شادي صلاح الدين (لندن)
بلغت العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، العضوين في حلف «الناتو»، مستوى جديداً وخطيراً، الأسبوع الماضي، بعد خلاف حول منظومة الصواريخ إس 400 الروسية، حيث أعلنت واشنطن وقف اشتراك أنقرة في برنامج مقاتلات إف-35، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التصريحات بين المسؤولين في الجانبين.
ويمثل هذا أيضاً، تشققاً آخر في العلاقة بين البلدين، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة، التي تميزت بخلافات حول الحلفاء الأجانب والعقوبات وأسلوب الحكم، تحت قيادة رجب طيب أردوغان.
وأسردت صحيفة «ذي هيل» الأميركية، في تحليل كتبته «إلين ميتشيل»، خمسة أمور يجب معرفتها عن التوترات الأخيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة والنظام التركي، في مقدمتها تحدي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للاعتراضات القوية من الولايات المتحدة ودول الناتو، بشأن شراء منظومة الصواريخ الروسية، مشيرةً إلى أن أردوغان حاول المناورة من خلال الزعم بأنه من حق بلاده السيادي شراء النظام الروسي.
وقالت الكاتبة، إن عملية الشراء لها تداعيات دائمة على العلاقة بين أنقرة وواشنطن، بل وحلف الناتو ككل، موضحةً أن الناتو لم يعد يعتمد على تركيا لمساعدتها في الدفاع عن سمائها، وأصبحت تركيا حليفاً غير موثوق به في الحلف، وهو ما أدى إلى تزايد المطالبات باستبعاد تركيا من الحلف. وأشارت إلى أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة، قد تتدهور بشكل أكبر، من خلال العقوبات التي سيتم فرضها من قبل الإدارة الأميركية والكونجرس. وتندرج العقوبات في قانون مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات، وتُفرض عندما يشتري شريك أميركي معدات عسكرية روسية.
وفي الإطار نفسه، أوضحت الكاتبة أن من صور الخلاف بين واشنطن وأنقرة تتمثل في توفير الولايات المتحدة الأسلحة والتدريب والدعم للأكراد السوريين، المعروفين باسم قوات سوريا الديمقراطية، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، فيما تعتبر تركيا هذه المجموعات على أنها «إرهابية»، مشيرةً إلى أن الخلافات بين أنقرة وواشنطن قد تدفع تركيا إلى مهاجمة مناطق هذه الجماعات.
وذكرت الكاتبة الأميركية، أن العلاقة بين البلدين كانت متوترة بالفعل وقت بيع الصواريخ الروسية، ويعزى ذلك جزئياً إلى سجن الحكومة التركية للقس الأميركي أندرو برونسون، الذي اتهمته تركيا بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل لعام 2016، وهو ما دفع واشنطن لفرض عقوبات على أنقرة، أضرت بالاقتصاد التركي، وتسببت في شقاق أعمق بين البلدين، إلى أن تراجعت تركيا وأطلقت سراح برونسون، في أكتوبر الماضي، لكنها ما زالت تدينه بسبب ما زعمت أنه كان يساعد الإرهاب. وأشارت الكاتبة، إلى أن تركيا من بين حفنة من الدول تدعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يواجه معارضة قوية ورفضاً من جانب الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وكندا. ويجعل هذا الموقف الأمر أكثر غرابة بين أعضاء الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعد من بين حوالي 50 دولة تعترف بزعيم المعارضة خوان جوايدو كزعيم حقيقي لفنزويلا، وهو مما تسبب في المزيد من التوتر بين الجانبين.
كما انتقدت أنقرة، مراراً واشنطن لقرارها إعادة فرض العقوبات على النفط الإيراني، بسبب الانتهاكات للاتفاق النووي لعام 2015، وهي الخطوة التي أضرت بتركيا لأنها لا تملك احتياطياتها الخاصة بها، ويجب عليها استيراد النفط والغاز. وأكدت الكاتبة، أن العامل الأخير في التوتر بين عضوي حلف الناتو، يكمن في رفض واشنطن الضغوط التركية لتسليم عبد الله جولن، الذي تتهمه الحكومة التركية بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل عام 2016، وهو ما يثير غضب أردوغان.