السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استنكار واسع لتواطؤ نظام فرماجو مع الدوحة

استنكار واسع لتواطؤ نظام فرماجو مع الدوحة
30 يوليو 2019 00:15

دينا محمود (لندن)

دخل البرلمان الصومالي بقوة على خط الضغوط التي تُمارس على حكومة مقديشو، لإجبارها على اتخاذ موقف حاسم حيال الدور القطري الداعم للإرهاب في البلاد، وذلك بعدما استدعت إحدى لجانه وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الفيدرالية أحمد عيسى عوض لاستجوابه، حول الأدلة التي تثبت وقوف «نظام الحمدين» وراء التفجير الإرهابي الذي وقع في ميناء بوصاصو خلال شهر مايو الماضي.
جلسة الاستجواب عُقِدَتْ من جانب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب الصومالي (الغرفة الأدنى في البرلمان)، وواجه خلالها عوض أسئلة شديدة اللهجة حول التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الأسبوع الماضي، وتضمن نص اتصال هاتفي جرى بين السفير القطري لدى مقديشو حسن بن حمزة، ورجل أعمال يُدعى خليفة كايد المهندي، يُعرف بأنه مقرب من حاكم الدوحة تميم بن حمد، تحدثا فيه عن تفجير بوصاصو، وأقرا بأنه يستهدف «تعزيز مصالح قطر» والإضرار بخصومها.
وخلال الجلسة، قال رئيس اللجنة البرلمانية الصومالية عبد القادر عصبلي إن «الاتهامات الواردة في تقرير نيويورك تايمز خطيرة وتستحق إجراء تحقيق رسمي من جانب الحكومة»، ليضم صوته بذلك إلى أصوات ساسة بارزين مثل سعيد عبد الله دني، رئيس ولاية بونتلاند التي تقع فيها بوصاصو، وعبد الرحمن عبد الشكور ورسمي زعيم حزب ودجر المعارض الذي طالب البرلمان بفتح تحقيق فوري حول الأنشطة التخريبية القطرية في البلاد، خاصة استخدام الدوحة للجماعات الإرهابية لتحقيق مآربها على الأراضي الصومالية.
ونقل موقع «صومالي أفيرز» الإلكتروني عن عصبلي تحذيره من ضرورة «عدم التعامل باستهانة مع هذا الملف، بالنظر إلى أن ما حدث (في بوصاصو) هو عمل إرهابي». وشن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب الصومالي هجوماً عنيفاً على السفير القطري لدى بلاده، مُعرباً عن صدمته إزاء «الاستماع إلى دبلوماسي من دولة.. توجد بيننا وبينها علاقات، (وهو يكشف أن) لديه معلومات بشأن عمل إرهابي دون أن يُطلعنا على هذه المعلومات».
وفي تصريحات للصحفيين، وصف عصبلي هذا التصرف من جانب سفير «نظام الحمدين» بأنه «مثير للقلق» بشدة. ويشير البرلماني الصومالي المخضرم في هذا الصدد إلى الترحيب الضمني الذي أبداه السفير القطري خلال الاتصال بالهجوم الدموي الذي وقع أمام مقر المحكمة البلدية في بوصاصو في 11 مايو الماضي، وأدى لجرح عشرات المدنيين، فضلاً عن مقتل منفذه.
وخلال الاتصال نفسه يقول خليفة المهندي، رجل الأعمال المثير للجدل المقرب من حاكم قطر، إنه «يعرف من يقف وراء التفجيرات وعمليات القتل» التي تقع في هذه المدينة الصومالية الرئيسة، ويقر بأن أعمال العنف المستمرة هناك تستهدف «جعل أهل دبي يفرون» من أجل تحويل تعاقدات استثمارية لمصلحة النظام القطري.
وشكلت تصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب الصومالي استنكاراً صريحاً، لما ورد على لسان وزير الخارجية خلال جلسة الاستجواب من أن الحكومة الفيدرالية في مقديشو تعتبر نفي قطر لوجود أي ضلوع لها في هجوم بوصاصو الإرهابي «كاف» لطي صفحة القضية. وأثار هذا التصريح الصادم غضباً واسعاً في الأوساط البرلمانية والإعلامية الصومالية، في ضوء تهافت البيانات الصادرة من الدوحة في هذا الشأن، والتي تكتفي بالتنصل من المهندي بالقول إنه لا يمثل السلطات الرسمية في الدويلة المعزولة ولم يكن قط مستشاراً لها من أي نوع، دون تكذيب حدوث الاتصال ذاته أو ما قاله السفير القطري فيه.
وفي صفعة موجعة لحكومة مقديشو التي تأتمر بأوامر الرئيس محمد عبد الله (فرماجو) الموالي لقطر، شددت اللجنة البرلمانية عقب الجلسة على تمسكها بضرورة فتح «تحقيق رسمي» حول ما جاء في تقرير «نيويورك تايمز»، من أدلة تؤكد وجود صلات بين نظام تميم والجماعات المسلحة التي تنفذ هجمات ضد المدنيين في الصومال، وترتبط بعلاقات مع تنظيم القاعدة الإرهابي من جهة، ومنظمات منبثقة عن جماعة «الإخوان» الإرهابية من جهة أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©