الأحد 27 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 37 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الهاشمي : المعاصي بعد الحج لا تبطله

30 ديسمبر 2005

د· محمد يونس:
يقترن أداء فريضة الحج بتوفر الاستطاعة، مما يجعل اتخاذ القرار بشأن هذه الفريضة يختلف من مسلم إلى آخر، خاصة وأن بعض الفقهاء يرى وجوب أداء الفريضة للمستطيع على الفور، بينما يرى البعض الآخر وجوبها على التراخي· فمتى يتخذ المسلم قرار الحج ؟ وما أولوية الحج بين القرارات المصيرية الأخرى في حياته مثل الزواج، وإتمام دراسته؟ وإذا اتخذ القرار فكيف يهيئ نفسه لأداء هذه الفريضة؟ وهل تجوز التجارة أثناء الحج؟ وكيف يمكن تجنب الأخطاء الشائعة في أداء المناسك؟ والحج الخمس نجوم هل ينتقص من الجزاء؟ وكيف يمكن أن يتم رمي الجمرات بدون إصابات؟
وتساؤلات أخرى عديدة تدور في ذهن المسلم بشأن هذه الفريضة، نطرحها ويجيب عنها علماء الدين، ضمن سلسلة موضوعات تنير الطريق لهذه الرحلة المباركة 'من بيتك إلى بيت الله الحرام' ونناقش فيها مختلف أركان الحج ومناسكه وأحكامه بما يقدم خلفية معرفية تساعدك على فهم هذه الفريضة واستيعابها على النحو الصحيح·
يقترن الحج عادة بالمشقة والتعب، وعلى قدر المشقة يكون الثواب· هذا ما يفعله الغالبية العظمى من الحجاج· ولكن عصرنا الراهن يشهد أنواعا جديدة من الحج تثير العديد من التساؤلات الفقهية· فالبعض يفضله حجاً سريعاً أو حج 'خمس نجوم' ويتكلف الكثير من المال مقابل القليل من التعب، فهل هذا يتناقض مع المشقة المعروفة في الحج؟ وهل ينتقص ذلك من تمام الفريضة؟
أما النوع الثاني فيتعامل مع الحج باعتباره زيارة وتجارة· فهل يمنع الشرع الحاج من القيام ببعض الصفقات التجارية خلال رحلته إلى الأماكن المقدسة؟
وفي المقابل هناك فريق ثالث لا يملك التكاليف فيقترض من البنوك لأداء الفريضة أو يحج بالتقسيط، فهل يجوز ذلك؟
أسئلة كثيرة نطرحها في هذا الحوار مع سماحة السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية في ديوان صاحب السمو رئيس الدولة، وأحد أعلام الفقه المالكي المعاصرين·
يؤكد سماحته أن الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: 'الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا'· فالحج ومجمل العبادات في الإسلام متوقفة على الإستطاعة والتذكر، فإن لم يستطع سقط عنه الفرض، وإن لم يتذكر فهو مغفور له حتى يتذكر· والفقهاء بينوا بكل وضوح أن هذا الركن له شروطه مثل ' الزاد والراحلة'، والزاد ليس فقط له كمسافر من أكل وشرب، وإنما يشمل أيضا ما يتركه لأهله منذ سفره إلى عودته· وألا يكون هذا الزاد على حساب الضروري مما يحتاجه هو أو من تلزمه نفقته، كما أنه مرهون بالاستطاعة البدنية، والزمانية والمكانية أو ما يسمى بأمن الطريق·
الحج السريع و'الخمسة نجوم'
هل الحج السريع أو 'الخمسة النجوم' ينتقص من الأجر؟
- من يريد أن يتوسع في حجه فذلك ليس حراماً، وما تأباه الشريعة هو الإسراف والبذخ أكثر من اللازم، بحيث يمنعه من أداء فروض الله· ولكن إذا كان مقتدراً وقد وفقه الله الى عمل الخير، فنقول له' اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم' وننصحه بأن يحج بتكلفة أقل - بدون أن يضيق على نفسه - وأن يتبرع بالباقي لمصالح المسلمين، حتى تتنامى الخيرات·
