الأربعاء 15 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بابُ الرّوحِ

بابُ الرّوحِ
29 يوليو 2019 03:13

بشرى عبدالله

هنالك في الرّوحِ
بابان
نافذتان
وشمسٌ لها رغبةٌ
في البكاءِ..
وصمتٌ يلوِّحُ للشّمسِ
ألّا بكاءَ
سيروي الحنين
فلا تفتحوا البابَ
خلّوا الهواءَ
يمارسُ طقسَ التّجلِّي
دعوا الشمسَ
تلبسُ خلخالها
وتراقصُ ضوءَ الحقيقةِ
حينَ تكسَّرَ في الظِّلِّ
حينَ تعودُ
إلى العَتمةِ المشتهاةِ
ففي العَتمةِ
النّارُ تُذكي الغناءَ
طويلاً طويلاً..
تعلِّقُ نسيانها
في سماءِ الغيابِ
وتسدل فصلاً
جديداً لرقصتها
ساتراً عري روحي
والبلاغةُ تنزعُ
عنْ وجهها.. فتنةً
فالمكانُ هنا موحشٌ
...
فاصلٌ لا يُرى..
...
هل كانَ صوتي يشبه القفلَ المعلَّقَ
في مرايا الوقتِ؟
أبعدُ من هدوءِ الموتِ.. صوتي
أستبيحُ مسافةً بيني وبين الصَّوتِ
تقتربُ المسافةُ حين َيبتعدُ الصَّدى
لا صوتَ يستر عُري حزني..
لا ريقَ يبتل الكلامُ به..

فلتفتحوا الأبوابَ
ما عادتْ لهذي الرّوحِ
من حجبٍ
تصدِّقُ كذبةَ الأضدادِ!

هل ضوءٌ يجاورُ عتمةَ الأرواحِ؟
هل ثقلٌ يرجِّحُ كفَّةَ الميزانِ؟
أين الخفةُ الـ تعلو بنا؟
فنكونُها وتكونُنا

من قال إنّ الضّدَّ محتاجٌ
إلى ضدٍّ ليظهرهُ؟
وهل من كذبةٍ
تستدرجُ المعنى إلى اللاشيء
كالأضدادِ؟

من قالَ إنّ حقيقةَ النّورِ الشّفيفةَ
لا تُرى
إلّا بليلٍ يستعيرُ
من السَّوادِ رداءَهُ؟

فلنبتكرْ للرّوح أسئلةً جديدهْ
متمرِّدٌ هذا الحوارُ
بداخلي
رعداً وعاصفةً وئيدهْ
وأنين صوتي عابثٌ بالماء
يجرحُ موجهُ
فتهيجُ أخت الموجِ
تعبثُ بالرَّذاذِ وبالصَّدى
تتكوَّرُ الأمواجُ في حلقي
فألفظها سُدى

فلتصعدي يا روحُ
من بابِ الكلامْ
وتسلّقي وجه المطرْ
ولتغسلي بالشّعرِ
أوهامَ البشرْ
لا لا تخافي إنْ ضللتِ
الدربَ وحدكِ
ولتخافي
إن فقدتِ -بلا قناعٍ-
في عويل الرّيحِ
صوتكِ !

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©