الأبراج الشاهقة في أبوظبي تختبر مستويات الطلب بالسوق العقارية

تختبر السوق العقارية في أبوظبي مستويات الطلب على السكن بالأبراج السكنية الشاهقة، مع بداية تسليم عدد من ناطحات السحاب مؤخراً. وقال مسؤولون بشركات التطوير العقاري بأبوظبي لـ “الاتحاد”، إن مستوى الطلب على السكن بالأبراج الشاهقة حالياً، سيكون له دور في تحديد بوصلة أنشطة الشركات خلال الفترة المقبلة، سواء بطرح المزيد من الأبراج أو التوجه لسوق الفلل التي نجحت في جذب شريحة واسعة من السكان خلال الفترة الأخيرة. من جهتها، قالت سامية بوعزة مدير التسويق والمبيعات في شركة طموح العقارية، إن الأبراج السكنية الشاهقة تجذب شريحة كبيرة من العملاء لاسيما من الراغبين في الاستفادة من الخدمات المتميزة بهذه الأبراج. وتطور شركة طموح المشروع الأبرز “المارينا سكوير” والذي يضم 14 برجا سكنيا وتجاريا بجزيرة الريم، ويضيف 3446 وحدة سكنية لسوق أبوظبي، بكلفة 6 مليارات درهم. وباشرت الشركة مؤخراً تسليم 4 أبراج سكنية، فيما تباشر تسليم الأبراج المتبقية خلال العام الحالي. وتباشر طموح تسليم الأبراج لعدد من شركات التطوير الثانوية، والذين يتولون بدورهم تسليم الوحدات للمشترين. وأشارت بوعزة إلى تنوع جنسيات المشترين في المارينا سكوير، ما يؤكد أن الخدمات المقدمة ترضي أغلب الأذواق، موضحة أن نسبة المشترين من المواطنين في المشروع تقدر بنحو 25%. وتوقعت أن يجذب المشروع عددا من المستأجرين الذين يفضلون السكن بالأبراج الشاهقة، موضحة أن أسعار تأجير الشقة المؤلفة من غرفة وصالة بالمشروع تتراوح بين 90 و120 ألف درهم. ولكن مطورين أكدوا أن مستقبل السكن بأبوظبي يسير باتجاه الفلل الجديدة. وأكد وائل الطويل الرئيس التنفيذي لشركة بني ياس للاستثمار والتطوير أن الطلب على الفلل بسوق أبوظبي العقارية، يشهد تحسناً ملحوظاً، مقارنة بالطلب على السكن بالشقق في الأبراج الشاهقة. وأوضح أن الشركة نجحت في تسويق أكثر من 60% من 153 فيلا أندلسية بقيمة 250 مليون درهم، طرحتها الشركة مؤخرا ضمن المرحلة الثالثة من مشروع “بوابة الشرق” الذي تطوره بمدينة بني ياس. يشار إلى أن الإمارات احتلت المرتبة الثانية عالمياً في قائمة الدول الأكثر إنجازا للأبراج الشاهقة خلال عام 2010، بحسب المجلس العالمي للمباني الشاهقة والمساكن الحضرية، بعد أن أنجزت 14 ناطحة سحاب جديدة. ويوجد بالدولة حالياً 44 ناطحة سحاب يزيد ارتفاعها على 200 متر. وجاءت دبي في المرتبة الأولى عالمياً في قائمة المدن الأكثر إنجازا للأبراج الشاهقة خلال العام الماضي بمجموع 11 برجاً، بإجمالي أطوال 3454 متراً، فيما احتلت مدينة أبوظبي المرتبة الثامنة عالمياً، باستكمال برجين عملاقين بلغ المجموع الكلي لارتفاعهما 529 متراً. ورصدت الدراسة أنه تم إنجاز برجين شاهقين في مدينة أبوظبي خلال العام الماضي، هما برج “سكاي” المكون من 74 طابقاً بارتفاع 291 متراً، و”صن تاور” المكون من 64 طابقاً بارتفاع 238 متراً، فيما تم استكمال برج الكورنيش في عجمان والمكون من 53 طابقاً والبالغ ارتفاعه 213 متراً. واستقبلت السوق العقارية بأبوظبي خلال الفترة الأخيرة عدداً وافراً من الأبراج التي تم انجازها في مقدمتها أبراج “المارينا سكوير” و”صن وسكاي” في جزيرة الريم، إضافة إلى برج كابيتال جيت المائل، وبرجي “دومين وترست” بمشروع السوق المركزي بقلب المدينة، بخلاف عدد أخر من الأبراج الشاهقة الجاري إنجازها ويتوقع تسليمها خلال الفترة المقبلة. ويركز مطورون على المزايا التي توفرها الشقق بالأبراج الشاهقة للسكان، عبر تقنية “البيوت الذكية” والمرافق الترفيهية. وقالت بوعزة إن “طموح” باعتبارها المطور الرئيسي لمشروع “مارينا سكوير” اهتمت بإصدار كتيب إرشادي للمشترين في المشروع، لشرح الخدمات العديدة للأبراج والتي تضم خدمات ومميزات عديدة مثل حمامات السباحة وصالات ألعاب، بخلاف الخدمات الذكية داخل الشقق والتي تسمح للسكان بالتحكم في جميع أجزاء الشقة الكترونيا. وقالت بوعزة إن تقنية