وفيما يتعلق بالحج السريع ينبه إلى أهمية: ألا يكون هذا النوع من الحج على حساب أداء المناسك أو يؤدي إلى ترك زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن بعض الذين يحجون سريعا، يغفلون زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وهذه خسارة عظيمة، فالأولى أن يزار المصطفى - صلى الله عليه - قبل بدء أداء مناسك الحج، فهو الذي علمنا فريضة الحج وسائر فروض الدين· فضلا عن أن زيارة الرسول سنة مؤكدة، وهي غير زيارة المسجد النبوي· وإذا كانت القبور الآخرى تزار حيث يقول -صلى الله عليه وسلم -' ألا كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة'، فكيف بمقام رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-؟
وينبه الحجاج والعمار إلى فضل زيارة المصطفى - صلى الله عليه وسلم- تشوفا بأن تقبل منا سائر الطاعات، لأن كل الطاعات بين القبول والرد ما لم تصاحبها وتقترن بها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم· كما يحسن بالحجاج أثناء تواجدهم في مكة زيارة الصاحبين الجليلين أبي بكر وعمر، وزيارة البقيع، سيدنا حمزة في جبل أحد· ومن تعذر عليه ذلك فلا بأس، ولكن من نكران الجميل ألا نزور المصطفى صلى الله عليه وسلم· ومن إساءة الأدب أن نحث الناس على عدم زيارته؟
وحذر من الذين يتخذون الحج نزهة مشيراً إلى اتفاقه مع فتوى شيخ الأزهر حول الذين يذهبون للحج مراراً على حساب الحكومات، بينما هناك آخرون أحق منهم، وبالتالي لا يعتبر ذلك حجاً·
الإقتراض للحج
ü هل يجوز الإقتراض من البنوك بالفائدة لأجل الحج ؟
- ليس مطلوبا من غير القادر أن يقترض للحج· فالله تعالى أمرنا بأوامر ويسرها، لأنه تعالى لا تنفعه عبادتنا ولا تضره معصيتنا، وإنما النفع عائد علينا، فمتى كان أداء العبادة ينطوي على ضرر، تصبح ممنوعة وغير مشروعة·
ويضيف سماحته أن الاقتراض ولو كان قرضاً حسناً، ففيه بذل الوجه للناس، وقل في زماننا من يقرض قرضاً حسناً حتى في بعض المصارف التي تسمى إسلامية، موضحاً أن غير المستطيع عليه أن يصبر حتى يمن الله تعالى عليه بالمال الذي يمكنه من الحج· أما إذا وجد من يتبرع له بحجة، فإن حجه صحيح، وتسقط عنه الفريضة·
الحج ليس مغسلة
ü بعض الذين أدوا فريضة الحج، يقولون أنه قد مضى زمن طويل على حجتهم، ويخشون من أنهم قد يكونوا قد ارتكبوا بعض الذنوب، فيذهبون لغسل ذنوبهم بحجة أخرى؟
- الحج ليس مغسلة، وإنما هو فريضة مرة واحدة في العمل، أما من يريد التكفير عن ذنوبه ، فهناك وسائل عديدة - غير الحج - لتحقيق هذا الغرض، ومنها الصدقات، وكثرة الخطى إلى المساجد· ولكن العجيب انه قد نجد بعض الذين لا يصلون في المسجد، ولاحتى صلاة الجمعة، مع ذلك يحجون بشكل متكرر! وحتى الذين يحرصون على صلاة الجماعة ويخرجون زكاتهم ويتصدقون بأموالهم، نقول لهم أن هناك أبوابا أخرى لفعل الخير والتكفير عن الذنوب بعيدا عن مزاحمة الحجاج·
ويضيف السيد علي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم-، قد نبه إلى ذلك بقوله أن آخر الزمان يكون الحج نزهة، فهذا ما يحدث لدى البعض وبخاصة من النساء، ربما بسبب جهلهن بتعاليم الدين، وجهلهن بما يتوجب في هذا الركن، وضرورة التوسيع على من لم يحج، مما يجعل البعض يحرص على الحج كل عام، وربما رجع أحدهم و إحداهن بعاهة من كثرة الزحام· فنجد مثلا امرأة عجوزا تقول أنها حجت 15 مرة، وتخشى أن تموت هذا العام، فتود أن تحج للمرة ال ''16! في حين ان هناك من أعمال الخير ما هو أفضل من الحج، حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: 'ألا أدلكم على ما هو أفضل من الصلاة والصيام والحج؟ قالوا ما هو؟ قال إصلاح ذات البين· إذا هي إذا جلست مع زوجة أبنها أو أقربائها لتصلح بينهم وتنشر هذه الأمومة الحانية، وإذا كان هناك رجل كبير ينشر هذه الأبوة الحانية، فإن ذلك خير من مزاحمة الحجاج·
