أبوظبي (الاتحاد)
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من علماء الجيولوجيا لدى جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة جنوب فلوريدا، عن الآلية الكامنة وراء انهيار الكُتل والأنهار الجليدية في جزيرة جرينلاند واندفاعها نحو البحر، وهو ما يمثل اكتشافاً علمياً مهماً، وخاصة بالنسبة للمناطق الساحلية منخفضة المستوى مثل سواحل دولة الإمارات. وتكتسي الكتلة الأرضية لجزيرة جرينلاند، التي تزيد مساحتها على 2.1 مليون كيلومتر مربع، بالكتل والأنهار الجليدية على نطاق واسع مع المياه الذائبة منها، والتي تتسبب بحوالي خُمس ارتفاع منسوب مياه سطح البحر في العالم.
ورصدت الدراسة الآلية وراء «انهيار» جزء كبير من الكتل والأنهار الجليدية وانحدارها إلى البحر، لتكوّن جبالاً جليدية عائمة مثل تلك التي تسببت بحادثة غرق السفينة الشهيرة «تايتانيك». وسيتيح الاكتشاف الجديد للمجتمع العلمي وضع نموذج أفضل لتقييم أسباب فُقدان وذوبان الكتل الجلدية في جزيرة جرينلاند خلال الفترة المستقبلية، فضلاً عن تحديد مدى ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل عام.
ويُعتبر انهيار وذوبان الكُتل والأنهار الجليدية أحد أبرز النتائج المؤسفة لظاهرة التغيّر المناخي، وقد تكون عملية الانهيار أشبه بتحطّم هيكلٍ جليدي ضخم بحجم ناطحة سحاب شاهقة تسقط في البحر، وذلك اعتماداً على مدى ارتفاع النهر الجليدي، وقد وثّقت دنيز هولاند، المنسق اللوجستي لفريق جامعة نيويورك أبوظبي، واحدة من هذه الحوادث في مقطع فيديو.
وفي هذا السياق، قال البروفسور تيم ديكسون: «كان من الصعب وضع نموذج دقيق لآلية انهيار الكتل والأنهار الجليدية، ونعتقد أن مدى سرعة انهيار الأنهار الجليدية في جزيرة جرينلاند يُعتبر واحداً من أهم الأسرار المجهولة المرتبطة بارتفاع منسوب مياه البحر، كما أن انهيار الكتل والأنهار الجليدية كانت من الظواهر التي لطالما عجز العلماء عن فهم آليتها».
بدوره، قال ديفيد هولاند، الباحث الرئيسي في مركز التغيير العالمي لمستوى سطح البحر في جامعة نيويورك أبوظبي: «شكّل جمع البيانات من هذه المواقع النائية تحدياً كبيراً من الناحية اللوجستية، ولكنه أمر يستحق الجهد والعناء».
وقد انطلق فريق العلماء لزيارة جزيرة جرينلاند صيف عام 2016 بهدف تركيب نظام رادارٍ جديد يتيح فهم آلية الانهيار والذوبان ومراقبة الجليد البحري ضمن النطاق الواقع أمام الكُتل والأنهار الجليدية.
من جهة ثانية، قام فريق العُلماء بتطوير أسلوبٍ جديد يعتمد على نظام الرادار لإجراء قياس لمستوى ارتفاع خليط الجليد الواقع أمام النهر الجليدي المُتحرك «ياكوبسهافن»، وهو نهر جليدي رئيس في الجانب الغربي من جزيرة جرينلاند.