17 يوليو 2010 21:31
أصبحت مسكنات الألم في الوقت الحديث من بين الضروريات التي لا يكاد يخلو منها بيت. فمع تسارع وتيرة الحياة وتزايد المعاناة اليومية لمعظم العمال والموظفين من ضغوط العمل اليومية، وما يصاحبها من تعب وإرهاق وصداع، صار الناس يتناولون هذه المسكنات بوصفة وبدون وصفة، وبات شراء مسكنات الألم من المستلزمات المنزلية اليومية لبعض الأسر مثلها مثل الحليب والخبز. فهل يشتري كل شخص يصاب بصداع الرأس المخفف المناسب له، أم يشتري مخفف الألم الأكثر شيوعاً، أو المتاح في الصيدلية بكل بساطة سواءً كان «تيلينول» أو «أدفيل» أو «أليف» أو «بيير» أو «نبروكسين» أو «أسبرين» أو غيره؟
لا يخفى على أحد أن جميع هذه المسكنات صنعت أساساً لتسكين آلام مختلفة أبرزها آلام الرأس والصداع والحمى وأعراض الدورة الشهرية عند المرأة، وغيرها من الآلام المألوفة. وتفضيل مسكن عن غيره هو مسألة اختيار شخصية، ولابد أن كل شخص يختار المسكن الذي سبق أن جربه واختبر نجاعته، فالناس ليسوا سواسية في الإحساس بالآلام ودرجة الارتياح لمسكناتها، وطبيعة كل بدن تختلف من شخص لآخر، فقد يتناول شخص ما مسكناً وينعدم لديه الإحساس بمفعوله، بل يمكن أن ينقلب الأمر، ويسبب مسكن ألم ما ألماً أو صداعاً جديداً أكثر من الذي كان يحس به المريض.
ويقول عدد من الصيادلة الذين طُلبت آراؤهم حول الموضوع في واشنطن دي سي إن معظم الزبائن الذين يطلبون مسكن الألم لا يبحثون عن مسكن ألم بعينه، وإنما يبنون اختيارهم على السعر، أو على اعتقادهم بأن دواءً ما هو الأنجع. ويفضل آخرون اقتناء المسكنات المصنعة من قبل شركات صناعة أدوية معروفة ومن كبرى الشركات.
ولاختيار كل شخص لمسكن الألم الأنسب له، ينبغي له الاطلاع على الأعراض الجانبية لكل مسكن، وذلك على الرغم من قلتها. فيمكن لأي دواء أن يؤدي إلى تفاعلات مختلفة بحسب تاريخ الشخص الطبي والصحي، ونمط حياته وعوامل بيئية أخرى. فتناول دواء «أسيتامينوفين» على سبيل المثال قد يضر الكبد، ولذلك لا ينصح الأطباء به بالنسبة لمن يتعاطون الكحول. أما إذا كان المريض ممن لديهم حساسية وقابلية للقرحة، فينبغي عليه تناول «أسيتامينوفين»، وذلك لأن أخذه «أسبرين» أو «نبروكسين» يمكن أن يسبب له نزيفاً في المعدة.
وعادة ما يغفل الناس أن تناولهم المسكنات دون معرفة تفاصيلها قد يسبب لهم أعراضاً جانبية قد تكون لها مضاعفات غير محمودة في بعض الأحيان، خصوصاً إذا كان سبق لهم تجريب مسكن ما في حالة مرضية أخرى، فالقياس هنا لا يستقيم، إذ لكل مرض خصوصياته وعلاجاته الخاصة. ولذلك ينصح الأطباء والصيادلة المرضى بأن لا يقدموا على تناول أي دواء حتى لو كان «مجرد» مسكن ألم دون استشارة الطبيب أو دون وصفة طبية.
عن «واشنطن بوست»
المصدر: أبوظبي