الخميس 31 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 43 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماجم الكريستال ألغاز أسطورية

جماجم الكريستال ألغاز أسطورية
24 مارس 2005

إعداد-هالة دروج: بعد أكثر من تسعة أعوام على إخفائها والاحتفاظ بها في سرداب مقفلة كانت مشاهدتها مقتصرة على قلة ممن استطاعوا الحصول على إذن خاص بذلك فقط لتصبح متاحة لجميع الزوار· ويعرف أن هذه الجمجمة هي واحدة من الجماجم الكريستالية التي تثير الكثير من الفضول· فهي محاطة بكثير من الغموض وتحاك حولها الكثير من القصص الأسطورية·
عند النظر الى الجمجمة الكريستالية يذهل المرء لمدى المهارة في إنتاج نموذج تشريحي لجمجمة الإنسان في قطعة من الفلز ولمستوى البراعة في إبراز كل التفاصيل الدقيقة فيه· تتميز هذه القطعة التي أبدعت بنفس حجم جمجمة الإنسان بشفافيتها· لكن داخل القحف الذي يأوي الدماغ هناك الملايين من الفقاعات المتجمدة التي تشكلت عبر ملايين، إن لم يكن مليارات، السنين والتي تتغير أشكالها وأحجامها عند النظر الى الجمجمة من زوايا مختلفة·
اعتقد الكثيرون على مر السنوات الماضية بتمتع الجمجمة بمواصفات خارقة فرأى البعض أنها مصدر لعنة، في حين آمن البعض الآخر بأن لها المقدرة على شفاء المرضى· ويقول آخرون أنها تمنح من يمتلكها نوعا من القدرات الخارقة· لكن الأسطورة تروي أن أصول هذه الجماجم الكريستالية تعود الى حضارة المايا القديمة في أميركا الوسطى·
وتشير هذه الأسطورة إلى أنه هناك 13 جمجمة سحرية في العالم تحتوي كل منها على معلومات عن أصول وأقدار وغايات شعوب الأرض· وفي اليوم الذي سيتمكن فيه الجنس البشري من التطور لدرجة يتمكن فيها من حل كل ألغاز الكون المحيط به ستتحد هذه الجماجم مع بعضها في احتفال مهيب، وستبدأ بالغناء· وعندها فقط ستبوح بالمصير والقدر الذي ينتظر البشر·
يعتقد الكثيرون أن الجمجمة الكريستالية الموجودة في المتحف البريطاني هي واحدة من هذه الجماجم السحرية· فعندما اشتراها المتحف في عام 1897 من نيويورك كان هناك تأكيد على أنها وجدت في أميركا الوسطى بالقرب من موطن حضارة المايا· وقد وصفت لعدة سنوات بأنها تعود الى شعوب الأزتيك الذين جاءوا بعد المايا· بيد أن الكتابات الموجودة حول مكان عرض الجمجمة في المتحف تثير الشكوك حول هذه الحقيقة إذ تقول إحداها: 'كان من المعتقد أن هذه الجمجمة تعود الى حضارة الأزتيك· لكن تبين مؤخرا أنها صنعت في أواخر القرن التاسع عشر وذلك في ألمانيا على الأرجح'·
رؤى وتصورات
وكانت الفحوص التي أجريت على الجمجمة البريطانية باستخدام مجهر إلكتروني قد أشارت إلى وجود أثر لآلات استخدمت في صناعتها لم تكن متوفرة في زمن حضارات أميركا القديمة· كما أجريت مقارنة بينها وبين كأس كريستالي يدوي الصنع يعود الى تلك الحقبة القديمة ولوحظ الفرق بين الطريقتين المستخدمتين للحفر في الكريستال·
وادعى الكثيرون من المعروفين بمقدراتهم الخارقة في العالم الحصول على معلومات من الجمجمة مشيرين الى أنها تحذرهم من الضرر الذي يلحقه البشر بالكوكب الذي يعيشون عليه وتتنبأ بحدوث كارثة قد تدمر كل أخضر ويابس· وتقول الجمجمة أنها تستطيع إنقاذ البشرية في حال أخذت معلوماتها بعين الاعتبار·
