السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيجارة الإلكترونية تتحدى حظر التدخين

السيجارة الإلكترونية تتحدى حظر التدخين
22 أكتوبر 2008 01:26
في محاولة التفاف على قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، يحاول كبار مصنعي التبغ والسجائر في العالم ابتكار وسائل جديدة للتدخين·· ولكن من دون دخان، للتذاكي على القانون، والإبقاء على صناعتهم بالزخم نفسه، من دون أن تتأثر نسبة الأرباح أو كمية الإنتاج· في الآونة الأخيرة طالعتنا في الأسواق وعلى شبكات الإنترنت حملات عدة لتسويق وسائل التدخين البديلة وليس أقلها السيجارة الإلكترونية أو لوح الحرارة أو قرص التبغ بنكهة القرفة والنعناع، أو السعوط برائحة التبغ لاستنشاقه وغيرها الكثير، وكلها وسائل لا تقل ضرراً عن السيجارة العادية ولكنها لا تصدر الدخان، مما يؤشر الى أن مصنعي التبغ والسجائر ارتأوا تفسير القانون كما يريدون واعتبروا أن الحظر يشمل فقط الدخان المتصاعد من السيجارة ليس إلا ! وفي طليعة الذين أعدوا العدة لمواجهة قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، كانت إحدى المؤسسات العملاقة في عالم التبغ التي حضرت سلاحها السري وهو عبارة عن سيجارة إلكترونية تحمص التبغ كخبز التوست، عوضاً عن حرقه مما يمنع الدخان من التصاعد· وتزعم المؤسسة أن ابتكارها سيحد من المواد المضرة المتصاعدة من السجائر ولكنها لم تقدم دلائل علمية مؤكدة في هذا الشأن، علماً بأنها بدأت بتسويق لوح الحرارة - كما تسميه - في سويسرا حيث يلقى رواجاً، وتحاول إطلاقه في أستراليا في أقرب وقت ممكن تحت علامات تجارية متنوعة· وبحسب المؤسسة فإن السيجارة الإلكترونية كفيلة بالسماح لمدخنها بالتلذذ بطعم التبغ ورائحته بدون أن يشعر بأي فرق· تبغ منعش!! من جانبها أطلقت شركة سجائر أميركية رائدة في عالم التدخين علبة السعوط بنكهات مختلفة، وهي تمتاز بأنها مصنعة من التبغ المجفف، إذ أنه يذوب تلقائياً تماماً كقطع النعناع للنفس المنعش التي تأتي على شكل رقاقات· وتعتقد الشركة أن منتجها الجديد يغني عن تدخين السجائر في الأماكن العامة ويقدم للمدخن ما يحتاجه إثر تناول وجبة الطعام في مطعم أو لدى وجوده في مكتبة عامة الخ··· والى الآن، تم تجريب هذا السعوط في دالاس، على أن يتم توزيعه في ولايات أميركية أخرى· التابوكا الى ذلك، قدمت شركة تبغ منتجاً آخر كبديل عن السجائر العادية وهو الـ تابوكا ، وهو أيضاً عبارة عن قطع مجففة من التبغ يمضغ بواسطة الفم، لا حاجة لبصقها، إذ يكفي مضغها ليؤمن المدخن حاجته من التدخين· علماً بأنها ليست أقل ضرراً من قطع التبغ التي كانت تمضغ غالباً في الولايات المتحدة والتي تؤدي الى سرطان اللثة والحنجرة· سعوط الجمل من جهة ثانية، قدمت مؤسسة أميركية ما يُعرف بسعوط الجمل بالتعاون مع الشركة البريطانية - الأميركية للتبغ، وهو يتألف من قطع تبغ صغيرة ملفوفة بعناية وتحتوي على نسبة أقل من الملوحة والرطوبة من سائر أنواع التبغ الأخرى· ويخصص سعوط الجمل للراشدين فقط، كما أن علبته تحتوي على إرشادات تحذر من مضار استخدامه تماماً كعلب السجائر التقليدية· وتجدر الإشارة الى أن جميع أنواع السجائر البديلة المذكورة آنفاً تضم تعليمات من السلطات الصحية تحذر من مضار التدخين، وهي خاصة بالكبار فقط· موجة انتقادات من الطبيعي أن موجة السجائر البديلة لاقت الكثير من الانتقادات لاسيما من قبل مناصري قرار حظر التدخين في الأماكن العامة والأطباء وناشطي البيئة الذين جاهدوا طويلاً لاستصدار القرار، ومن بينهم بروفيسور الصحة العامة في جامعة سديني - أستراليا سيمون شابمان الذي تساءل: لماذا على أحدهم شراء مثل هذه المنتجات البديلة عن السجائر العادية؟ وهل أصبح الناس في أمس الحاجة الى النيكوتين لدرجة أنهم لا يستطيعون أن ينتظروا حتى الانتهاء من وجباتهم في المطاعم حتى يدخنوا؟ · وأضاف: من الممكن اللجوء الى مصنع العلكة أو ببساطة الخروج الى الشارع لتدخين السيجارة، أما هذه الوسائل الجديدة المبتكرة فهي فقط لزيادة الأضرار التي تلحق بالصحة، وهي بمثابة العلامة الفارقة التي يحملها المدخن ليدل على أنه مدمن! · من هنا بدأ التدخين في أوروبا واجتاح العالم ير تطلق الدخان القاتل أبوظبي (الاتحاد) ــ موطن التبغ الاول هو القارة الاميركية، وحتى يومنا هذا لم يعرف على وجه التحديد تاريخ بدء استعمال التبغ لأول مرة بين أبناء هذه القارة ·· وقد وجدت بعض الحفريات تضم آثارا يعود تاريخها إلى 600 سنة قبل الميلاد، ومن بينها غليون من الفخار لتدخين التبغ · وتاريخيا ثبت أن كولومبس، مكتشف القارة الاميركية، وجد عند نزوله القارة في العام 1492 بين سكانه من يدخنون التبغ، وفي العام 1519 جاء الرحالة اديندو لاول مرة بأوراق التبغ الى أوروبا، اما بذور التبغ فلم تصل الى القارة الاوروبية الا في العام ،1559 وجاءت اليها من البرازيل · وفي نفس العام استنبت ''جان نيكون'' ـ وهو سفير فرنسا في البرتغال في ذلك الوقت ـ بذور التبغ في حديقة منزله وكان ذلك بقصد الزينة ·· لجمال اوراقها الخضراء وازهارها ·· واخذت زراعة التبغ تنتشر بعد ذلك بسرعة كبيرة في جميع انحاء القارة الاوروبية لما أشيع عن فوائدها العلاجية في ذلك الوقت ·· حتى ساد اعتقاد أن أوراق التبغ تشفي جميع الامراض ·· وهكذا بدأت عادة التدخين في الانتشار التدريجي في القارة الاوروبية ·· وخلال مائة عام انتشر تدخين التبغ في شتى بقاع الارض ·· وفي العام 1828 اكتشف العالمان الالمانيان بوسلت و رايمان، من جامعة هايدلبرج، المادة الفعالة في التبغ، وأطلقا عليها اسم النيكوتين، نسبة الى جان نيكون ·· اول من زرع التبغ في أوروبا · سم النيكوتين وفي العام 1868 ·· أجرى العالمان النمساويان انورزاك و هيايزسين أول دارسة علمية على التأثير السام للنيكوتين، وأجريا تجاربهما على نفسيهما، ويعتقد أن عادة التدخين دخلت البلاد العربية لأول مرة عن طريق تركيا إبان فترة الحكم العثماني للدول العربية· منذ أنْ تأكد للأطباء والباحثين خطورة التدخين على صحة الإنسان وثبتت العلاقة بين التدخين والعديد من الأمراض، والعلماء يبذلون جهودا مضنية لإيجاد وسائل لمساعدة راغبي الإقلاع عن التدخين على التخلص من هذا الادمان القاتل· والحقيقة أنَّ جميع العوامل التي تؤدي إلى تأجيل ترك التدخين وتثبط من عزيمة المدخن متوفرة في هذه العادة ·· فمثلاً ، يقول الدكتور زكريا محمد علي، استشاري جراحة الأورام، لا يؤدي التدخين إلى أضرار سريعة وفورية على المدخن، وإلا لما استطاع أحد أنْ يستمر في التدخين ولو لفترة قصيرة· فجميع الأمراض والعواقب التي يحذر منها الأطباء، تحدث بعد مرور سنين عديدة قد تتعدى 20 سنة أو أكثر، مما يجعل مثلاً الشاب الذي بدأ التدخين لتوه لا يلقي بالاً لأضرار ربما تحصل له عند بلوغ سن الخمسين· متاعب مؤجلة وحتى ولو حصل الضرر للبعض فإن النسبة الكبرى من المدخنين يظلون بصحة جيدة حتى سنوات متأخرة من أعمارهم رغم التدخين ·· وهنا تكمن مشكلة (المثل ) ·· فلكل مدخن مصاب ·· يوجد مدخن صحيح الجسم ·· وبهذا يصعب إقناع المدخن ·· بل لا يوجد حافز كبير من هذه الناحية للمدخن أنْ يترك التدخين
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©