حج مرة واحدة
ويؤكد المستشار الهاشمي أن الحج مرة واحدة في العمر· فقد صلى الرسول في بدء الحج، ثم قال أن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا، وسكت الصحابة، إلا سيدنا الأقرع بن حارس فقال: أكل عام يا رسول الله وأخذ يرددها، حتى أن قال له أنها مرة واحدة·
بل أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو أشرف الخلق حج مرة واحدة· إذاً علينا أن نقتصد في أداء هذه العبادة، ونعلم علم اليقين أن من ارتكب بعض الذنوب، فإن التكفير لا يكون بالحج فحسب، إنما يكون بالصلوات المفروضة وبإطعام الناس، والفقراء، والبذل وحضور صلاة الجماعة، وعيادة المريض، وزيارة الصديق، وطبع القرآن الكريم والكتب الدينية المعتمدة، وبناء المساجد، وإعانة الفقراء من المسلمين، والتبرع للمنكوبين، وضحايا العدوان في كثير من البلاد الإسلامية والعربية، من خلال الهيئات التي تفتح أبوابها لتلقي الصدقات، كجمعية الهلال الأحمر وجمعيات البر والإحسان ، فكل ذلك أعظم أجرا من تكرار الحج·
ويوضح السيد الهاشمي، أنه يمكن أن تمتد يد الخير لغير المسلمين أيضا لأن في كل رطبة أجرا· بل أن عمل الخير مأجور حتى لو استهدف كلباً، بدليل حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- أن كان قبلكم بغي من بني إسرائيل، تاهت في بيداء حتى أصبحت تلهث الثرى من العطش فوقعت على بئر فنزلت وشربت، ثم وجدت كلبا يلهث الثرى من العطش، فقالت إن به ما حصل بي، فنزلت وملأت حذائها وخرجت تعطي هذا الحيوان الماء، ، فغفر الله لها ذنوبها، أدخلت هذه البغي الجنة بشربة ماء لكلب·
صكوك غفران
ü لا شك أن الحج موسم عظيم للمغفرة، ولكن هناك من يتصور أن الحج 'صكوك غفران' فعلى سبيل المثال: بعض التجار يغشون في تجارتهم، ومنهم من يأكل حقوق الناس، أو يعتدي على حقوق المستهلكين طوال العام، ثم يذهب للحج للتخلص من الذنوب فهل الحج يغفر حقوق الغير؟
- إن حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم، ماثل في أذهاننا، ' يأتي الرجل أشعث أغبر'، بمعنى انه بذل الجهد وعانى السفر، يقول لبيك لبيك، فيقول الله له لا لبيك ولا سعديك، يأتي وقد أكل مال هذا، وآذى ذلك فمن أين يستجاب له؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: 'من أمَّ هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الله، فإذا أهلَّ ووضع رجله في الغرز أو الركاب وانبعثت به راحلته قال: لبيك اللهم لبيك؛ ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام، وزادك حرام، وراحلتك حرام، فارجع مأزوراً غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك؛ وإذا خرج الرجل حاجاً بمال حلال، ووضع رجله في الركاب، وانبعثت به راحلته، قال: لبيك اللهم لبيك؛ ناداه منادٍ من السماء: لبيك وسعديك، قد أجبتك، راحلتك حلال، وثيابك حلال، وزادك حلال، فارجع مأجوراً غير مأزور، وأبشر بما يسرك'· ويضيف السيد الهاشمي: فلا شك أن الأراضي المقدسة موطن دعاء ومغفرة ، مثل الملتزم والطواف والوقوف بمنى، يطلع الله سبحانه وتعالى على عباده، ويغفر لهم الكثير من المعاصي إلا حقوق الناس· فقد يكون المسلم قد قصر مع نفسه ـ أو ارتكب بعض الذنوب الشخصية-، فإنه تعالى يغفر له، أما أن يلص مال الناس ولو تمرة فإنه يحاسب عليها· و يوم القيامة يغفر الله سبحانه وتعالى كل شيء إلا أن يشرك به أو يضار أحد من خلقه·
