6 مايو 2011 21:26
تتوقع مؤسسة جارتنر لأبحاث ودراسات قطاع تقنية المعلومات تراجع حصة هواتف بلاكبيري الذكية في السوق العالمية من 16 في المئة حالياً إلى 11 في المئة عام 2015، على خلفية انتعاش مايكروسوفت ونظام تشغيلها ويندوز فون.
وتوقعت أن تزيد حصة الهواتف الذكية، التي تعمل على نظام اندرويد، زيادة هائلة من 23 في المئة إلى 49 في المئة في الفترة ذاتها.
غير أن لدى شركة ريسيرش إن موشن، التي تصنع بلاكبيري، سلاحاً سرياً لم يكن حتى مسؤولي الشركة نفسها يدركون أن لديها هذا السلاح.
يقبل الفتيان والفتيات وطلاب الجامعات على شراء هواتف بلاكبيري إقبالاً كبيراً، بسبب خاصية بعينها، وهي ليست البريد الإلكتروني، بل هي عبارة عن تطبيق الإرسال اللحظي للرسائل التي لا تتوافر سوى في أجهزة ريسيرش إن موشن تسمى بلاكبيري ميسنجر أو بي بي ام BBM.
وعى الرغم من أنها تشابه ظاهرياً خاصية إرسال الرسائل النصية القصيرة، فإنها أسرع منها، وأرخص، وتتوافر مجاناً من دون الحاجة إلى اشتراك فيما يسمى حزمة بيانات Data Package.
وزاد عدد مستخدمي الخاصية بشكل مطرد من 6,5 مليون مستخدم منذ عام مضى إلى أكثر من 39 مليون مستخدم في العالم حالياً، الأمر الذي يشكل تهديداً حقيقياً لإيرادات مشغلي الرسائل النصية في بعض الأسواق.
وقال بيت كانينجهام، المحلل في مؤسسة كاناليست: “تعد بلاكبيري ميسنجر BBM قصة نجاح عظيمة لشركة ريسيرش إن موشن. فمنذ سنتين لم تكن هواتف بلاكبيري الذكية مستخدمة سوى في مجال الشركات، ثم اكتسبت بعد ذلك قبولاً واسع النطاق”.
تزداد شعبية خاصية رسائل بلاكبيري اللحظية BBM في المملكة المتحدة وأندونيسيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا وهولندا، وهناك كثير من المشاهير يهوون استخدامها مثل المغنية اديل وفرقة ساتردايز.
وحسب مؤسسة جي اف كيه، المتخصصة في بحوث الأسواق، كان بلاكبيري أكثر الهواتف الذكية مبيعاً في المملكة المتحدة العام الماضي.
وقال باتريك سبنس، نائب رئيس ريسيرش إن موشن لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن الفضل يعود إلى خاصية رسائل بلاكبيري اللحظية بي بي ام في أن عدد مستخدمي الأفراد يفوق حالياً عدد مستخدمي الشركات. وتأمل ريسيرش إن موشن أن يمتد انتشار بلاكبيري بين الشباب إلى عملاء أكبر سناً، وأن يعمل ذلك على منع الناس من التحول إلى منافسين.
نشأت خاصية رسائل بلاكبيري اللحظية BBM من خدمة بدائية تسمى Pin to Pin استخدمت رقم هوية بلاكبيري لإرسال رسائل قصيرة. وبعد إجراء بعض التطويرات ولدت خاصية BBM، ولكن مستخدمي الشركات تجاهلوها، ولا يزال العديد من أقسام معلوماتية الشركات تغلقها بسبب صعوبة مراقبتها، وحفظها في أرشيف، لأغراض الالتزام بالقوانين المعمول بها.
وعلى الرغم من أن خاصية BBM تعد حالياً ميزة ترويجية مهمة في حملات تسويق هاتف بلاكبيري الذكي، فإن هذه الخاصية كانت قد استحدثت في الهاتف قبل أن تكتشف ريسيرش إن موشن مدى جاذبيتها وأهميتها للشباب بفترة، بحسب جراهام براون، مدير موبايل يوث الاستشارية، ذلك أن المراهقين والطلاب كانوا معتادين على تحصيل هواتف بلاكبيري كأجهزة مستعملة من أهاليهم، نظراً لأن أولئك الأهالي كانوا يغيرون أجهزتهم، ويبحثون عما هو أفضل، فأعجب الشباب بهذه الخاصية.
غير أن الأبناء حالياً يعلمون آباءهم طريقة استخدام خاصية الرسائل اللحظية، لأنهم لا يريدون دفع رسوم الرسائل النصية.
وتستفيد ريسيرش إن موشن من هذه الفرصة بأن تقدم إمكانات إرسال هدايا جديدة في بي بي ام، تتيح للمستخدمين أن يرسلوا لبعضهم بعضاً قسائم زمن مكالمات أو تطبيقات أخرى. وينتظر أن تستحدث ريسيرش إن موشن بنوداً افتراضية أخرى مثل تطبيقات الموسيقى والأغاني.
كما تفتح ريسيرش إن موشن خاصية BBM لغيرها من المطورين ما يتيح لهم استحداث خدمات أخرى، بجانب نظام رسائلها.
وفي وسع المستخدمين الدردشة أثناء لعب مباراة شطرنج على هاتف بلاكبيري أو المشاركة في الكتاب الذي يقرؤونه على الجهاز، مع إمكانية أن تقوم الشركة بإتاحة ذلك لاحقاً للشركات التي ترغب في تسويق بضائعها.
ولا تزال استخدامات BBM الاجتماعية في مرحلة التجربة وتتحرى ريسيرش إن موشن الحرص على بساطة هذه الخاصية وخصوصيتها.
وهناك شائعات تتردد على المدونات تشير إلى أن ريسيرش إن موشن تدرس فتح BBM لمنصات محمول أخرى عبر تطبيقات آي فون أو اندرويد. لكن الشركة لم تصرح بذلك حتى الآن. غير أن بعض الدول لا ترغب في السماح باستخدام خاصية بي بي ام فيها ربما لأسباب أمنية، الأمر الذي يحرم المستخدم من ميزة مهمة بالجهاز.
نقلاً عن: «فايننشيال تايمز»
ترجمة: عماد الدين زكي