هدى جاسم (بغداد)
أكد القائد العام للقوات المسلحة أمس، أن مندسين يستخدمون أسلحة لقتل المتظاهرين لاتهام القوات الأمنية.
وقال إن الدولة تلاحق المجرمين، ولن يفلت أحد من قبضة العدالة.
يأتي ذلك، فيما أفادت مصادر أمنية بوقوع إطلاق قنابل غاز ورصاص حي على متظاهرين عند طريق «محمد القاسم» في بغداد.
وفي خطوة تصعيدية عمد محتجين إلى إحراق مقر ميليشيات حزب الله قرب جسر الإسكان بالكامل احتجاجاً على عدم استجابة مطالبهم، وتلبية لدعوة الحراك بالتصعيد السلمي خلال اليومين المقبلين.
وكان المحتجون عمدوا إلى إغلاق الدوائر الحكومية في النجف بالتزامن مع قرب انتهاء المهلة التي أقرتها التنسيقيات، والتي تنتهي صباح الاثنين القادم.
وأكد المحتجون قرب التصعيد الذي بدأ من الجمعة حتى صباح الاثنين.
وكان توافد إلى ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية عدد كبير من المحتجين، من ضمنهم طلاب الجامعات ورجال العشائر.
كما جدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين القادمين في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك.
وأشار ناشطون مدنيون إلى أن التظاهرات غطت ميادين الاحتجاجات وشوارع محيطة، وسط هتافات ضد التدخلات الخارجية وأناشيد وطنية.
كما جدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين القادمين في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك.
يأتي ذلك، فيما ردد متظاهرو ذي قار هتافات ضد بقاء عادل عبدالمهدي في رئاسة الحكومة، وعدم كشف قتلة متظاهري ذي قار، كما نددوا بعمليات الاغتيال التي تنفذها ميليشيات موالية لإيران.
وقتل متظاهر عراقي شاب بالرصاص الحي ليل الأربعاء الخميس في مدينة البصرة، ليرتفع إلى 12 عدد قتلى الاحتجاجات خلال ثلاثة أيام في العراق.
وقال مصدر أمني لفرانس برس، إن شاباً قتل بالرصاص بيد مسلحين مجهولين، أثناء مغادرته ساحة التظاهر المركزية في مدينة البصرة بجنوب العراق.
وأشار المصدر إلى أن الشاب لم يكن يحمل أوراقاً ثبوتية، وانتظرت الشرطة أحد أفراد عائلته لتحديد هويته، مضيفاً أنه تم فتح تحقيق ضد «مهاجمين مجهولين». وكانت هذه الليلة الثانية على التوالي التي يغتال فيها ناشط في البصرة، بعد مقتل الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاماً) بهجوم مسلح في التوقيت نفسه ليل الثلاثاء.
وقال نشطاء إن «العنف ضد المتظاهرين مستمر بشكل واضح». وأضافوا أن «الجماعات المسلحة المجهولة التي تستهدف المحتجين تظهر أن قوات الأمن غير قادرة على حماية المواطنين». واتهم المتظاهرون السلطات بالازدواجية في التعاطي مع المسائل الأمنية، إذا إنها تعتقل على الفور أي شخص يقطع الشوارع بإطارات مشتعلة، ولكنها غير قادرة على اعتقال أولئك الذين خطفوا وقتلوا عشرات الناشطين.
وتجمع مئات الطلاب في البصرة صباح امس للاحتجاج على عمليات القتل، ورفعوا لافتات كتب عليها «اعطونا وطناً». وقال شهود عيان إن مئات المتظاهرين قطعوا طرقاً وجسوراً رئيسة في محافظة البصرة، أبرزها الطريق المؤدي إلى ميناءي أم قصر وخور الزبير، والحقول والمنشآت النفطية.
وذكر الشهود، لوكالة الأنباء الألمانية، أن أفواجا من المتظاهرين الناقمين قاموا الليلة قبل الماضية بإحراق أحد مقار منظمة بدر التي يقودها هادي العامري، بعد مصادمات مع قوات الأمن.
وأضاف الشهود أن تجمعات المتظاهرين منعت الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم، وسط تضييق على حركة السيارات.
وذكر الشهود أن «ساحة البحرية، مركز التظاهر والاعتصام، تشهد تدفقاً من المتظاهرين، وخاصة طلبة الكليات والمدارس، في ظل انتشار القوات الأمنية في محيط الساحة والشوارع القريبة». إلى ذلك، دعا الزعيم العراقي مقتدى الصدر امس أنصاره إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، والمقرر أن تنطلق اليوم في حي الكرادة ببغداد.
وقال الصدر، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»:«لقد دقت ساعة الاستقلال والسيادة، فهل أنتم عاشقون للوطن؟». وأضاف:«يا عشاق الوطن، هبوا لنصرة المعشوق فهو يستصرخكم». وكتب مخاطباً أتباعه:«أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون، لا فساد فيه ولا غزاة، فهمم العشاق تزيل الطغاة». وعلقت السفارة الأميركية في بغداد، امس ملصقاً تحذيرياً على جدار اسمنتي يقع أمام مجمعها المحصن بشدة، قبل يوم من تظاهرة مليونية مناهضة لوجود واشنطن في العراق.وجاء في التحذير:«لا تتجاوز هذه النقطة.
سنتخذ بحقك إجراءات رادعة في حالة محاولتك التجاوز».وربما تحاول السفارة الأميركية من وراء هذا التحذير تجنب سيناريو اقتحام حرمها في آخر يوم من ديسمبر الماضي.