المنازل الذكية تتيح للعميل التحكم في شقته من أي مكان في العالم، عبر الدخول على موقع الكتروني واستخدام رقم سري للتحكم في الشقة وإعطاء أوامر معنية تتعلق بأي جهاز بالشقة. وأضافت أنه يمكن للعميل من خلال تقنية البيوت الذكية تشغيل أجهزة التكييف قبل دخول الشقة، سواء من خلال الانترنت أو أجهزة الهاتف المحمول، وذلك عند رغبته في تبريد جو الشقة قبل فترة كافية من دخولها. وأوضحت أن الخدمة تشمل أيضا التحكم في أجهزة التليفزيون عبر توزيع الشاشات بأكثر من مكان بالوحدة السكنية، كما تشمل أيضا التحكم في أجهزة تسخين المياه بالشقة. ارتفاع الأسعار من جانبه، أكد هاني البلتاجي مدير التطوير في شركة إشراق العقارية أن السكن بالأبراج الشاهقة يجذب العديد من العملاء، وهو ما يظهر في ارتفاع أسعار وحدات هذه الأبراج المتميزة. وأشار البلتاجي إلى تفضيل كثير من العملاء للسكن بالأدوار العليا، وهو ما ينعكس في ارتفاع أسعار السكن كلما ارتفع الطابق. يذكر أن سعر الوحدة يزيد بمتوسط 5 دراهم للقدم الربعة كلما زاد الطابق ببعض الأبراج في أبوظبي، وهو ما يعني ارتفاع سعر الوحدة في بالدور الأخير في البرج الذي يضم 50 طابقا بنحو 250 درهما للقدم المربعة مقارنة بسعر الطابق الأول. وقال البلتاجي إن تعدد أنواع الأبراج وتوفرها بأعداد كبيرة، يمنح العملاء الكثير من الخيارات التي تناسب جميع الأذواق. إلا أن البلتاجي استدرك بالإشارة لضرورة مراعاة الاختناق المروري الذي تسببه الأبراج بالشوارع الرئيسية. ورغم توفر العديد من مواقف السيارات بالأبراج والتي تتسع لسيارات جميع السكان، إلا أن المشكلة الرئيسية تكون في الطرق المؤدية لهذه الأبراج، وهو ما يجب مراعاته عند تنفيذها، لضمان انسياب المرور، لاسيما في أوقات الذروة وقت الخروج للعمل أو الرجوع مساء. وتطور إشراق العقارية مشروع “مارينا رايز” بجزيرة الريم، والذي يضم 21 برجاً، إضافة إلى مشروع “جيت واي” في منطقة بين الجسرين بأبوظبي، ويضم نحو 12 برجا. خريطة السوق أكد عمر الشناوي المستشار العقاري في شركة الإمارات الخضراء أن الأبراج الشاهقة، لا تزال تتمتع بالجاذبية، لاسيما أنها تقدم نوعاً متميزاً من نمط الحياة، فضلا عن السماح بالتملك الحر لجميع الجنسيات بأغلب الأبراج في أبوظبي. وتوقع الشناوي أن يسهم توالي انجاز الأبراج السكنية الشاهقة في تغيير ملحوظ بخريطة السوق العقارية في أبوظبي، موضحاً أن السوق تترقب حاليا حجم الطلب علي السكن بهذه الأبراج بعد انجازها بما يحدد بوصلة التطوير العقاري خلال السنوات المقبلة. وتمتلك الإمارات الخضراء 3 أبراج ضمن “المارينا سكوير” بالريم، حيث يتكون برج “مارينا بلو” من 51 طابقا ويوفر مساحات سكنية في 457 شقة، فيما يحتوي “أوشين تراس” على 43 طابقا، تضم 375 شقة، إضافة إلى برج “D3” ويتكون من 18 طابقا، ويضم 64 وحدة. وأكد الشناوي أن الأبراج الحديثة تضم العديد من المميزات، مقارنة بالبنايات القديمة، بما يسهم في جذب العديد من العملاء الجدد، موضحاً أن السكن بالأدوار العليا في الأبراج الشاهقة يرتبط بطبيعية الشخص، وليس جنسيات محددة، وهو ما يظهر من تنوع جنسيات عملاء أبراج الشركة. وأوضح الشناوي أن الشركة تمتلك أيضا بجزيرة الريم 7 أبراج أخرى، جار إنجازها ضمن مشروع “مدينة الأضواء”، حيث يرتفع برج مكاتب “آداكس” لنحو 51 طابقاً تجارياً، إضافة إلى أبراج “سولاريس” والتي تتكون من 3 أبراج رئيسية هي برج المكاتب “أوميجا” ويحتوي على 35 طابقا تجاريا، وبرجي “سيجما1” و”سيجما 2” ويحتوي كل منهما على 28 طابقاً سكنياً، فيما يرتفع برج “C2” لنحو 29 طابقا، وبرج “C3” لـ 25 طابقا، وبرج “بيرل باي” ويتكون من 41 طابقاً. أوضح الطويل أن كثيراً من العملاء يفضلون السكن المتميز بفلل كالتي تطورها “بني ياس”، التي تضم مستويات فاخرة من التشطيب من خلال تصاميمها الخارجية المستوحاة من فن العمارة الأندلسي، وتتألف من 3 طوابق موزعة على مساحة 271 متراً مربعاً للفلل ذات الـ3 غرف و542 متراً لذات الـ5 غرف نوم.