السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نشر القوات الأميركية في المملكة من أجل ردع إيران

نشر القوات الأميركية في المملكة من أجل ردع إيران
21 يوليو 2019 03:31

عمار يوسف (الرياض)

اتفق برلمانيون وخبراء عسكريون سعوديون على أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، على استضافة قوات أميركية، بالتزامن مع إطلاق القيادة المركزية بالجيش الأميركي عملية «الحارس» لتعزيز الاستقرار البحري، جاء في إطار استشعار البلدين لمسؤوليتهما في ضمان أمن وسلامة منطقة الخليج العربي وسير الملاحة الدولية في مضيق هرمز وخليجي عُمان وعدن في ظل التوتر الناجم عن الاستفزازات الإيرانية باستهداف واحتجاز ناقلات نفط.
وحولت الاستفزازات الإيرانية في مياه الخليج ومضيق هرمز بؤرة الاهتمام الدولي إلى المنطقة التي تعتبر أهم مصادر الطاقة العالمية وممرات عبورها، كما غيرت على نحو جوهري من الصياغة الاستراتيجية لأمن المنطقة الأكثر حيوية وتعقيداً على مستوى العالم، ما جعل من عملية «الحارس» المعلنة بالتزامن مع استقبال الرياض للقوات الأميركية ضرورية لتحقيق الردع العسكري وليس للدخول في حرب مع إيران. وقال خبراء لـ «الاتحاد» إن إعادة انتشار القوات الأميركية في السعودية والخليج ضرورة أملتها فرضيات نشوب أي حرب في المنطقة التي حولتها إيران بتصرفاتها إلى بؤرة توتر ساخنة، رغم عدم رغبة واشنطن ودول الخليج بالدخول في أي حرب.
ووصفت مصادر سياسية استقبال المملكة قوات أميركية بأنه يهدف للتنسيق المشترك لمنع إيران من زيادة التصعيد بمزيد من السلوكيات العدوانية من جهة، وحماية الممرات المائية الحيوية وعدم تعريض التجارة الدولية وإمدادات النفط للخطر، وبالتالي منع حدوث أي حرب تهدد العالم من جهة ثانية، وقالت لـ«الاتحاد»: «مواقف المملكة معروفة بأنها دولة سلام وليست دولة حرب. لكنها ستتخذ كل الإجراءات التي تحفظ سلامتها وأمنها واستقرارها بالتعاون مع دول العالم لمواجهة العبث الإيراني بالمزيد من الضغط الاقتصادي والدبلوماسي».
وقال عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم النحاس لـ«الاتحاد»: إن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استقبال المملكة، قوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة، جاءت نتيجة رغبة الرياض في ردع إيران ومنعها من جر المنطقة إلى حرب جديدة وهو ما لا تريده السعودية أو دول الخليج أو أميركا أو بقية دول العالم لأن أي حرب ستدخل العالم في أزمة اقتصادية خانقة وسترفع أسعار النفط فوق الـ 100 دولار للبرميل، هذا إذا لم تقطع تدفقات النفط أصلاً.
من جهته، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء متقاعد د. عبد العزيز بن عبدالله الغامدي أن إعادة واشنطن نشر قواتها في السعودية تؤكد علاقتها الاستراتيجية مع المملكة، وتؤكد قوة التحالف السعودي الأميركي الذي مضى عليه أكثر من نصف قرن من الزمان، فضلاً عن أن السعودية وشقيقاتها في دول مجلس التعاون لديها اتفاقيات تعاون مع الولايات المتحدة الملتزمة أصلاً بحماية أمن وسلامة منطقة الخليج وتعزيز علاقتها مع شركائها في المنطقة. وأضاف أن إعلان القيادة المركزية الأميركية تحضيرها لعملية «الحارس» البحرية في منطقة الخليج العربي، بالتزامن مع إعادة التموضع العسكري الأميركي في مياه الخليج يمثل رادعاً عسكرياً لإيران التي لا تعرف إلا منطق القوة، مشيراً إلى أن الاعتداءات التخريبية على السفن الأربع قبالة الإمارات، والهجوم الإرهابي الحوثي على خط النفط وسط المملكة، وأخيراً احتجاز الناقلات النفطية يؤكد أن إيران تريد أن تدفع المنطقة نحو حرب كارثية بينما السعودية وحلفاءها تبحث عما يردع إيران لعدم جر المنطقة إلى حرب جديدة.
وشدد الخبير العسكري العميد متقاعد حسين بن عبد الله الزهراني على أن ضمان الأمن الخليجي أولوية قصوى للسعودية ولحلفائها الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، باعتبارها القوة الوحيدة المؤهلة عسكرياً لدعم القوة الخليجية الوطنية لحماية المنطقة، ولتمكين حرية الملاحة في المنطقة وحماية ممرات الشحن الحيوية وخفض التوترات في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي ومضيق «هرمز» ومضيق «باب المندب» وخليج عُمان. وقال الزهراني: إن المملكة العربية السعودية تقف حائطاً منيعاً في وجه المشروع الإيراني التخريبي وإن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استقبال المملكة لقوات أميركية هدفه ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقراره، مشيراً إلى أن الرسالة الأقوى خلف انتشار القوات الأميركية هي أن إيران لن تستطيع الاعتداء على التحالف الأميركي الخليجي.

استمرار تمرين «القائد المتحمس 2019»
تواصل وحدات القوات البرية الملكية السعودية والقوات الأميركية تنفيذ التدريب المشترك «القائد المتحمس 2019» الذي تستمر فعالياته خلال الشهر الجاري بمدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن التمرين يأتي في إطار العلاقات العسكرية المتميزة بين البلدين، وبما يؤكد قدرة الجانبين على تنفيذ عمل جماعي مشترك لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة. واطلع قائد المنطقة الشمالية اللواء الركن صالح بن أحمد الزهراني في جولة ميدانية على فعاليات التمرين، وحضر الندوة المصاحبة «توحيد المفاهيم لإدارة المجال الجوي»، بعد ذلك توجه إلى الخلايا المشاركة، ومنها خلية طائرة من دون طيار وخلية هيئة السيطرة على التمرين وخلايا تنفيذ التمارين وما تتضمنه من مشبهات للتدريب والتأكد من إجراءات تنفيذ فعاليات التمرين بوساطة المشغلين من الجانبين الذين يعملون جنباً إلى جنب لتطوير وتوحيد المفاهيم وضمان العمل المشترك.
وأوضح مدير التمرين اللواء الركن محمد بن محسن السناني أن الأنشطة التدريبية تضمنت تنفيذ تمارين مراكز القيادة في ألوية المدفعية والتدريب على إجراءات تخطيط المدفعية ودور منسق النيران بعملية صنع القرار العسكري في عمليات الفرقة، إضافة إلى التركيز على دور لواء المدفعية في عمليات الاستهداف واستخدام الطائرة من دون طيار، وكذلك التدريب على إجراءات تنسيق الإسناد الجوي القريب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©