ونسأل ما الذي يحدو بإنسان جشع في تجارته، سيئ في معاملته، مع أهله وأقربائه ثم يذهب إلى الحج لكي يغسل كل هذه الذنوب؟ الأولى به ان يتقي الله في عمله ومعاملاته·
المعاصي بعد الحج
üü البعض يظن أن المعاصي بعد الحج تبطله، فهل هذا صحيح؟
- الفقهاء بينوا خطأ هذا الظن، فجميع الناس يمكن أن يقعوا في أخطاء أو يرتكبوا بعض الذنوب، لأن المعصوم من الذنوب هو نبي· قال الفقهاء لو ارتكب المسلم بعد حجه، بعض الذنوب بل قالوا لو ارتد- والعياذ بالله - والردة أعظم من أي ذنب، فإن حجته تحسب· فالذنوب لا تسقط حج الفريضة ولا تبطله، والحجات الأخرى بعدها، تعتبر نوافل ومن فضائل الأعمال·
üإذا كان المسلم مستطيعا ولكن لم يحج، فهل يجوز بعد وفاته أن يحج إبنه عنه؟
- لا يجوز على مذهب الإمام مالك، ولكن الشافعية لهم رأي آخر وقد ورد في الحديث (أن امرأة قالت: يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الحج شيخاً كبيراً لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال نعم، أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته، فاقضوا الله فالله أحق بالوفاء)·
فهذا الرجل كان متوجها إلى الحج وعنده المال اللازم، ولكن في الخليج، كان الآباء يعيشون في فقر مدقع وليس أمامهم أن يحجوا· ويتساءل : إذا حج المسلم عن أبيه؟ فمن يحج عن جده؟
ويضيف أن الحج من الفروض العينية وليست الكفائية، التي إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين، كالصلاة على الميت، و رصف طريق، والفروض العينية،(الصلاة والصيام والحج) لا يقوم بها أحد بدلا عن آخر، فلا يمكن لأحد أن يكلف آخر بأن يصلي عنه لأنه مشغول أو غير مستطيع·
ü بعض الحجاج يغتنمون فرصة وجودهم في
الأراضي المقدسة، و يؤدون عمرة أو أكثر لذويهم فهل هذا جائز؟
- حسب الفقه المالكي لا يجوز ذلك· ولكن الحاج يمكنه أن يدعو لوالديه عند الملتزم أو أثناء الطواف أو السعي وغيره من المناسك، فالحديث صريح في ذلك، ' إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له·'
ü هل يجوز الحج بالتقسيط؟
- نعم هذا الحج جائز· فالتقسيط من قبيل التعاون على البر والتقوى· وهذا النظام يتم العمل به في ماليزيا، بما يتيح لكل من يريد الحج، أن يدفع مبلغاً بسيطاً شهرياً وبعد عدة سنوات يتوجه للحج· ولكن لون أن هذا التقسيط يلزمه بشيء قد يعرضه لما لا يستطيع أو أن يكون أكثر من طاقته، فهو في حل منه·
التجارة أثناء الحج
ü هل يجوز للحاج أن يمارس أعمالا تجارية أثناء تواجده في الأراضي المقدسة؟
- يجوز للحاج القيام بأنشطة تجارية أو عقد صفقات، ولكن لا يقوم بذلك أثناء الإحرام، وإنما بعد تحلله· فهذا يعتبر من المنافع التي أشار إليها قوله تعالى 'وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات'· ولكن بشرط أن تقوم هذه الأنشطة على الصدق والبر والمنافسة الشريفة· ومن جهة أخرى فإن هذه الأعمال التجارية تعد من فضل الله تعالى على البلد الحرام، بما تجلبه إليه من الخيرات· بل ان العمل التجاري أثناء الحج أحد مظاهر معجزة القرآن الكريم· ذلك أن مشركي قريش وكبارها ورجال أعمالها رفضوا الإسلام مخافة أن تبورتجارتهم· فنزل قوله الله تعالى 'لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف'، فبعد الإسلام زادت التجارة ونمت الأموال، وكثر الخير في مكة والمدينة المنورة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض