مصطفى الديب (أبوظبي)
اختتمت أمس فعاليات مؤتمر قمة القادة الرياضيين العالميين الذي نظمه مجلس أبوظبي الرياضي، على مدار يومين، بمركز ياس للمؤتمرات بحلبة مرسى ياس، وواصل المؤتمر في يومه الثاني والختامي مناقشة العديد من الأمور التي تخص الرياضة بشكل عام، متطرقاً إلى عدد من مشاكل الرياضات بشكل خاص.
واستعرض ضيوف المؤتمر تجاربهم في 6 جلسات، على مدار 6 ساعات.
وكانت الجلسة الأولى من جلسات الأمس واحدة من بين أهم الجلسات، حيث استعرضت تجارب الأندية الكبرى والدوريات العالمية لطرق جذب المتابعين وكذلك المشجعين.
واستضافت الجلسة كلاً من فيل لينش الرئيس التنفيذي للإعلام في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وماييت فينتورا المدير العام لـ «لاليجا» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتحدث الثنائي عن تجربة كل منهما الشخصية مع مؤسسته، وكيفية الارتباط بالمشجعين وربطهم بالنادي والكيان، وقال لينش: «نحن في نادي مانشستر يونايتد (الشياطين الحمر) لدينا قاعدة جماهير كبيرة على مستوى العالم، وليس في أوروبا أو إنجلترا فقط، لذلك وجب علينا التعامل مع مختلف الجنسيات بالطريقة التي تتناسب معهم وباللغة التي تصل لهم، لاسيما لغتهم الأم».
وأضاف: «إذا أردت أن تصل إلى شخص وإلى أعماقه وتريد تحريك مشاعره أو انفعالاته، فلا بد من الحديث معه والوصول إليه بلغته الأم وليس بلغتك أنت، وهذا بالفعل ما نفعله، حيث إن لدينا فريق عمل لكل منطقة ومتخصصون في اللغات من أهل البلاد والمناطق، لنتعرف منهم على الطريقة المثلي للوصول لقلب مشجع النادي في هذا المكان أو تلك البلد».
وتابع: «نادينا كبير ولديه عشاق متحمسون للغاية؛ لذلك وجب علينا مراعاة الحماس الشديد لدى عشاق النادي، وكذلك مراعاة الوضع العام للفريق باحتواء الغضب الجماهيري».
واعترف الرئيس التنفيذي للإعلام في مانشستر يونايتد، بأن ناديه يعاني كثيراً سوء النتائج في السنوات الأخيرة، وقال: نعرف جيداً أننا نعاني تدني المستوى في الفترة الأخيرة، لذلك وجب علينا مراعاة مشاعر الجماهير عند التعامل معهم وفي الردود عليهم، في ظل هذه الحالة الحزينة التي وصل إليها الجميع».
وتابع: «تعرفون أن عدد المتتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بالملايين، وبكل تأكيد لن ترضي الجميع، لذلك يجب عليك أن تكون على الحياد فيما يخص المشاعر وأن تحتويها بشكل جيد، من أجل استمرار الجماهير في تشجيع النادي، خاصة هؤلاء الذين لا يعيشون داخل إنجلترا».
وعن تأثير وجود نجوم كبار بين صفوف الفريق، قال: بكل تأكيد عندما يكون لديك نجوم كبار أمر جيد، خاصة أن هناك عشاقاً لهم هم تحديداً، ونحن بلا شك استفدنا من تجارب العديدين أمثال كريستيانو رونالدو، الذي لا يزال تاريخه مع النادي وأهدافه تجلب الكثير من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أن ناديه استفاد من الدون، ويعتز كثيراً بالفترة التي قضاها داخل النادي».
على الجانب الآخر، اتفقت ماييت فينتورا مع رأي لينش في ضرورة الوصول إلى قلب المشجع وعقله عن طريق لغته، وقالت: «الدوري الإسباني لديه مشجعون في شتى أنحاء العالم، ولنا العديد من التجارب الجيدة مع المشجعين خارج إسبانيا، مؤكدة أن مؤسسة (لاليجا) لها أفرع كثيرة في شتى أنحاء المعمورة؛ بهدف مزيد من العشاق».
وقالت: «(لاليجا) ليس مجرد مشروع رياضي ولكنه مشروع حياة ورسالة، ونحن نعمل دوماً على تطوير البنية التحتية للعديد من المناطق، خاصة الفئات التي تعاني، وفي الشرق الأوسط لنا تجربة غاية في الروعة مع مخيمات اللاجئين في الأردن، حيث قمنا بتطوير البنية الرياضية من أجل ممارسة الكرة، ونظمنا العديد من المسابقات التي حققت نجاحات كبيرة للغاية».
