8 مايو 2011 21:33
اكتشف الشاب الإماراتي حمدان بطي الشامسي ما لديه من مواهب متعددة في سن مبكرة لكنه لم يفكر في أن يتخصص بها في دراسته الجامعية أو أن يرهن بها مستقبله المهني بل اكتفى بممارستها في أوقات فراغه في مراحله العمرية المختلفة، فعزز بذلك الجوانب الإبداعية الحسية في شخصيته المتزنة التي تمزج بين العقلانية والوجدانية الحالمة.
درس الشامسي اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة الإمارات وعمل على تعليمها في إحدى المدارس لمدة 5 سنوات انتقل بعدها للعمل بوظيفة ضابط ترجمة في بلدية مدينة العين دون أن يتوقف أثناء ذلك عن ممارسة مواهبه وإبداعاته التي يعرفنا عنها ويقول :”
لا يقتصر اهتمامي وفني على التصوير الفوتوغرافي فقط بل يتعداه إلى الرسم والتصميم الجرافيكي والكولاج، ولا زلت أحاول تعلم فنون جديدة وأساليب وتقنيات متعددة في ممارستها، أما بدايتي فتعود إلى الصغر حيث كنت كثير التعلق بالرسم والتلوين لدرجة أنهم كانوا ينادوني في المنزل بـ”قراطيس” أي الأوراق باللهجة المحلية، وكان جل ما يهمني من بقالة الفريج هو كراسة تلوين وألوان!
ويتابع: استمر هذا الشغف في المراحل الدراسية من الابتدائية إلى الجامعة، وبرزت محاولاتي البسيطة في التصوير الفوتوغرافي للعائلة في المرحلة الثانوية وقمت بتنميتها فيما بعد باقتنائي مجموعة من الكاميرات الفوتوغرافية وصولاً إلى أول كاميرا احترافية ساعدتني كثيراً في فهم عالم التصوير الفوتوغرافي واستيعابه بشكل أكبر، خصوصاً بعد أن اتجهت لفك أسرار العمل عليها عبر القراءة والبحث في الكتب والإنترنت فتوسعت معارفي وأدركت التقنيات المختلفة في عالم التصوير الفوتوغرافي
نشاط رسمي
يذكر الشامسي فضل جمعية الإمارات للتصوير الضوئي وذلك بإتاحتها الفرصة له للمشاركة في عدد كبير من المعارض الجماعية التي نظمتها في مختلف أنحاء الدولة والتي ساهمت بدورها في رفع ذائقته الجمالية والفنية وأمدته بأفكار غنية وتجارب وخبرات آخرين شكلت مخزونا ثقافيا لديه
أهمية الدورات
وعن أهمية الدورات والنشاطات التصويرية المختلفة، يضيف الشامسي: “ما زلت أعتبر نفسي هاوياً للفن وتلميذاً يستقي علمه من نهر المعرفة في المجالات المختلفة للفنون ومتعطشاً لمعرفة المزيد والمزيد والقيام بالتجارب الداعمة لذلك فالتجربة والاستمرارية والصبر هي أساسيات يجب على من ينخرط في مجال التصوير الفوتوغرافي أن يدركها.. لأنها تعد المحاور الأساسية التي من خلالها يقوم بالتعرف على الصحيح وغير الصحيح، أما الدورات التدريبية فهي مفيدة وهامة أيضا لأنها تضع المصور الهاوي على بداية الطريق الصحيح وتختصر عليه طريقا طويلا من التخبط والعشوائية، لكنها في ذات الوقت ليست شرطا لولادة مصور محترف”
الصعوبات
لم يواجه الشامسي صعوبات كبيرة في بداياته مع التصوير بشكل عام فيما يتعلق بطريقة التعامل مع الكاميرا وإعدادها وإضاءتها وما شابه ذلك فقد تجاوز ذلك كله بالتجربة والبحث والإطلاع إلا في تصوير الأشياء الصغيرة جداً التي تتطلب عدسات ماكرو فهذه من أصعب أنواع التصوير والتي يعترف الشامسي بأنه فشل فيها مئات المرات ويحاول تعلمها بصورة مستمرة ولعله يتقنها يوماً ما، ويضاف إلى الصعوبات التي واجهها الشامسي واحتاج لوقت طويل حتى تجاوزها كانت بحسب تعبيره في تقبل من حوله لفن التصوير وعدم اعتباره مضيعة للوقت وهدرا للجهد والمال، حتى تطورت الحياة وتغيرت نظرة المجتمع وصار الجميع يشجع أصحاب المواهب والإبداعات.
