الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وإسرائيل... مؤشرات تنامي الشراكة العسكرية

أميركا وإسرائيل... مؤشرات تنامي الشراكة العسكرية
17 يوليو 2010 21:50
أجرت إسرائيل خلال الأسبوع الماضي تجربة ناجحة على نظام الصواريخ المتنقل الرامي إلى حماية البلدات الإسرائيلية من الصواريخ الصغيرة التي تطلق من غزة، ومع الانتهاء المرتقب لنشر نظام "القبة الحديدية" في العام المقبل سيكون نصف التكلفة المقدرة بحوالي 205 ملايين دولار قد تحمله دافعو الضرائب الأميركيون وذلك بموجب خطة اقترحها أوباما ولاقت قبولا واسعاً في الكونجرس. ففيما ركز الرأي العام اهتمامه على النزاع الدبلوماسي الشرس بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، تعمقت الصلات الأمنية والعسكرية بين البلدين، بل لقد تطورت على نحو غير معهود خلال عهد إدارة أوباما، وهو ما أكده المتحدث باسم البنتاجون "جيف موريل" حين قال إن وزير الدفاع، روبرت جيتس، الذي عمل لعقود طويلة في واشنطن "يعتقد أن تعاوننا العسكري مع إسرائيل وصل إلى مستوى غير مسبوق". وحسب مسؤول إسرائيلي بارز فقد كانت العلاقات العسكرية في فترة بوش وثيقة أيضاً، إلا أنها "تعمقت أكثر وشملت ميادين مختلفة" خلال فترة إدارة أوباما الراهنة. وقد لاقى هذا التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة على الصعيد العسكري تأييداً لدى بعض المسؤولين المعروفين بدعمهم للدولة العبرية مثل "إليوت أبرامز" الذي عمل كمسؤول بارز في إدارة بوش، حيث منح أوباما درجة عالية في سلم التقييم قائلا إن"من الذكاء فعلا" فصل التعاون العسكري عن التوتر الدبلوماسي وعدم الخلط بين المسألتين، مضيفاً "إنني لم أسمع من المسؤولين الإسرائيليين أية شكوى في سياق عام اتسم بشكاوى عديدة من الإسرائيليين حول العديد من القضايا على مدار العام الماضي". ومن جانبهم يصور المسؤولون الأميركيون هذا التعاون الوثيق وغير المسبوق على أنه استثمار بعيد المدى يهدف إلى تحسين فرص السلام وجعل إسرائيل تشعر بالأمن وبأنها غير مهددة من قبل أي طرف إقليمي، وهذا ما يعبر عنه "أندرو شابيرو"، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية بقوله: "إن ضمان أمن إسرائيل يشجعها على اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق السلام"، وفي هذا الإطار تجري الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين للبلدين بوتيرة أسبوعية تقريباً وقد صل عددها حسب تقديرات وزارة الدفاع الأميركية إلى 75 لقاء على مستوى وكلاء وزراء الخارجية، أو حتى على مستوى أرفع خلال الـ15 شهراً الأخيرة. والنتيجة هي تكثيف تبادل الخبرات العسكرية والمعلومات الاستخبارية بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الإسرائيليين. كما أن الجهود الأميركية في مواجهة الصراعات الإقليمية، تستند في جزء كبير منها الى الدروس المستفادة والمعدات المطورة من قبل إسرائيل في صراعاتها الخاصة، والعكس صحيح أيضاً. وعلى سبيل المثال تستفيد أميركا من الطائرات بدون طيار والعربات المصفحة المضادة للعبوات الناسفة التي طورتها التكنولوجيا الإسرائيلية. وهذه الاستفادة المتبادلة يشير إليها "شابيرو" بقوله: "إننا نتبادل المعلومات ونناقش التطورات في المنطقة، وفي ظل الإدارة الحالية أصبح التواصل أكثر حميمية". ولتمتين هذه العلاقات شارك أكثر من ألف جندي أميركي خلال السنة الماضية في تدريب مشترك على نظام الصواريخ في إسرائيل المعروف باسم "جونيبر كوبرا"، وهي المناورة الأولى من نوعها التي يشارك فيها جنود من البلدين. وإلى جانب "القبة الحديدية" تمول الولايات المتحدة نظامين آخرين للصواريخ بقيمة 200 مليون دولار في السنة، وهما النظامان المعروفان باسم "السهم" و"مقلاع داوود"، بحيث يقتسم البلدان المصاريف مناصفة، علماً بأن الولايات المتحدة ستستفيد من الخبرة الإسرائيلية. وفي هذا الصدد قال أحد المسؤولين الأميركيين البارزين رفض الإفصاح عن هويته: "لقد انخرطنا في تعاون وثيق مع الإسرائيليين في كل ما يتعلق بأنظمة الصواريخ سواء تعلق الأمر بصواريخ «حماس» و«حزب الله»، أو بصواريخ «شهاب» الإيرانية الأكثر تطوراً". وقد لفت السفير الإسرائيلي لدى أميركا، مايكل أوين، الانتباه إلى أن العلاقة الأميركية- الإسرائيلية تتجاوز مجرد التعاون العسكري "فالأمن أكثر من الدعم المالي والتعاون في مجال أنظمة الصواريخ، إنه يمتد إلى الحوار الذي نلاحظ أنه أقوى وأوثق في عهد الإدارة الحالية". وبمقتضى اتفاقية وُقعت في نهاية فترة إدارة بوش ارتفعت المعونة العسكرية الأميركية بشكل ملحوظ، بما يعني أن ربع النفقات العسكرية الإسرائيلية يأتي من الولايات المتحدة. وخلافاً لباقي البلدان التي تتلقى مساعدات أميركية ويُشترط عليها شراء أسلحة وتكنولوجيا من الولايات المتحدة، يُسمح لإسرائيل بتخصيص 26 في المئة من الأموال لتطوير وإنتاج أسلحتها الخاصة، وهذا الاتفاق يعطي الدولة العبرية حسب "أنتوني كوردسمان"، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "امتيازاً يفوق بخمس إلى ست مرات قيمة الدولار الواحد مقارنة ببلدان أخرى مثل مصر والأردن". وأكثر من ذلك أن الولايات المتحدة تحتفظ بمخزون هائل من الذخيرة ومعدات الاتصال وغيرها من العتاد العسكري في إسرائيل، والذي يمكنها استخدامه في حال احتاجت إليه خلال حرب، ويخشى بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية أن تبادر إسرائيل بضرب المواقع النووية الإيرانية جرياً على عادتها عندما استهدفت في السابق منشآت في العراق وسوريا، وهو ما قد يدفع إلى توتر كبير في المنطقة، ولذا يأمل المسؤولون الأميركيون في أن يحول هذا التعاون العسكري الوثيق بين البلدين دون قيام إسرائيل بأية ضربة مفاجئة لإيران. جليم كيسلر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©