12 يوليو 2010 20:25
«الزراعة لوحة من الألوان ترسم فيها كيف تشاء وبأفكار محددة، تستطيع أن تجني منها وتستفيد استفادة مادية إن أردت، لما للون الأخضر من وقع في النفس». بهذه العبارة يبدأ خليفة أحمد القبيسي حديثه منساباً ومتدفقاً كمن يروي عن تجربة خالطت مشاعره.
يقول المواطن خليفة القبيسي، صاحب المزرعة في سيح الخير، التي تنتج ثماراً مميزة تأخذ أشكال القلوب والنجوم، إنَّه امتلك مزرعته من توزيعات الدولة في العام 1997، وتبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع، وفيها 250 نخلة و40 بيتاً بلاستيكياً لزراعة الخيار، مساحة كل بيت 320 متراً مربعاً.
ويضيف: اكتشفت مع الوقت أن الزراعة هي أضمن ما يمكن للمرء أن ينجزه على المدى البعيد؛ كونها الاقتصاد الحقيقي المبني على قيمة واقعية، إضافة إلى ما تمنحه من شعور الارتباط بالأرض، والإحساس النفسي المنغرس في أعماق الوجدان، والسعادة التي يشعر بها المرء حين يقوم بعمل مفيد للأرض والإنسان والطير، ناهيك عن الهدف الأساسي وهو زيادة وتأمين غذاء البلد. ويضيف: انطلاقاً من هذا الشعور، وبفضل الدعم الحكومي بدأت المرحلة الأولى، وأنا الآن بصدد بناء أربعين بيتاً بلاستيكياً جديداً وبنفس القياسات، تروى بنظام الزراعة المائية، وفي هذا المجال سنستفيد من دعم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وصندوق خليفة لدعم المشاريع، والطرفان يدعمان المواطنين من اجل إنشاء الزراعة المائية.
وعن كيف بدأت الفكرة فكرة تشكيل الثمار ذات المواصفات المختلفة، وما إذا كانت فضولا أم ذكاء في التسويق؟
يقول خليفة أنه كثيراً ما وصلت إليه رسائل عبر البريد الإلكتروني، تروج لنوع من القوالب تجعل لثمار الشجر أشكالاً مغايرة للمألوف، فأثارت فضوله، وحين بحث اكتشف أنها من اليابان، وهو مشروع تقدم به طلبة كلية الزراعة بطوكيو. مشيرا إلى أنه كان بإمكانه الشراء عبر الإنترنت، لكنه توجه إلى اليابان و اطلع على الفكرة عن كثب، وبعد المعاينة قام بشراء القوالب، وأردف مبتسماً: نحن الآن ننتج حوالي 60 طناً شهرياً، أي 180 طناً خلال موسم الحصاد، من النجوم والقلوب. ويبين المزروعي أنه بالإضافة إلى الفكرة التسويقية من وراء المشروع، ثمة فائدة معنوية وإحساس جميل بالراحة والطمأنينة، «حين ترى أن ما كان بالأمس خواطر وتصورات أصبح حقيقة يراها الناس ويدهشون لها، لكنها دهشة جاذبة ومفيدة، فحتى الأطفال الذين لا يحبون الخيار، تراهم يأكلونه إكراماً لأشكاله المتنوعة.
ويضيف: صحيح أن الكثير من الناس اعتقدوا في البداية أن الخيار هذا مصنوع من قوالب بلاستيكية للزينة أو الديكور، ولكنهم صاروا يعلمون الآن أنَّه مادة غذائية مألوفة بثوب جيد. يرى خليفة أن ثمار القلوب والنجوم لن تطرح مشكلة تسويقية، خاصة انه بدأ الإنتاج الفعلي منذ ثلاثة أشهر، ورغم أنه لم يقم بتسويق المادة لحد الآن، فهو يعتقد أن السوق المحلي يحتاج إلى مادة طازجة، وهذا ما يجري توفيره، إضافة إلى تميز المادة المنتجة. وهو لا يتمالك نفسه من الابتسام قبل أن يقول: نحن نسوق القلوب والنجوم في عز الظهيرة، ومع توجه الحكومة لشراء الإنتاج الزراعي الجيد وإن كانت أولويات الشراء الآن للزراعة العضوية، إلا أننا نتلقى دعماً من الجهات الحكومية في مجال التسويق، وللدولة سياسة واضحة في هذا الإطار.
ويوضح خليفة أنه اختار الخيار لأن دورة حصاده لا تتعدى الشهر الواحد، بثلاثة مواسم حصاد، كما أنه أقل تعرضاً للآفات الزراعية، وهو مطلوب بكثرة ولا يغطي الإنتاج المحلي منه سوى نسبة 10% من استهلاك السوق الوطنية، مشيرا إلى أنه اتجه نحو الزراعة في إطار توجه الحكومة إلى تقليل الاستيراد وزيادة الناتج المحلي.
يطالب خليفة الشباب بالتوجه إلى الاقتصاد الحقيقي، واستغلال الفرص السانحة التي توفرها الدولة، ويضيف أن الأفكار الاستثمارية الخلاقة للشباب والدعم السخي الذي توفره الدولة لا بد أن يرفعا من شأن هذا الوطن، منبهاً إلى أن الشباب يستطيع التنسيق مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الذي يقوم بالإرشاد والدعم والتوجيه.
المصدر: المنطقة الغربية