أحمد النجار (دبي)
«فنتازيا» من الغموض المتشابك بالأحداث الدامية، تضخ جرعات عالية من إدرينالين التشويق وشغف الإثارة، ضمن حبكة سينمائية جديدة تغرد خارج المألوف، وتراهن في مضمونها على دراما الألغاز والغموض، تناولها المخرج المصري مروان حامد في نسخته الثانية من فيلم «الفيل الأزرق»، الذي تم عرضه للإعلاميين مساء أمس الأول في فوكس سينما مول الإمارات بدبي، وامتلأت القاعة بمقاعد كاملة العدد.
سباق شباك التذاكر
واستطاع المخرج مروان حامد خطف انتباه الجمهور من المشاهد الأولى عبر لقطات تحبس الأنفاس وتبث القشعريرة في الحواس وترفع مؤشر الرعب حتى آخره، معتمداً على العديد من العناصر الفنية، يراهن عليها في سباق التحدي على شباك تذاكر أفلام العيد، ليكرر خلطة النجاح التي رافقت الجزء الأول مع نفس النجوم وهم الفنان كريم عبدالعزيز، ونيللي كريم وشيرين رضا، وانضمت لهم الفنانة هند صبري، كما ظهر الفنان إياد نصار وعدد من الفنانين كضيوف شرف، وهو من تأليف أحمد مراد، وقد بدأت بشائر النجاح تطفو على السطح، بعد إطلاق البرومو الرسمي للفيلم، حيث حصد 4 ملايين مشاهدة في أقل من 15 ساعة بعد طرحه قبل يومين، ويتوقع صنّاع الفيلم في الجزء الثاني، تحقيق أعلى الإيرادات في موسم عيد الأضحى، وتجاوز أرقام إيرادات الجزء الأول التي بلغت 33 مليون جنيه مصري عام 2014.
مناورة
بصمات المؤلف أحمد مراد، برزت بوضوح، فلم يفوت بعض الهفوات في تجربة الجزء الأول، حيث قرر الاستغناء عن الحوارات المترهلة كونها سببت نوعاً من الفتور الدرامي وبعض التشويش الذي أضفى ضبابية على فضاء حبكة الجزء السابق، لكنه حرص في هذه النسخة على صياغة محتوى رشيق بسيناريو مفعم بالحيوية قليل الحوارات، ليترك مساحة حرّة لنبض الصورة، فقد تم صناعتها إنتاجاً ومونتاجاً بحرفية عالية و«بصبغة هوليودية آسرة»، تماماً كما وصفها ضيوف الفيلم.
ضحايا ولعبة خفية
واعتمد المخرج في أسلوب طرحه الفني ثنائية السرد وكهربة المزاج على طريقة تقنية «الفلاش باك»، ونجح ببراعة في صياغة رؤية إخراجية جديدة، حملت شحنات وجدانية مؤثرة على بساط الموسيقى التصويرية التي تناغمت مع المزاج العام للقصة التي طعمّها باختيارات موسيقية منسجمة وأنغام غربية ملهمة، ورأى البعض أن الفيلم سقط في فخ التقليد، من خلال استنساخه لقطات مجمعة من أفلام رعب هوليوودية بطليها «الباتشينو» و«توم كروز»، لكنه بالنتيجة قدم «مادة درامية ناضجة».
مشاهد صعبة
على الرغم من كمية السلبية التي خيمت على أجواء الفيلم، والتي احتال عليها بلغة وجدانية مفخخة برعب مختلف تم تجسيده بمشاهد صعبة، إلا أن المخرج خفف من حدتها في نصف ساعة الأخيرة، بجرعات من الفنتازيا والغموض المحبب، ونجح في صناعة بيئة رهيبة للأحداث، عرجت بين الحقيقة والحلم والحب وحبوب الهلوسة والإدمان، وذلك من خلال مفردات فنية لكبسولات على شكل فيلة زرقاء ساهمت في ازدهار اللغز وتعقيد العواطف، تعالت وتيرتها حتى بلغت ذروة الغموض ليكشف الطبيب النفسي الذي أدى شخصيته بطل الفيلم الفنان كريم عبدالعزيز عن كلمة السرّ التي حطمت مرآة الشر في نهاية سعيدة تركها المخرج مفتوحة على مصراعيها ليبني عليها نسخة ثالثة.