بكين (وام)
أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن توقيع وتبادل اتفاقية إطارية طويلة الأجل بين «أدنوك» وشركة الصين الوطنية للنفط البحري «سينوك»، يأتي تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة التي تحقق منافع متبادلة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويؤكد قوة علاقات التعاون الاقتصادي الوثيقة بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.
وأضاف معاليه أن الاتفاقية الإطارية تهدف لاستكشاف فرص التعاون في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات، إضافة إلى الغاز الطبيعي المسال، وتسهم في توفير المزيد من المبادرات الاستثمارية التي تحقق منافع متبادلة لـ«أدنوك» و«سينوك»، وتمكين التعاون الاستراتيجي في مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز كافة.
وقال الجابر، إن فرص التعاون المستقبلي التي تم الاتفاق عليها بين «أدنوك» و«سينوك»، تؤكد نهج «أدنوك» لإقامة شراكات مع شركاء استراتيجيين لديهم القدرة والاستعداد لتوظيف التكنولوجيا المتطورة ورأس المال، ومساعدتنا على تعزيز وصول منتجات «أدنوك» إلى أسواق جديدة، وزيادة القيمة من موارد أبوظبي الغنية بالنفط والغاز، كما تدعم تنفيذ استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي، وتركيزها على الاقتصادات الرئيسة وأسواق النمو الآسيوية مثل الصين.
وكان معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، ويانغ هوا، رئيس مجلس إدارة شركة الصين الوطنية للنفط البحري «سينوك»، قد وقعا الاتفاقية أمس، ويشمل الاتفاق الموقع بين «أدنوك» و«سينوك» تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات والتقنيات الحديثة في مجال تطوير الغاز عالي الحموضة، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية في عمليات معالجة وتنقية الغاز الحامض، بما يسهم في رفع الكفاءة، والارتقاء بالأداء، وتعزيز موثوقية عمليات حفر الغاز الحامض، وتحسين خطط تطوير الحقول والمكامن.
ووفقاً للاتفاقية، سيدرس الطرفان ضم شركة هندسة النفط البحري المحدودة، كمقاول مؤهل للأعمال الهندسية والمشتريات والتنفيذ، وشركة الصين لخدمات حقول النفط المحدودة، كمورد مؤهل لخدمات حقول النفط، إلى جانب استكشاف فرص التعاون الجديدة مع الشركتين في أصول حقول النفط والغاز البحرية القائمة حالياً، والتي ستتم إقامتها في المستقبل في أبوظبي.
كما اتفق الطرفان على التعاون فيما بينهما في استكشاف فرص بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال، وتبادل المعرفة والخبرات في أسواق الغاز الطبيعي المسال، وتقييم فرص الشراكات والاستثمارات المشتركة في مجالات ومراحل سلسلة القيمة للغاز الطبيعي المسال كافة.
وفي مجال التكرير والبتروكيماويات، اتفق الطرفان على تحليل إمكانات فرص تجارية جديدة محددة تحقق منافع متبادلة، بما في ذلك التعاون المحتمل في أصول للتكرير والبتروكيماويات جديدة ومتكاملة في الصين وأصول التكرير القائمة حالياً التابعة لشركة «سينوك»، فضلاً عن إقامة شراكات واستثمارات مشتركة موسعة، تشمل جميع مجالات ومراحل أعمال سلسلة القيمة للتكرير والبتروكيماويات.
ومن جانبه، قال يانغ هوا: «تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز علاقات التعاون في مجال الطاقة بين الصين والدول الواقعة على طول طريق (مبادرة الحزام والطريق)، وبناء مجتمع أكثر تقارباً من خلال مستقبل مشترك في قطاع الطاقة.. وستعمل كل من (سينوك) و(أدنوك) على توسعة فرص ومجالات التعاون في المستقبل للاستفادة من هذه الشراكة التي تحقق منافع متبادلة».
وتمثل الاتفاقية أهمية كبيرة لشركة «سينوك» نظراً لدورها في تعزيز تطور ونمو أعمالها في قطاع النفط والغاز في الخارج، وتنويع موارد الاستيراد، وتحسين السلسلة الصناعية المتكاملة في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والنقل والتوزيع والتكرير والبتروكيماويات.
وستواصل «سينوك» بذل المزيد من الجهود للمساهمة في تنفيذ «مبادرة الحزام والطريق»، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وإضفاء قيمة أكثر على علاقات الصداقة الصينية العربية، وكذلك التنمية الإقليمية.
وعلى مدى العامين الماضيين، نجحت أدنوك في توسعة نطاق نموذج شراكاتها الاستراتيجية من خلال خلق فرص استثمارية جديدة في مختلف مجالات وجوانب أعمالها في قطاع النفط والغاز، مع تعزيز الإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول ورأس المال.
وتخطط «أدنوك» لزيادة السعة الإنتاجية من النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في دولة الإمارات مع إمكانية التحول إلى مصدر له.
الصين ثاني أكبر اقتصاد
تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وتعتبر دولة الإمارات من ضمن الموردين الرئيسين للطاقة للصين. وتركز الصين على زيادة قدرتها المحلية في مجال التكرير ورفع مخزونها الاستراتيجي وضمان إمداداتها من النفط الخام.
وشهدت الفترة الماضية عدداً من الاستثمارات المشتركة بين دولة الإمارات والصين في قطاع الطاقة، حيث حصلت مؤسسة البترول الوطنية الصينية في فبراير 2017، على حصص أقلية في حقول نفط أبوظبي البرية، كما حصلت في مارس 2018 على نسبة 10% في امتياز «أم الشيف ونصر»، و10% في امتياز «زاكوم السفلي» البحريين في أبوظبي.
وتركز «أدنوك» على التوسع في أسواق الصين وآسيا، حيث تشير التوقعات إلى أن الطلب على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية، سيتضاعف في قارة آسيا بحلول عام 2040.