تنتشر في العالم اليوم الكثير من الجماجم الكريستالية المزورة التي تختلف بأحجامها· بيد أن بعض المعتقدين بأسطورة الجماجم الأصلية يؤكدون أنها عصية عن التزوير ولا يمكن إنتاج نسخ طبق الأصل عنها· وظلت القطع الأصلية متميزة بكونها الوحيدة التي ارتبطت بالصفات الخارقة· بعض هذه المنحوتات تعود الى الحضارات القديمة مثل الأزتيك وتعرف باسم أقنعة الجماجم أو رؤوس الموت، في حين تعود أصول بعضها الآخر الى الفضاء أو إلى مدينة أتلانتيس التي تعرف باسم المدينة المفقودة· فهذه هي الجماجم التي يقال أنها تمتاز بقوى سحرية تمكنها من إنتاج صور غريبة أو إصدار أصوات غير مألوفة· ويعتقد أن المسؤول عن انتشار الجماجم المزيفة هو الفرنسي أوجين بوبان الذي كان يتاجر بالتحف القديمة في مكسيكو سيتي بين عامي 1860 و1880 والذي يقال أنه حصل على نسخ من جماجم صنعت في ألمانيا·
جمجمة القبة
من أكثر الجماجم الكريستالية المعروفة أهمية هي تلك التي تمتلكها آن ميتشيل هيدجز من كندا والتي تعرف باسم جمجمة القبة· فقد اكتشفت آن الجمجمة التي تعرف باسم 'جمجمة القبة' في عام 1927 أثناء مرافقتها لوالدها ميشيل هيدجز (1882-1959) في رحلة للتنقيب عن الآثار في مدينة لوبانتون التي قطنها المايا والتي عثر فيها الأب على ما اعتقد أنها آثار مدينة أتلانتيس· وقد أنزلت الفتاة وهي مربوطة بحبل لإحضار الجمجمة التي كانت تصدر الأشعة وهي ملقاة في قاع أكبر هرم في المدينة· وعندها أعلن هيدجز أن جمجمة القبة 'صنعت من الكريستال الشفاف وأنها تطلبت عمل ما يزيد عن قرن ونصف من الزمن تناوبت خلالها الأجيال على الحفر في قطعة الفلز إلى أن تكونت هذه القطعة· وتعود هذه الجمجمة الى 3500 عام على الأقل، وتقول الأسطورة أن كاهن المايا الأعلى كان يستخدمها في طقوس سرية· ويقال إنه عندما كان يتمنى وقوع الموت بمساعدة الجمجمة كانت أمنيته تتحقق، لذلك وصفت بأنها تجسيد للشر'·
بيد أن الكثيرين عمدوا الى دحض ادعاءات هيدجز عن أصول الجمجمة مشيرين أنه أقدم على شرائها في عام 1943 بمبلغ 400 جنيه استرليني ولذلك لم يعلن عن وجودها إلا بعد هذا التاريخ· أما ابنته آن فقد ردت على هذه الادعاءات بأن والدها قد رهن الجمجمة بعد اكتشافها عند أحد الأشخاص مقابل مبلغ من المال ولم يستعدها إلا بعد رد الدين·
بيد أن التساؤلات والشكوك التي أثيرت حول أصل جمجمة هيدجز لم تتناول أبدا مواصفاتها السحرية الغامضة· قد تبدو هذه الادعاءات أكثر من غريبة لكن الجمجمة تمتلك من الميزات والمقدرات ما لم تنكرها الأوساط العلمية· ففي عام 1970 سمحت آن بأن يتم فحص الجمجمة من قبل فرانك دورلاند في مختبرات هيولت باكارد· وأشار دورلاند الى أن أصل قد يعود الى مدينة أتلانتيس وأكد أنها تصدر أصواتا وأضواء غريبة وذلك حسب وضعية الكواكب في الكون· وجاء في تقرير المختبر: 'لقد نحتت الجمجمة عكس المحاور الطبيعية للكريستال· النحاتون المعاصرون دائما يأخذون بعين الاعتبار هذه المحاور، أو الهندسة الجزيئية للكريستال لأنهم لو نحتوا عكس اتجاه الحبيبات فمن المؤكد أن القطعة ستتحطم بشكل كامل حتى ولو استخدموا أشعة الليزر أو غيرها من وسائل النحت العالية التقنية· إضافة الى ذلك لم تتمكن مختبرات هيولت باكارد من العثور على أي خدوش دقيقة يمكن أن تنجم عن استخدام الأدوات المعدنية· وتشير نظرية دورلاند إلى أن الجمجمة حفرت بواسطة الماس ومن ثم أجريت التفاصيل الدقيقة فيها بواسطة محلول من السيليكون والماء· والعمل بهذه الطريقة يعني أن الجمجمة احتاجت الى ما يزيد من 300 عام من العمل المتواصل'·
