فنون العالم تقدم إبداعها في قصر الإمارات

ضمن نشاطات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث انطلق أمس الأول في قصر الإمارات في أبوظبي مهرجان ''موسيقى أبوظبي الكلاسيكية'' في عرضه الأول تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبحضور زكي نسيبة نائب رئيس الهيئة ومحمد خلف المزروعي مدير عام الهيئة وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى الدولة وشخصيات دبلوماسية واجتماعية والصحفيين والإعلاميين وجمهور كبير غص به مسرح قصر الإمارات من جميع الجاليات في أبوظبي· استهل زكي نسيبة الحفل بكلمة قال فيها: إن هذا الحدث الموسيقي المهم الذي يستمر على مدار عام كامل حتى نوفمبر 2009 وبمعدل حفلتين أو ثلاث شهرياً يقدم لحظات جميلة من سحر الموسيقى الشرقية والعالمية بمشاركة أكبر الفعاليات الموسيقية في العالم وهو إنجاز يضاف إلى إنجازات أبوظبي التي تهدف من مشروعها الكبير هذا الى ترسيخ التعايش بين الشعوب وتفعيل دورها كعاصمة للثقافة العالمية· وأضاف أن أبوظبي تتحرك مرة أخرى لتأكيد موقعها كمركز ثقافي في المنطقة بحكم غناها التراثي الذي راكمته عبر القرون· وقال نسيبة: إن الموسيقى هي فن الروح كما عرفها اليونانيون وهي فن الفكر، فهي تمنح مشروعنا الثقافي صوتاً موحداً يتعدى الحدود، إنها ''الصوت العابر للزمن'' كما وصفها عالم الموسيقيات جان جاك ناتييز· ومضى يقول: كانت الموسيقى دوماً جزءاً من ثقافتنا العربية، فقد كتب الفارابي رسالته كتاب الموسيقى الكبير في القرن التاسع الميلاي، وعندما نقرأ الكتاب نجد تأثير عالم عربي متعدد الثقافات عاش فيه ذلك الفيلسوف حيث تندمج موسيقيات الشرق والغرب في لحن واحد· وهدفنا هو تكرار هذه التجربة هنا في أبوظبي· ونوه الى أن مدينة أبوظبي الثرية بتراثها والكريمة بخدماتها جعلت من الترحيب بضيوفها جزءاً من شخصيتها· وخاطب الجمهور بقوله: إن مهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية تجربة ستحملونها في ذاكرتكم طيلة حياتكم· من جهته قال تيل جان تشينفيتش المدير الفني والتنفيذي للمهرجان في كلمته: إن الفنون قادرة على بناء جسور التواصل بين الحضارات والأجيال والشعوب، وهي قادرة على مخاطبة جميع البشر دون كلام· وقدم الممثل البريطاني جيريمي آيرونز الحاصل على جائزة الأوسكار برنامج ''رحلة مشاعر'' الذي افتتح به اليوم الأول للمهرجان بأسلوب فني راق· وتعاقبت بعد ذلك العروض الستة التي توزعت بين قسمين، ضم القسم الأول عزفاً على الكمان لموسيقى الغجر من الهولندي روبي لاكاتوس يصاحبه 4 عازفين على البيانو والكمان والباص والجيتار، قدم فيه عزفاً رائعاً استحوذ على تصفيق الجمهور ترحيباً بالإبداع· ثم قال ايرونز بعد انتهاء هذا القسم إنني أعرف تماماً أن اختلاف الأقطار لا بد أن يفرز اختلاف الموسيقى، ومن هذا المنطلق فإن موسيقى أبوظبي الكلاسيكية اليوم ستقدم موسيقى العالم التي تجمعت في هذه القاعة· كما ساهمت فرقة النيل الموسيقية المكونة من 6 عازفين على ''الربابة والناي والطبل والبزق والدف'' ومغن واحد في تقديم 3 أغان ومواويل من الموروث المصري صفق لها الجمهور كثيراً، وفي الجزء الأخير قدم عازف السكسفون الترامبيت الألماني تيل برونر و5 عازفين على البيانو والدرامب والجيتار والباص أعذب ألحانهم وأغناها إبداعاً· في القسم الثاني عزف الموسيقي الروسي اركادي فولودوز أعمالاً رائعة للموسيقارين العالميين رحمانوف وفيفالدي من خلال 3 مقطوعات نالت استحسان الجمهور بتوقيعاتها الإيقاعية الدقيقة· وقدمت اندرا توماس مغنية السوبرانو مصحوبة بالبيانو والجلو من الولايات المتحدة الأميركية موسيقى برودواي· واختتم الحفل بعرض من موروث جنوب إسبانيا ذات الطابع الكلاسيكي في ختام رائع لفرقة فلامنجو بقيادة اركانجيل الذي غنى أبدع الألحان مع الرقص الإسباني والتوقيعات بالأكف والأقدام التي سحرت الجمهور· اشترك في الجزء الأخير 4 عازفين على الدرام والجلو والبزق، وقوبلت ألحانهم بتصفيق مستمر بما قدموا من رقص وغناء شجي ساهمت به مؤدية للفلامنجو·