السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس في حداد بعد إعلان وفاة السبسي ودعوات للتكاتف

تونس في حداد بعد إعلان وفاة السبسي ودعوات للتكاتف
26 يوليو 2019 01:07

ساسي جبيل، وكالات (تونس، عواصم)

أعلنت الرئاسة التونسية، أمس، وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر يناهز 92 عاماً إثر نقله أمس الأول إلى المستشفى العسكري بالعاصمة. وقالت الرئاسة على صفحتها على «فيسبوك»: «وافت المنية صباح اليوم الخميس 25 يوليو 2019 على الساعة العاشرة و25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس»، داعية الشعب التونسي إلى التكاتف والوحدة، ومن جانبها دعت كبرى النقابات والأحزاب التونسية لاحترام الدستور معلنة الاستمرار بالعمل الاعتيادي في مؤسسات الدولة، فيما أكد سياسيون وإعلاميون تونسيون لـ«الاتحاد» أن لا خوف على تونس لأن شعبها قادر على العبور ببلاده إلى ضفة الاستقرار وتجاوز أصعب الظروف.
وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً دعت فيه التونسيين إلى الوحدة والتكاتف والالتفاف حول المؤسسات الدستورية. وقالت الرئاسة في نعيها: «ببالغ الحسرة ومنتهى الأسى وبقلوب يملؤها الإيمان والخشوع تنعى تونس أحد أكبر رجالاتها وبُناتِها رئيس الجمهورية، محمد الباجي قايد السبسي، الذي نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مُرابطاً من أجلها حتى تكون وتظلّ حرّة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر».
وأضاف البيان: «لقد آمن الفقيد الكبير بتونس وببناتها وأبنائها وساهم إبان الاستقلال في كل المواقع السيادية في بناء الدولة وقرّب بعد الثورة بحكمته وصبره وسعة صدره بين النفوس والضمائر فجنّب شعبها ويلات التدافع والتصادم وقاد مرحلة الانتقال الديمقراطي وكان حريصاً على بناء المؤسسات الدستورية واستكمالها، وفي هذه الفاجعة وهذا الظرف الدقيق تدعو رئاسة الجمهورية الشعب التونسي كافة إلى الوحدة الصماء والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية صوناً لمستقبل تونس وحاضرها». ومن المنتظر وفق رئاسة الحكومة ونجله حافظ قايد السبسي، أن يشيع جثمان الرئيس الراحل في موكب رسمي غداً.
وقرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد ظهر أمس، إعلان الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وتنكيس الأعلام. وأعلن مجلس نواب الشعب إلغاء الاحتفال بالذكرى 62 لإعلان النظام الجمهوري، وتقرر إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع المحافظات وذلك حتى إشعار آخر.
من جانبها أعلنت هيئة الانتخابات في تونس تغيير موعد الانتخابات الرئاسية، وقال نبيل بفون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إن الهيئة ستكون ملزمة بتقديم موعد الانتخابات، وإن تغيير موعد الانتخابات جاء بهدف الالتزام بتطبيق الدستور، واحترام الآجال التي يحددها لسد الشغور المؤقت في السلطة. وكان من المزمع عقد الانتخابات التشريعية يوم 6 أكتوبر والرئاسية في 17 نوفمبر العام الجاري. وقال بافون إن الهيئة ستعقد اجتماعها في وقت لاحق للنظر في إمكانية تغيير أجندة الانتخابات.
وأدى رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر اليمين الدستورية أمس لتولي منصب الرئاسة بصفة مؤقتة إثر وفاة الرئيس وتلا الناصر (85 عاماً) وهو أحد بناة الدولة الوطنية وأحد رفقاء الدرب للرئيس الراحل، اليمين الدستورية أمام رؤساء الكتل البرلمانية في مقر البرلمان.
وبحسب الدستور يتولى رئيس البرلمان منصب الرئاسة مؤقتاً لفترة أدناها 45 يوماً وأقصاها 90 يوماً. وبوفاة رئيس الجمهورية تم إعلان حالة الشغور النهائي وتفعيل الفصول 84 و85 و86 من الدستور. وينص الفصل 86 على أن القائم بمهام رئيس الجمهورية، يمارس خلال الشغور الوقتي أو النهائي، المهام الرئاسية، ولا يحق له المبادرة باقتراح تعديل الدستور، أو اللجوء إلى الاستفتاء، أو حل مجلس نواب الشعب. وخلال المدة الرئاسية الوقتية يُنتخب رئيس جمهورية جديد لمدة رئاسية كاملة، كما لا يمكن تقديم لائحة لوم ضدّ الحكومة. وقال الناصر فور وفاة السبسي «أريد أن أثمن ما قام به الرئيس في بناء دولة الاستقلال وفي رئاسة الجمهورية في السنوات الخمس الماضية».
وتقدّمت المنظمات والأحزاب الوطنية في تونس، بتعازيها إلى الشعب التونسي وعائلة الفقيد، ونشر الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة في تونس) بياناً تقدم فيه أمينها العام، نور الدين الطبوبي، بالتعازي إلى الشعب التونسي وعائلة الرئيس.
وجاء في البيان «مهما كانت اختلافات السياسيين الواجب ينادينا ومؤسسات تونس قائمة وتعمل بصفة عادية... سنتجاوز هذه المحنة بإرادة وطنية تحدوها العزيمة وسنعتبرها من الماضي ونبني على الإيجابي».
من جانبها نعت حركة نداء تونس مؤسسها وقالت في بيان «إن تونس فقدت أحد زعمائها الكبار، ممن ساهموا في جميع معاركها الكبرى في التاريخ المعاصر، المعركة من أجل تحرير البلاد من المستعمر، ومن أجل بناء الدولة الوطنية المستقلة، ومن أجل إرساء النظام الديمقراطي وتحقيق المصالحة الوطنية».
وذكرت أن «السبسي كان يدعو إلى التشبّث بإشراك جميع التونسيين في إدارة شؤون بلادهم والنأي بالبلاد عن أجواء الصراع والانقسام، وكانت هذه وصيته الخالدة لشعبه».
من جانبها دعت نقابة الصحفيين التونسيين الأطراف السياسية والمدنية لاحترام مؤسسات الدولة والدستور والقانون وقالت في بيان: «في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها تونس وشعبها، تدعو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين جميع الأطراف السياسية والمدنية للتحلي بروح المسؤولية تجاه الوطن وسلامته ومناعته، وتشدد على ضرورة التمسك بدستور البلاد ومؤسسات الدولة الشرعية واحترام القانون». وتابعت: إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على يقين بأن تونس لديها ما يكفي من الحكمة والمسؤولية لتجاوز هذه المحنة بسلام.
بدوره قال نوفل الزيادي الأمين العام الأسبق لاتحاد الطلبة التونسي العام في تصريح خاص لـ«الاتحاد» «لا خوف على تونس، لنتذكر الزعيم التاريخي الحبيب بورقيبة الذي قال ذات يوم: تركت في تونس ما يؤمّنها ضدّ الارتداد إلى الوراء، منظومة صلبة ونظام مناعة لا يقبل الاختراق، فالمسار الدستوري واضح والوضع الأمني العام تحت السيطرة، كما أن لتونس مؤسّسات تحميها ولن تسمح بالانقلاب على الشرعية».
كما أجمع الصحفيون والإعلاميون التونسيون في تصريحاتهم لـ«الاتحاد» على قدرة التونسيين على الانتصار للمصلحة العامة والمسؤولية الوطنية، وأن الثقة كبيرة في الشعب التونسي وفي مؤسسات الدولة وترسيخ الوحدة الوطنية لاستكمال المسار الذي تقدّمت فيه البلاد، مشددين على أن تونس ستتجاوز الأزمة وستجري الاستحقاقات الانتخابية بسلام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©