جماجم في المتاحف
مهما كانت الحقيقة حول جمجمة آن فهي ليست الوحيدة التي أثارت الشكوك· فقد أجريت فحوص مماثلة على الجمجمة الموجودة في المتحف البريطاني في عام 1996 عندما أخفيت عن أنظار الزائرين· لكن نتائج الأبحاث لم تنشر في وقتها· قام كريس مورتون بتصوير الأبحاث وأجرى حوارات مع الخبراء الذين قاموا بها وذلك لتقديم فيلم وثائقي عن الجماجم الكريستالية خاص بالبي بي سي· ومع أن النتائج تشير الى وجود آثار لاستخدام آلات حديثة لكن البروفيسور إيان فريستون الباحث الذي قام بالفحص في المتحف البريطاني يقلل من أهمية ذلك إذ يقول: 'حتى الدليل الذي قدمته أبحاثنا ليس كافيا للطعن بحقيقة الجمجمة· فالآثار التي عثرنا عليها قد تكون نتيجة لمحاولة أحدهم إجراء بعض التعديلات على الجمجمة القديمة الأصلية'·
إضافة الى الجمجمة الموجودة في المتحف البريطاني هناك جمجمة موجودة في متحف في باريس والتي يعتقد أنها تمثل أحد آلهة الأزتيك· وأخرى تعرض في متحف سميثونيان في واشنطن يبلغ طولها 10 بوصات وقدمها للمتحف أحد المتبرعين ودارت حولها الشائعات بأنها تلحق اللعنة بكل من يحدق فيها·
ثم هناك الجمجمة ماكس التي تملكها جو آن باركس في مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية· تقول باركس أن الجمجمة بدأت تتحدث إليها قبل 21 عاما بعد أن أعطاها إياها راهب من التيبت كانت تعمل عنده· وتضيف أن الجمجمة أخبرتها بأنها تخص رجل اسمه ماكس وأنه يبحث عن شخص خاص يستطيع أن يشرح للآخرين مقدراته وقوته· أحضرت باركس جمجمتها الى نيك نوسيرينو، مؤسس جمعية الجماجم الكريستالية، الذي يمتلك واحدة منها يطلق عليها اسم شا نا را· يعتقد نوسيرينو أن الجماجم تمتلك معلومات يمكنها أن تحل السلام في العالم· وباتت باركس تؤمن في أن مهمتها في الحياة هي أن تضع جمجمتها السحرية في خدمة الشعوب إذ أنها تجوب العالم لتوفر للناس جلسات تدوم لنصف ساعة مع ماكس مقابل 30 جنيها أسترلينيا للجلسة الواحدة·
لكن لماذا التأكيد على استخدام فلز الكريستال في صناعة هذه الجماجم؟ يعرف أن الكريستال الشفاف الذي استخدم في صناعة الجماجم ينتج قوة كهربائية عندما يضغط وهي الظاهرة التي تعرف بالتأثير الكهربي الضغطي· وتقريبا لا يكون هناك أي ضياع في الطاقة· وهذا يعني أن ضرب جرس مصنوع منه قد يجعله يرن لعدة دقائق· ومن هنا يعتبر فلز الكوارتز المادة الأساسية المستخدمة في صناعة أجهزة استقبال موجات الراديو التي تحتاج للدقة في الترددات· هذا بالإضافة الى استخدامه في صناعة الساعات للحفاظ على دقة الوقت أيضا· فهل يمكن أن يكون القدماء قد أدركوا هذه الخصائص المهمة للكوارتز وأرادوا أن يحافظوا على صوت رسالتهم مدويا بين سكان الأرض على مدى الأزمنة والعصور؟
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض