الدفاع المدني في دبي تعلن بدء استخدام نظام الإنذار الذكي ضد الحرائق والأعطال

تطبق الإدارة العامة للدفاع المدني نظام الإنذار الذكي ضد الحرائق والأعطال، الذي يتم لأول مرة في المنطقة بهذه المواصفات والإمكانات، وفقاً لمدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء راشد ثاني المطروشي، الذي قال: ''إن النظام الجديد بمثابة إطفائي موجود في سقف كل منشأة، ويوفر في المرحلة الأولى نحو 60 ألف إطفائي، ويرفع ما لا يقل عن 80% من الأعباء التي يتحملها رجال الدفاع المدني في دبي''· ويقسم نظام الإنذار الذكي - الذي تعاقدت الإدارة مع شركة متخصصة لتنفيذه لمدة خمس سنوات - دبي إلى ثلاثة قطاعات ''أ، ب، ج''، ويضم كل قطاع غرفة عمليات خاصة به تصب جميعها في غرفة العمليات الرئيسية المزمع إنشاؤها داخل المبنى الجديد للإمارة، وتتلقى غرف العمليات الفرعية والرئيسية الرسائل عبر نظام الإنذار الذكي· وفي حالة وجود حريق أو عطل في أنظمة الإنذار، سيرسل النظام رسالة إنذار كل ساعة ونصف الساعة إذا لم يتم إصلاح الخلل فور الإبلاغ عنه، وإذا استمر لمدة 24 ساعة فستتم مخالفة شركات الصيانة· وقال المطروشي في مؤتمر صحفي عقد في غرفة العمليات المؤقتة بالشركة المسؤولة عن النظام: ''إن هناك خطة محددة لتغطية 60%من مباني ومنشآت دبي خلال مدة لا تزيد عن أربع سنوات''· ولفت إلى أن الاشتراك في النظام إجباري بالنسبة للمستودعات والشركات والمصانع والفنادق والمدارس والمستشفيات، واختياري بالنسبة للمنازل وعقارات الأفراد، مشيراً إلى أن بعض العائلات طلبت فعلياً تزويد منازلها بالنظام لحمايته من الحرائق· وأضاف أن الإدارة بالتعاون مع الشركة المسؤولة عن النظام، ستبدأ في المرحلة المقبلة التعاقد مع كافة المنشآت الموجودة والجديدة في دبي لتزويدها بأجهزة الإنذار الذكية· وذكر أنه تم التعاقد فعلياً مع حوالي 4500 منشأة بالتوازي مع إطلاق حملة توعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة للإرشاد عن كيفية الاشتراك، لافتاً إلى أن إدارة الدفاع المدني في دبي أخضعت النظام للدراسة لمدة عامين، وعام من تجريبه في 22 منشأة، تم خلالها رصد سلبياته وإضافة آليات جديدة إليه· وأشار المطروشي إلى أن إدارة الدفاع المدني طلبت من الشركة إدخال بعض التعديلات على النظام المطبق في عدد من الدول الأوربية والأميركية، ومنها تركيب الإنذار على مضخات الإطفاء ومرشات المياه والمصاعد بدلاً من تركيبه على لوحة التحكم الرئيسية في المبنى المسؤولة عن كافة الأجهزة المشار إليها تحسباً لحدوث عطل في المضخات أو المرشات دون أن ترصده لوحة التحكم· وأوضح أن النظام الجديد يلعب دوراً مساعداً للمفتشين والعاملين، ويمثل همزة الوصل التي تراقب المبنى طوال الوقت وترصد أي خلل تتعرض له أجهزة الأمن والسلامة ويرسل رسالة فورية إلى غرفة العمليات الفرعية في منطقة الاختصاص التي وقع فيها العطل وغرفة العمليات الرئيسية التي يجري العمل على إنشائها في الوقت الحالي، وكذلك إلى شرطة الصيانة ومالك