يتطلب ذلك إسهاباً طويلاً يفسر الفكر السياسي والاقتصادي لأطرافها، فقد بني أمر هذه الزيارة على دراسات استشرفت المستقبل القريب والبعيد بتحدياته وفرصه وآفاقه.
وأشار إلى أنه من أهم نتائج هذه الزيارة، اتفاق النوايا الصادقة بين القيادتين على تحقيق التنمية المستدامة بكافة تفاصيلها، وتوسعة مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي مثلت نقطة التقاء فكري واستراتيجي بين القياديتين، وهذا أمر مهم جداً، لأن هذه الشراكة احتوت مختلف مجالات التعاون الذي يمكن أن يتبادل بين دولتين».
ونبه إلى أنه يرى في هذه الزيارة خصوصية كبيرة جداً.. تستحق منا أن نسميها زيارة «دولة» تاريخية، لمجموعة من الأسباب، من بينها التوقيت، فقد جاءت هذه الزيارة في وقت يستعد فيه العالم لاستقبال مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وما يصاحبها من مفاهيم ومصطلحات حديثة، كالاقتصاد الرقمي وانترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية وتقنية النانو، وغيرها من العلوم الحديثة التي ستمثل الأدوات الأساسية لتحقيق الرفاه للشعوب في المستقبل، والتي ربما ستكون من الاحتياجات الأساسية لأي بيت أو أسرة وبطبيعة الحال، يترتب على ريادة هذه القطاعات أو على الأقل احتوائها في مجتمع ما، مجموعة من الإجراءات والتغييرات تبدأ في تهيئة مؤسسات الدولة وإعادة بنائها بشكل قادر على استيعاب مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما تعمل عليه حكومة الإمارات من خلال حزمة كبيرة من الاستراتيجيات كبرنامج «غداً21» للمسرعات التنموية واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وغيرها الكثير.
وأضاف «ثم يلي ذلك تهيئة المجتمع تعليمياً وثقافياً وفكرياً، لتمكينه من التعامل مع هذه الأدوات الحديثة، واستيعاب الواقع الجديد بما يحمله من كسر لحواجز المستحيل واعتياد لكل ما كان يعتبر عجيباً، وبالتالي فإن في مخرجات هذه الزيارة تمهيد لطريق الأجيال القادمة وتأمين لمستقبل دولة الإمارات سواءً اقتصادياً أو سياسياً أو علمياً أو غيره وبطبيعة الحال كان لجمهورية الصين الشعبية نصيب من المكاسب التي خرجت بها من زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ابتداءً من رمزية الزائر، وثقله السياسي على المستويين العالمي والعربي، وانتهاءً بشراكتها مع دولة الإمارات بثقلها السياسي والجغرافي والاقتصادي، فدولة الإمارات تحظى بمكانة متميزة عند قادة الرأي في الصين بمختلف توجهاتهم، ويرون فيها شريكاً مثالياً تتوافر فيه كامل مواصفات الثقة، سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي».
وقال: من البدهي أن أي خلل أمني في مكان ما، سينعكس سلباً على أي نشاط اقتصادي، والعكس صحيح فاستتباب الأمن والسلام، يعمل على نمو التبادل التجاري ويسرّع من وتيرته، كما أن حالة عدم الاستقرار تزيد من تكلفة النشاطات التجارية من حيث التحديات التي تواجهها عمليات النقل والشحن والتأمين وغيرها.
وأضاف: «إننا على ثقة بالجهات المختصة بالجوانب الأمنية في كلا البلدين، وأنها ستجد حلولاً سلمية تعود بالأمن والسلام والتنمية لجميع دول العالم، وهي ثقة بنيت على الإيمان الراسخ لدى القيادتين الإماراتية والصينية بمبادئ التسامح والجنوح للسلم والالتفات إلى تحقيق التنمية والرخاء لشعوب العالم».