عدد اليوم
خولة علي (دبي)
استلهم الفنان الإماراتي فيصل الريس إبداعه من الشوارع بما فيها من ظلال وألوان وأشكال ووجوه تحمل تعابير متغيرة، ورسم أبعاد الصورة واستنطق لغتها، عبر مشاركات عديدة في المعارض المحلية والدولية في إيطاليا وألمانيا والصين، وتقديم العديد من الورش والمحاضرات الفنية.
ويشير إلى أن تصوير الشارع نوع من التصوير يذوب فيه الشخص ويخالط المشاعر في الشوارع، فهو يفهم طبيعة البشر وتحركاتهم، وردود أفعالهم، لاقتناص اللقطة أو اللحظة التي تعبر بشكل عام عن أفكاره تارة، وأفكار المارة مرة أخرى.
وقال: المغزى من فن تصوير الشارع، كان توثيق ذاكرة المكان ومشاهدها، لكن ما نشاهده اليوم في هذا المجال ذهب أبعد من ذلك إلى التركيز على جمالية الصورة، من خلال التقاط مشاهد فيها ألوان وأشكال ومواقف للتركيز على مشهد ما في إطار الصورة، ويتضح ذلك عندما تنهمر الأفكار والآراء على كل من ينظر إلى الصورة، حيث يستشعر المشاهد، الكثير من المعاني، التي يمكن أن تتجلى في الصوة فكل صورة تنطق بطريقة مختلفة وقد توصل رسالة ما.
ويضيف: في فضاءات الشوارع المزدحمة والواسعة، يسعى كل مصور أن يحصل على مشهد عفوي وصادق من خلال حرصه على عدم جذب انتباه المارة له في الشارع حتى لا تظهر ملامح في الصورة، تختلف عن طبيعة المكان وحركته، وبذلك تحمل الصورة فكرة غير التي يرغب في إظهارها المصور من خلال اللقطة، لذا يضع مصور الشارع نصب عينيه، تفاصيل المكان ويعمل على ربط الإنسان ببيئته والنظر بدقة في تكوينات هندسية وخطوط ومنحنيات الأشكال والحركات، لتعطي الصورة مزيداً من الواقعية في محاكاة الشارع، فمع ازدحام المارة في المدن العالمية، تظهر الكثير من المواقف والأحداث، التي تمثل إيقاع الحياة اليومية، عبر مشاهد تثير عدسات المصورين، الذين يحاولون رصد المختلف منها، وتوثيق لحظات يصعب تكرارها مرة أخرى، لأنها تحمل في تفاصيلها الكثير من المعاني العفوية.
وتأثر الريس بالعديد من الفنانين العالميين أمثال «هيري كارتير بريسون - فيفيان ميلور - يوسف كرش وغيرهم»، أما محلياً، فتأثر بفنانين من الأصدقاء والمرشدين أمثال الفنان والوالد في مجال التصوير الضوئي جاسم ربيع العوضي، وعلي جمال الجناحي، وسعيد الشامسي.
