يوجد العديد من المبررات التي تدعو الى ضرورة تقديم برامج التدخل المبكر لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة أقرب ما تكون الى العادية، فالتدخل المبكر هو عملية تقديم الخدمات الطبية والتربوية والعلاجية الطبيعية والوظيفية والنطقية من خلال تصميم برامج تربوية فردية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم في السنوات الست الأولى من أعمارهم·
وتعتمد عملية التدخل المبكر على نظريات النمو الإنساني التي تحدد العوامل التي تيسر أو عتيق نمو الأطفال وعلى البحوث الميدانية في مجالات مختلفة مثل خصائص هؤلاء الأطفال والتأثير المبكر من الاستثارة أو الفوائد المباشرة لبرامج التدخل المبكر على الطفل والأسرة والمجتمع·
يسهم التدخل المبكر الى حد كبير في تأهيل وتطوير حياة الشخص المصاب بالتوحد، بحيث أثبتت الدراسات والتجارب العلمية ان تطور الحالة وتحسنها يكونان أفضل بكثير إذا كان الطفل يخضع لبرنامج تعليمي منظم بدرجة عالية ومكثف عند سن 2 - 3 سنوات لأن هناك فرصة أكبر لتطور نمو المخ عنده واكتساب الخبرات والتفاعل مع المحيط الذي حوله مما يؤدي الى تنمية القدرة المعرفية والاجتماعية لديه·
وهناك عدة أسباب تبرر أهمية التدخل المبكر لاضطراب التوحد وهي أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل تكون بعض المراكز العصبية والحسية في الجهاز العصبي لا تزال في طور التشكيل بحيث يكون من السهل تعديلها وتطويرها، كذلك فإن عدم الكشف عن المشكلة في مرحلة مبكرة يؤثر سلباً في مظاهر النمو الأخرى لدى الطفل· فعدم معالجة أنماط السلوك الحركي الشاذ لدى الطفل التوحدي يؤثر سلباً في مظاهر النمو الحركي والمعرفي لديه· كما أن الخبرة المبكرة لدى الأهل تلعب دوراً مهماً من خلال اتباعهم منذ السنوات الأولى من عمر الطفل، الأساليب العلمية التربوية السليمة للتعامل مع الطفل في هذا العمر من المرونة والقابلية للتغير مع تقليل الضغط والقلق الناتجين عن عدم معرفتهم الطرق والأساليب المناسبة للتعامل مع طفلهم وبالتالي التقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها وذلك لما يتصف به الطفل من هذا العمر في المرونة والتقليل من السلوكيات والقابلية للتغير إضافة الى تقليل الضغط والقلق الناتجين عن عدم معرفتهم الطرق والأساليب المناسبة للتعامل مع طفلهم·
فهناك دور كبير ومهم تلعبة الخبرة المبكرة في حياة الطفل من والدته ومن البيئة المحيطة به، فتأخر الأهل في الكشف عن المشكلة وما يعاني منه الطفل يؤدي الى التأخر في تقديم الخدمات المناسبة له، فالطفل التوحدي مثلاً الذي يعاني من ضعف شديد في اللغة إذا لم تتوفر له الخدمات العلاجية المناسبة في مرحلة مبكرة من عمره فيؤدي به ذلك الى التأخر في النمو اللغوي كمحصلة نهائية لأن التدخل المبكر يقوم بتسهيل تطوير نمو الطفل·
وأخيراً فإن التدخل المبكر يساعد الأهل في اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الاحتياجات المتوقعة لطفلهم فالأهل قد لا يستطيعون القيام بشكل مناسب بوظيفة تربية الطفل المعلق بسبب جهلهم للتقنيات أو لوقوعهم تحت ضغوط كبيرة نتيجة الأعباء الكثيرة التي تتطلبها·
بعض النصائح للأسر التي يعاني أحد أطفالها من التوحد:
' لابد من تحديد ما يجيده الطفل من جوانب الحياة المختلفة (الوجدانية، الاجتماعية، المعرفية، الحياتية·· الخ) والعمل على تنميتها·
' رعاية صحتهم النفسية عن طريق إشراكهم في الأنشطة والألعاب التربوية التي تساعدهم على الشعور بالأمن وتنمية الثقة بالنفس لديهم·
' تنمية قدرتهم على التعامل مع الآخرين عن طريق إشراكهم في المواقف والخبرات الاجتماعية والمناسبات المتكررة·
' مساعدتهم على استثمار أوقات فراغهم استثماراً قوياً عن طريق برنامج من النشاطات المتنوعة·
' مساعدتهم في تحقيق الاستقلال الاقتصادي ولو نسبياً بتأهيلهم نسبياً بشكل مناسب·
' يجب على الوالدين تجنب المواقف التي تثير غضب الطفل والابتعاد عنها·
ü كلمة أخيرة:
أسأل الله من كل قلبي أن يوفق أهالي الأطفال التوحديين، ويفعم قلوبهم بالحب والقوة والإرادة لرعاية هؤلاء الأطفال والله ولي التوفيق·
رشا محمد إعشيش
إخصائية التربية الخاصة المركز التخصصي لذوي الاحتياجات الخاصة - رأس الخيمة