التصوير والصورة
عما يعني له التصوير والصورة يقول الشامسي: “التصوير يعني لي توثيق تاريخ حكاية حدثت في زمن ما من قبل أشخاص مختلفين عاشوا يوماً ما في زمان ومكان معينين، والاحتفاظ بها لأجيال قادمة، أما الصورة فتعود بالذاكرة إلى الوراء لأي زمن كان وتقص باختصار حكايات عشناها في مكان وزمان حقيقيين كما هو حال الفيديو المسجل لكن الفيديو قد يحتاج لوسائل كثيره سواء كان في عرضه أو حمايته من التلف”.
ويصف الشامسي المصور المتميز بأنه ذاك الذي تتحدث صوره الفوتوغرافية عنه وعن موهبته أما اللقطة الفريدة فهي التي يقال عنها تغني وتختصر ألف كلمة.
حب البورتريه
يعشق الشامسي تصوير الوجوه أو ما يسمى بالبورتريه معللا ذلك بحبه لقراءة ملامح وجوه البشر عبر كاميراته وفك أسرار تلك الشخصيات بتتبع تقاسيم الوجه وخطوطه ونظرات العيون الساحرة وما تخبئه من أحزان أو أحلام أو أفراح، مؤكداً أنه لا يحصر نفسه في هذا النوع من الفن بل أنه يقوم بتصوير الكثير من الصور التي تخدم مواضيع وأفكارا مختلفة ويمكن عبرها إرسال رسائل هادفة وبناءة لكل من يراها.
ويوضح الشامسي ما يميزه عن غيره من المصورين ويقول: “لا يميزني الكثير عن أقراني من المصورين الفوتوغرافيين ولكن نوع التصوير الذي اتخذته من مدة وهو التصوير المفاهيمي قد يكون ميزة تضاف لي، فالتصوير المفاهيمي نوع من التصوير الفوتوغرافي وجزء من الفن المفاهيمي أيضا، يقوم فيه الفنانون بتصوير مفهوم أو فكرة ما، وعادة ما يتم تصور الفكرة قبل القيام بالتصوير الفوتوغرافي لها، كما ينطوي هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي في الغالب على استخدام أدوات التحرير في الكمبيوتر لإتمام المؤثرات المطلوبة، لكن كثيراً من الفنانين ينجزون هذا العمل من دون استخدام الكمبيوتر، إذ أنهم يضعون في المكان الأشياء والكائنات التي ستكون موضوع الصورة النهائية”
مشاركات كثيرة
شارك المصور الفوتوغرافي والفنان الإماراتي الموهوب حمدان الشامسي في كثير من المعارض الجماعية في مختلف المحافل والمناسبات في دولة الإمارات ومنها
“المعارض المصاحبة بينالي الشارقة للخط العربي ومعرض صورة جيل، وعلى قولة المثل وصنع في تشكيل في تشكيل جاليري، ومعارض مختلفة في الغاف جاليري ومرسم مطر، ومعرض لغة العيون النسخة الأولى والثانية في كلباء.
والمعارض التراثية للاحتفال بالعيد الوطني في مختلف الأماكن في الإمارات وكانت تتراوح أعمالي فيها من 1 إلى 3 أعمال فنية مختلفة”.
المصدر: العين