السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفـيرا الإمارات والصين لـ «الاتحاد»: شراكتنا استراتيجية

سفـيرا الإمارات والصين لـ «الاتحاد»: شراكتنا استراتيجية
21 يوليو 2019 03:37

حوار: أحمد عبدالعزيز

أكد الدكتور علي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، وني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من المحطات التاريخية للعلاقات الإماراتية- الصينية.. تاريخية بتوقيتها وبالظروف العالمية التي تحيط بها لا سيما الاقتصادية.
وأشارا في حوارين مع «الاتحاد» بمناسبة الزيارة إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين في أفضل فتراتها وترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل، وأن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات العام الماضي، رفعت العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وأوضح الظاهري، وني جيان، أن الزيارة ستشهد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، وتوقعا تحقيق إنجازات مؤثرة تطال مختلف القطاعات، تضاف إلى الاتفاقيات السابقة، التي شملت مجالات الطاقة والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة والفضاء وغيرها.
وقال السفيران: تأتي الزيارة لتؤكد متانة العلاقات التي بدأت في عام 1971 وتكرس ما بناه المغفــور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من علاقات قوامها التسامح.

علي الظاهري: حصاد الزيارة.. قريباً
أشار الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محطة جديدة من المحطات التاريخية للعلاقات الإماراتية - الصينية، فهي زيارة تاريخية في توقيتها والظروف العالمية التي تحيط بها، لا سيما الاقتصادية، فجمهورية الصين الشعبية تعيش عصرها الذهبي في مختلف المجالات، ويمكننا رؤية ذلك من حجم مبادرة الحزام والطريق التي تستهدف ربط العالم بسلسلة من الطرق البرية والبحرية والجوية، فهي مبادرة تتجاوز مفهوم الطموح.
وقال الظاهري في حوار خاص مع «الاتحاد»، بمناسبة الزيارة: «يرى الإماراتيون نتائج الزيارة في القريب العاجل، ويستمر حصاد مخرجاتها لفترة طويلة مستقبلاً، فالمشروع الوطني لجمهورية الصين الشعبية، يضع في طريقه محطات دولية بعيدة عنها جغرافياً وأهدافاً اقتصادية تتطلب شركاء مؤهلين لحمل مسؤوليات جسام، ولهذا تضع القيادة الصينية في اعتباراتها أن دولة الإمارات العربية المتحدة البوابة الرئيسة والشريك المثالي لتحقيق هذه الأهداف، ولبلوغ تلك المحطات».
وأضاف: «تسهم الزيارة في تعميق العلاقات الثنائية وتوسعة مجالاتها، وبنائها على أسس جديدة ترتقي إلى مستويات أعلى من الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم الإعلان عنها في يوليو من العام الماضي خلال الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وما نتج عنها من اتفاقيات وتفاهمات، والتي حملت في طياتها إعلان مرحلة جديدة من التعاون، فمنذ تلك الزيارة دخلت العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في حقبة من التعاون المتنوع، ورفعت من سقف طموحات الدولتين».
وأضاف: «تشهد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، ونتوقع تحقيق إنجازات مؤثرة تطال مختلف القطاعات، تضاف إلى الاتفاقيات السابقة التي شملت مجالات الطاقة والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة والفضاء وغيرها، إذ تحرص الإمارات العربية المتحدة على تعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع الصين، وتتبنى نظرة طويلة المدى تهدف إلى علاقة استراتيجية شاملة ومتجددة».
وأوضح أن الزيارة تحمل مناسبة مهمة، حيث تستعد سفارة الدولة لدى الصين للاحتفال بمناسبة مرور 35 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وهي مناسبة تحمل خصوصية مهمة في العلاقات الثنائية. إننا إذ نسعى للوصول إلى مستويات عالية من العلاقات الطيبة مع جمهورية الصين الشعبية، نضع بذلك في اعتبارنا العمل بوصايا الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي دعا فيها إلى بناء العلاقات الدولية على أسس من الصداقة الحقيقية والتسامح وقبول الآخر والتنمية، وتحقيق المنفعة المتبادلة للشعوب.

علاقات تاريخية
وبيّن السفير الظاهري أن «علاقاتنا مع جمهورية الصين الشعبية، منذ بداياتها، بنيت على أسس متينة تمثلت في زيارة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1990، والتي سبقتها زيارات رفيعة المستوى كزيارة الرئيس الصيني، آنذاك، يانغ شون كون عام 1989، كما تميزت بتوافق في الرؤى والمبادئ، وبالأهداف التنموية الرامية لتحقيق الرفاهية للشعبين الصديقين».
ويضيف الظاهري: «شاركت الإمارات في المنتدى الثاني لـ (الحزام والطريق)، خلال شهر أبريل الماضي، حيث تعتبر الإمارات شريكاً استراتيجياً فيه، وهي عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الداعم الاستثماري الأكبر في تأهيل وتشييد مشاريع البنية التحتية الآسيوية المستدامة، ومختلف القطاعات الإنتاجية الأخرى في دول العالم التي تقع ضمن نطاق مبادرة الحزام والطريق».
وقال: «المنتدى فرصة لتعزيز العلاقات مع جمهورية الصين وبين جميع الدول المنخرطة في مبادرة الحزام والطريق، خصوصاً في هذه المرحلة التمهيدية، حيث تسنى للمشاركين فيه التعرف إلى تطلعات بعضهم بعضاً، كما فتح للجميع آفاقاً جديدة للتنسيق المتبادل والعمل المشترك».
وأشار إلى أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة تنظر بتفاؤل لمبادرة الحزام والطريق، وبإعجاب كبير للطموح الصيني وبكل ما يحمله من أهداف ومبادئ إنسانية سامية تسعى للرقي بالإنسان وتوفير الحياة الكريمة له، وبالتالي فإن كل ما تمخض عن هذه المبادرة من فعاليات، سواء هذا المنتدى أو غيره من المحافل الدولية المتعلقة بهذه المبادرة، أمر يعنينا بشكل مباشر ويتصدر قائمة أولوياتنا، لاسيما مشاريع البنية التحتية المندرجة تحت مظلة هذه المبادرة التي بدأت مراحل تنفيذها فعلياً على أرض الإمارات مبكراً، كالتعاون في مجال الاتصالات والتقنيات الحديثة والملاحة البحرية والموانئ كمشروع المدينة الصناعية الإماراتية - الصينية في ميناء خليفة الممولة من صندوق طريق الحرير الصيني».

التبادل التجاري
عن التعاون في مجال التجارة والاستثمار، قال السفير الظاهري: «لقد تضاعف حجم التبادل التجاري بين الدولتين منذ نشأة العلاقات بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي، مئات المرات، ومن المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري في العام 2020 المقبل إلى 257 مليار درهم إماراتي، أي ما يقارب 70 مليار دولار، ما يشكل زيادة ملحوظة ترسم تصاعداً مطرداً لمنحنى التبادل التجاري بين الدولتين، ويبشر باستمرار هذا التصاعد، فقد وصلت مؤخراً حصة الإمارات من صادرات الصين للدول العربية إلى 30%، فيما بلغ 22% من إجمالي التجارة العربية الصينية، وتوجد أكثر من 4200 شركة صينية عاملة بالدولة، وبحدود 5000 علامة تجارية صينية مسجلة في الإمارات، إضافة إلى 289 وكالة تجارية».

المليون سائح
قال الظاهري، إن الإمارات استطاعت أن تجذب ما يزيد على 44% من مجمل الاستثمارات الصينية في العالم العربي، وتستحوذ حالياً على 75% من الاستثمارات الصينية المباشرة في دول التعاون، ومن ناحية أخرى تعتبر الإمارات وجهة واعدة للسياحة الصينية، لاسيما بعد تفعيل قرار إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول المسبقة في نوفمبر 2016، ومنذ ذلك الحين يزور الإمارات قرابة المليون سائح صيني سنوياً.

ني جيان: الثقة.. هدف مشترك
أكد ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى بكين تأتي بعد الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ للإمارات في يوليو من العام الماضي، الأمر الذي يعكس مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط البلدين، ومدى أهمية العلاقات الثنائية، ويضع معلماً جديداً في مسيرة تطور العلاقات.
وقال في حوار خاص لـ «الاتحاد»: «إنه في عام 2015، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة موفقة إلى الصين، وفي يوليو الماضي، قام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى الإمارات. وتأتي زيارة سموه الحالية لتعكس مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط بين البلدين، ومدى أهمية العلاقات الثنائية، وتضع معلماً جديداً في مسيرة تطور العلاقات».
وأضاف «الزيارة تساهم في مواصلة توطيد وتعميق الثقة السياسية والاستراتيجية المتبادلة والارتقاء بشكل كامل بمستوى التعاون في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والشعبية والتكنولوجية بين البلدين، بما يثري مقومات علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ويفتح صفحة جديدة ناصعة تكتب عليها الصداقة الصينية - الإماراتية»، مشيراً إلى أنه خلال الزيارة سيوقع الجانبان مذكرات تفاهم واتفاقيات عدة، تخص مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية.

علاقات دبلوماسية
وعن التقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية من خلال القنوات الدبلوماسية، قال السفير الصيني لدى الدولة: «على الرغم من المسافة التي تفصل بين البلدين، إلا أن الأخوّة بين الصين والإمارات تضرب جذورها في أعماق التاريخ وتزداد رسوخاً على مر السنين. وفي السنوات المنصرمة، احتفظ البلدان بالتنسيق والتشاور المكثف في السلك الدبلوماسي خلال المعاملات والصداقة المخلصة، ونحن متشاركون في السراء والضراء في طريق النضال، ولدينا تفاهم متبادل، والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والقضايا الكبرى. وأصبحت الإمارات اليوم أكبر دولة في المنطقة عمقاً من حيث درجة التعاون واتساعاً من حيث مجالاته وإثماراً من حيث نتائجه بالنسبة للصين، ولدينا الثقة بأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستحقق إنجازات أكثر إشراقاً في العصر الجديد، وذلك بفضل الرؤية الاستراتيجية للقيادة في البلدين وجهود الشعبين المشتركة».
وأشار السفير جيان إلى أن الإمارات تعد أكبر مقصد للعمل والسياحة للمواطنين الصينيين في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه ووفقاً للإحصاءات، يقترب عدد الجاليات الصينية في الإمارات من 200 ألف نسمة يعيشون ويعملون في مختلف المجالات.

التجارة والاستثمار
لفت السفير الصيني إلى أن الأرقام تشير إلى تطور العلاقات بين البلدين على صعيد التجارة الثنائية والتي بلغ حجمها 45.92 مليار دولار في عام 2018 بزيادة أكثر من 12% على أساس سنوي، من المتوقع أن تحافظ التجارة الثنائية على زخم نمو سريع في عام 2019.
وقال: «بلغ حجم الاستثمار الصيني في الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري، 500 مليون دولار، كما تشير الأرقام في نهاية عام 2017، إلى أن حجم الاستثمار الصيني المباشر في الإمارات بلغ 9.09 مليار دولار، وبلغ حجم تدفق الاستثمار الصيني المباشر للإمارات 620 مليون دولار في العام ذاته (2017)».
وأضاف السفير جيان «تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للإمارات، حيث يجري تعاون البلدين في المجالين المالي والنقدي باستمرار، بما يعد محتوى مهماً في التعاون الثنائي، وتجسيداً حياً في التنمية الاقتصادية والتجارية عالية الجودة بين البلدين. في الواقع، وقعت الصين مع الإمارات على اتفاقية تبادل العملة في عام 2012. وفي الوقت الراهن، نجحت الصين والإمارات في تنفيذ المرحلة الثانية للاتفاقية وتم إنشاء مركز مقاصة الرنمينبي في الإمارات في عام 2017 تحت إشراف فرع البنك الزراعي الصيني في دبي». وفي عام 2018، عقد البنكان المركزيان الصيني والإماراتي منتدى الرنمينبي الذي كان يسلط الضوء على استخدام ائتمان الرنمينبي وعملية طلب استخدامه. بفضل جهود البلدين المشتركة، لقيت الرنمينبي رواجاً واسعاً من قبل شركات البلدين حتى وصل حجم التسوية بالرنمينبي إلى 49 مليار يوان صيني في الإمارات في عام 2018، بزيادة 4 أضعاف على أساس سنوي، ويقوم الجانبان الآن بالتواصل والتنسيق حول المرحلة الجديدة لتبادل العملة، بما يكفل تطوراً جديداً للتعاون الثنائي في مجال الرنمينبي».
عن الاستثمارات الإماراتية في الصين، قال السفير جيان: «وفقاً لإحصاءات وزارة التجارة، قامت دولة الإمارات في عام 2018 بالاستثمار في 31 مشروعاً بشكل مباشر في الصين بزيادة 19.23% على أساس سنوي، وكلفت 25.68 مليون دولار في الاستخدام الفعلي للاستثمار الأجنبي بزيادة 89.24% على أساس سنوي».
وعن الحماية القانونية للاستثمارات الأجنبية في الصين، قال السفير جيان: «إن 15 مارس 2019، شهد إقرار الاجتماع الثاني للدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، قانون الاستثمار الأجنبي لجمهورية الصين الشعبية الذي سيتم تنفيذه اعتباراً من 1 يناير عام 2020. ومن أجل ضمان تنفيذ القانون بانسياب، تسعى الجهات الصينية المختصة الآن إلى صياغة سلسلة من اللوائح الداعمة للقانون. وخلال العقود الماضية، ظلت الصين من أكثر الأسواق شعبية عالمياً للاستثمار الأجنبي، حيث إن الحكومة الصينية تبذل ما في وسعها لحماية الشركات العاملة فيها».

مكافحة الإرهاب
وعن التعاون في مكافحة الإرهاب، قال جيان: «في هذه السنوات، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً متسارعاً، حيث يسعى الجانبان إلى تعميق التعاون في تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب. وإن الصين على استعداد للعمل مع الإمارات على حسن تنفيذ توافق مهم بشأن التشاور في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب بناء على المساواة والثقة والمنفعة المتبادلتين، بما يصون الأمن والاستقرار في المنطقة».

الاستثمارات الإماراتية
أوضح السفير الظاهري أن قائمة أبرز الشركات الإماراتية المستثمرة بالصين تشمل إعمار العقارية، وأدنوك، ومبادلة، وموانئ دبي العالمية، وبنك الاتحاد الوطني، وبنك أبوظبي الأول، وبنك أبوظبي التجاري، ودناتا، وسيراميك رأس الخيمة، وبروج، إلى جانب استثمار التكنولوجيا المتطورة، والإمارات العالمية للألمنيوم، والأوائل القابضة، وتجاري وعالم المناطق الاقتصادية، ومجموعة بالحصا، ومجموعة جميرا.

عام التسامح
قال السفير الظاهري: «مبادراتنا المرتبطة بعام التسامح لم تتوقف منذ بداية العام، وتمثلت بمشاركاتنا بالفعاليات المتعلقة بالطفل وأصحاب الهمم، إضافة إلى مبادرات التبادل الثقافي الهادفة إلى تعزيز التقارب بين الثقافتين الإماراتية والصينية، والتي يقوم بها مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، ومن ناحية أخرى نواظب على التعريف بعام التسامح من خلال مشاركاتنا الإعلامية والمقابلات الصحفية مع مختلف وسائل الإعلام الصينية والعالمية». وأضاف «تزايدت أنشطة سفارة الدولة في بكين، مؤخراً، نظراً للمستجدات التي فرضها تقدم الأعمال المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق، والتي تتشعب محاورها لتشمل مختلف نواحي الحياة بما فيها الاجتماعية والثقافية، ما خلق فرصاً كثيرة لطرح مفهوم التسامح الذي يشكل أحد أهم المبادئ التي قامت عليها دولتنا، والذي تجسد بإعلان الدولة عام 2019 عاماً للتسامح». وأشار إلى أنه من هذه الأنشطة التي رافقت مؤتمر حوار الحضارات الذي عقد في مايو الماضي، معرض الحضارات الآسيوية 2019 الذي أقمنا فيه جناحاً إماراتياً يعرض الموروث الثقافي والإنساني لدولة الإمارات.

مصالح مشتركة
قال ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة: «لو وجدنا التطابق بين مبادرة (الحزام والطريق) التي طرحها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ ومبادرة (إحياء طريق الحرير) التي طرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لندرك أن التشارك في بناء (الحزام والطريق) يتناسب مع مصالح الجانبين، ويضفي ديناميكية جديدة على تنمية البلدين».
وأضاف: «تشارك الشركات الصينية بنشاط في بناء السكك الحديدية والمطارات والموانئ والطرق والاتصالات الإماراتية، ما أسهم في تحسين البنية التحتية المحلية، وتعزيز التواصل والتبادل داخل الإمارات. وفي الوقت ذاته، يتم تشغيل صندوق الاستثمار الصيني الإماراتي المشترك بصورة سلسة، وقد أصبح نقطة جديدة تضيء التعاون العملي بين البلدين».

التعليم والثقافة
أكد السفير ني جيان، أن كل من الصين والإمارات يولي اهتماماً بالغاً بتفعيل التعاون التعليمي والثقافي، حيث تطورت المشاريع التعليمية والثقافية بين البلدين باستمرار، وينتشر تعلم «اللغة الصينية» في كل أرجاء الإمارات، حيث فتحت الصين معهد كونفوشيوس في إمارة أبوظبي وإمارة دبي، كل على حدة، بجانب المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتدريس اللغة الصينية في 200 مدرسة إماراتية، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الفرق الفنية الصينية عروضاً في الإمارات، كما دخل مشروع «مركز ثقافي صيني» في الإمارات حيز الإعداد.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©