المبنى والضابط المناوب في مركز الدفاع المدني· ولفت إلى أن النظام في شكله الجديد ينقل موقع العطل من خلال صور حية ويحدد سبب الخلل حتى يتم علاجه فوراً، مشيراً إلى أن النظام يوفر نوعاً من الوقاية من خلال مراقبة أجهزة الإطفاء، وكذلك منسوب المياه في الخزانات والمصاعد الكهربائية· ونوه بأن هناك عدة وسائل لنقل المعلومات منها الرسائل النصية والانترنت عبر الأقمار الصناعية· ولفت إلى أن هناك تسهيلات في عملية الاشتراك، حيث تم تقسيم الرسوم إلى خمسة مستويات حسب حجم المشروع أو المبنى، وتتكفل الشركة بتحصيل رسوم التركيب، فيما تتلقى الإدارة رسوم المراقبة· وأفاد المطروشي، بأن النظام لا يلغي دور المفتشين الميدانيين في مناطق الاختصاص والذين يتولون مهمة مراقبة المباني سواء أكانت مصانع أو مستودعات للتأكد من سلامتها وعدم وجود مخالفات بها، فيما يتولى النظام مهمة رجل الإطفاء الآلي· وأكد أن إدارة الدفاع المدني تملك صلاحية محاسبة شركات الصيانة إذا ثبت أو تكرر تقصيرها في فحص أجهزة الإطفاء أو الإنذار في المباني التي تتولى مسؤوليتها· وكشف المطروشي أنه يتم حالياً تدريب الدفعة الأولى من الموظفين المواطنين على النظام الحديث ويبلغ عدد أفرادها 70 شخصاً، لافتاً إلى أن مدة التدريب تتراوح بين شهر وشهرين فقط؛ لأن المتدربين عسكريون ولديهم خبرة سابقة في التعامل مع أنظمة الإطفاء المختلفة· وحول ثكنات العمال والمساكن التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، قال المطروشي: ''إن هناك تنسيقاً بين الدفاع المدني وبلدية دبي حول التعامل مع تلك المشكلة''، لافتاً إلى أن برنامج السلامة أولاً، الذي أطلق خلال الفترة الماضية، أسفر عن انخفاض الحرائق بما لا يقل عن 80% خلال الربع الثاني من العام الجاري· وأوضح أنه تم إنذار 3000 من تلك المساكن، وأبدى أصحابها استجابة كبيرة في رفع المخالفات الموجودة بها· من ناحية أخرى، كشف مدير الإدارة العامة للدفاع المدني عن تركيب نوع جديد من الأجهزة في ست سيارات يمكنه فتح إشارات المرور في حالة وقوع حوادث، فضلاً عن تزويد سيارات الدفاع المدني كافة بنظام حديث لم يطبق سوى في ألمانيا وأستراليا فقط، ويمكن من خلاله مخاطبة سائقي السيارات على مدار كيلومتر مربع من خلال أجهزة الراديو سواء أكانت مفتوحة أو مغلقة ويعطيهم تعليمات بالإفساح لسيارات الإطفاء· وأوضح أن هذا النظام يتم برمجته على ترددات 22 قناة راديو على ''إف· إم'' بعد الحصول على تصريح منها، ويوجه سائقي السيارات من خلال ثلاث وسائل: إما بمخاطبتهم مباشرة، أو إرسال رسالة صوتية لهم باللغتين العربية والإنجليزية، أو بإصدار إنذار المطافئ من خلال الراديو· وكانت إمارة دبي شهدت عدداً من الحرائق التي نشبت منذ بداية العام الحالي، من بينها حريق بأحد المستودعات في منطقة القوز الصناعية، وحريق سوق نايف في مطلع شهر أبريل الماضي، وحريق في أحد الأبراج بشارع الشيخ زايد، وآخرها الحريق الذي وقع نهاية شهر أغسطس الماضي في منزل شعبي وأدى إلى وفاة 11 عاملاً