ونفت المدير العام لـ «لاليجا في الشرق الأوسط» أن يكون هناك أي تأثر سلبي برحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، وقالت: بكل تأكيد، هو لاعب رائع ونجم كبير، لكننا بعد رحيله زاد عدد جمهورنا، كما زادت الرعايات بنسبة 20 %، الأمر الذي يؤكد أننا نعتمد على العمل المؤسسي واسم الكيان.
كما أكدت أن «لاليجا» يعمل دوماً من أجل الكيان، ويعتمد على اسم الدوري الإسباني وقوته، مشددة على أن الحال ينطبق على ليونيل ميسي، في حال رحيله عن برشلونة.
العامري: ياس المستفيد الأكبر
قال الطارق العامري، الرئيس التنفيذي لحلبة مرسى ياس التي تستضيف الحدث، إن الحلبة هي المستفيد الأكبر من خلال وجود كوكبة من الشخصيات الرياضية الرائعة، وأكد أن فريق عمله استفاد كثيراً من المؤتمر من خلال التواصل مع شخصيات عديدة، خاصة تلك التي ترتبط برياضة السيارات حول العالم.
ووجه الشكر إلى مجلس أبوظبي الرياضي على هذا العمل الرائع، متمنياً أن يكون الجميع قد استفاد من وجود هذه الشخصيات في هذا الحدث الرائع والمتميز.
«الاتحاد للطيران» نموذج النجاح في عالم الرعاية
شهدت الجلسة الثالثة من المؤتمر أمس، استعراض التجارب الناجحة في الرعاية الرياضية العالمية، وتحدث خلالها ياسر اليوسف نائب رئيس الشراكات التجارية بـ«طيران الاتحاد»، وكذلك جيم فان ستون رئيس بيزنس أوبس مونيومنتال للرياضة والترفيه. واستعرض اليوسف التجارب الناجحة لـ«الاتحاد للطيران»، أبرزها رعاية مانشستر سيتي التي تعد نموذج للرعاية الناجحة، وكذلك رعاية جولة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 التي تقام في حلبة ياس كل عام، وأكد أن المكاسب لكافة الأطراف، سواء المؤسسات الرياضية أو المؤسسات الاقتصادية الراعية. وشدد على أن شركته تعد مثالاً يحتذى به في هذا المجال الرياضي الاقتصادي الذي أصبح صناعة كبرى. وتواصلت جلسات المؤتمر بالجلسة الرابعة التي استعرضت أيضاً جانباً مشتركاً بين الرياضة والاقتصاد، وكيفية ظهور العلامات التجارية الإقليمية على الساحة العالمية من خلال الرياضة، وتحدث خلالها فريدريك جي ميلكر المدير العام لبنك رأس الخيمة، وفهد باهديلة مساعد المدير العام للاتصال المؤسسي والمتحدث الرسمي للخطوط السعودية. أما الجلسة الخامسة، فناقشت متطلبات التخطيط لمستقبل رياضة السيارات، ووضعت عدداً من النصائح الخاصة لتطوير هذه الرياضة الشائقة على لسان كاثرين بوند موير الرئيس التنفيذي لدبليو سيريس لرياضة السيارات، فيما كان ختام جلسات الحدث مع كلير بريفال الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة الشبكة الذي ناقش مع نخبة من مسؤولي الاتحادات الرياضة سبل تطوير رياضاتهم.
1000000 تذكرة كريكيت
تحدث سانجاي بانيل المدير العام لمجلس إنجلترا وويلز للكريكيت، عن سياسة مجلسه في جذب الجماهير ونشر اللعبة، وقال: «نعرف أن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، لكن في إنجلترا وويلز الكريكيت لها شعبية كبيرة أيضاً، ويكفي القول إن هناك مليون مشجع سنوياً يشترون تذاكر مباريات اللعبة، وهو رقم كبير بكل المقاييس يؤكد أن الكريكيت لها عشاقها الكثر رغم تراجع شعبيتها بعض الشيء في الفترة الأخيرة». وشدد على أن هناك أكثر من عشرة ملايين متابع للعبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو دليل ثانٍ على أن القاعدة الجماهيرية عظيمة وكبيرة. وشدد على أن هناك استراتيجية جديدة للتعامل مع المستجدات، والجميع يحاول الابتكار في كيفية الوصول لأكبر عدد من المشجعين من شتى أنحاء العالم. وأكد بانيل في حديثه أن تجربة الكريكيت في إنجلترا وويلز تجربة محفزة للغاية، وتؤكد دوماً أنه لا يوجد مستحيل، وبالعمل والابتكار سوف تصل لقلب وعقل الجماهير.