رأس الخيمة ـ صبحي بحيري:
يقضي المواطن عبدالرحمن الشرهان معظم ساعات يومه داخل مغسلة السيارات التي يملكها برأس الخيمة ولا يجد عيبا في أن يقوم هو بنفسه بتنظيف سيارة أي 'زبون' اذا اقتضت الضرورة ذلك، وهذا يحدث كثيرا في أيام الأعياد والعطلات الرسمية التي تزيد فيها أعداد السيارات المترددة على مغسلته التي اختار لها اسم 'الغواص'·
فالمشروع الذي بدأ قبل سنوات قليلة بان محلا متواضعا لغسيل السيارات بات اليوم مكانا مفضلا للعديد من ابناء الإمارة بعد ان تطور على مدى السنوات الماضية لتلحق به استراحة للسيدات ومسجد الى جانب استراحة الرجال المكشوفة التي يستطيع من خلالها 'الزبون' متابعة تنظيف سيارته والحصول على الخدمة الجيدة·
ولأن عقل عبدالرحمن الشرهان لا يتوقف عن التفكير في طريقة تطوير مشروعه، فقد ابتدع العديد من الاساليب لجذب الزبائن فهو يستخدم مواد تنظيف مستوردة من المانيا·· ويحصل العاملون معه على دورات تدريبية في طريقة معاملة الزبائن، بل انه نظم مسابقة لهؤلاء الزبائن شارك فيها 13 ألف متسابق تحددت جائزتها الأولى بسيارة هيونداي فاز بها احد المترددين على مغسلته·
واخيرا ابتدع خدمة توصيل الطلبات للمنازل على طريقة مطاعم الوجبات السريعة حيث يستطيع الزبون ان يغسل سيارته وهو داخل بيته بأن يأتي سائق من المحطة الى صاحب السيارة في بيته وينقل السيارة الى المحطة لتنظيفها وإعادتها مرة ثانية بما يوفر خدمة التوصيل الى المنازل على حد قوله·
بداية صعبة
يذكر الشرهان ان بدايته كانت غاية في الصعوبة فإلى جانب التعقيدات الروتينية في الحصول على الترخيص كانت البداية المتواضعة، لكن سرعان ما تم تجاوز هذه الصعوبات خلال العام الأول من العمل حيث كان الرجل يعمل بيده مع عامل آسيوي وتكونت لديه خبرة كبيرة في هذا المجال، كان العائد يعادل 50 درهما اسبوعيا حيث كان رأس مال المشروع 20 الف درهم كلها كانت للتجهيزات والايجار· اما اليوم فان رأس مال المشروع يزيد عن 200 الف درهم ويعمل لديه 9 عمال ولا يوجد احد في رأس الخيمة لا يعرف 'الغواص' والزبائن هم من المواطنين والاجانب·
يتذكر عبدالرحمن الشرهان كيف قوبل 'بحرب' شعواء من جانب الآسيويين الذين يحتكرون هذه الخدمة، وكيف استطاع ان يواجه كل ذلك حتى تحقق له ما اراد· يقول: عرض عليّ احدهم تأجير المغسلة مقابل مبلغ شهري فرفضت حيث كان هدفي تحقيق النجاح واثبات ان المواطن اذا اراد ان يدير مشروعا صغيرا فإنه قادر على ان يحوله الى مشروع كبير طالما تابع هو بنفسه مراحل تطوره·
طوارئ العيد
يقول الشرهان: خلال الاجازات الكبيرة اعلن الطوارئ وتقريبا لا اترك المغسلة طوال ساعات النهار بعد نهاية الدوام الحكومي، واتابع كل صغيرة وكبيرة في المغسلة، واحيانا اعمل بيدي ولا أجد عيبا في ذلك حتى عندما يراني احد من الاخوة المواطنين الذين اعرفهم وانا اعمل بيدي فإن ذلك لا يمثل شيئا بالنسبة لي سوى ان العمل شرف· ويضيف: يستمر العمل في العيد حتى رابع ايامه·