رضا سليم (دبي)
تزهو العلاقات الرياضية بين الإمارات والصين من عام لآخر، وتزداد قوة وتماسكاً عبر اتفاقيات تحولت إلى شراكات أعمق لبناء جسر من التعاون بين الدولتين، وتسابقت المؤسسات الرياضية بالدولتين في وضع حجر أساس لهذه العلاقات، من خلال إبرام صفقات رياضية ربطت المجال الرياضي بالتجاري، وهو نفس الاتجاه العالمي لتحويل الرياضة إلى صناعة وتجارة واستثمار، ولعل تقارب وجهات النظر والاتفاق في الفكر كان وراء مزيد من الشراكات، والتي تمتد لسنوات طويلة مقبلة. وتطورت العلاقات الرياضية مع الصين بتوجيهات من القيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وهو ما دفعها لتحقيق إنجازات مهمة برزت في الكثير من المحافل الدولية والعلاقات الرياضية بين البلدين التي بلغت مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.
وتأتي الهيئة العامة للرياضة على رأس الهرم الرياضي، حيث وقعت في عام 2012، مذكرة التفاهم حول التعاون في المجال الرياضي مع هيئة الرياضة في الصين، ورغم أن المذكرة سبقتها الكثير من الاتفاقيات، إلا أنها كانت بداية عصر جديد في العلاقات الرياضية بين البلدين.
وتعززت العلاقات بين البلدين، من خلال تبادل معسكرات الفرق الرياضية، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية والمشاركة في البطولات الودية الدولية على مدار سنوات طويلة، وسبق لمنتخبنا الوطني لكرة القدم إقامة معسكر في مدينة شنغهاي الصينية في المرحلة الأخيرة من تحضيراته قبل مواجهة نظيره الياباني في طوكيو في بداية مشوار تصفيات الدور الثالث المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، كما عسكر منتخبنا الوطني في مدينة شينزن الصينية لمدة أسبوع، تأهباً لمواجهة منتخب فيتنام بالعاصمة هانوي ضمن الجولة الأولى للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2015، كما شارك منتخبنا الوطني للناشئين تحت 14 سنة، من مواليد 2003، في بطولة هوان الدولية الودية التي نظمها الاتحاد الصيني لكرة القدم بمشاركة 8 منتخبات.
كما اعتادت الفرق الصينية إقامة معسكرات في الإمارات خاصة التي تلعب في دوري أبطال آسيا، من بينها فريقا شانجهاي وجوانزو، وكان آخر ظهور للفرق الصينية مشاركة التنين الصيني في نهائيات كأس آسيا «الإمارات 2019» يناير الماضي، ومن الإمارات إلى الصين التي سارت في نفس الاتجاه وتقدمت لطلب استضافة نهائيات كأس آسيا 2023، وحصلت على الموافقة بالإجماع، وهو ما يعني أن الإمارات نقلت كأس آسيا إلى الصين، كما أن الإمارات دائماً ما تكون قبلة للفرق الصينية والمنتخبات التي تشارك في بطولات أو تلعب مباريات في دول قريبة، نظراً لأن الإمارات تعد المكان الأفضل لإقامة المعسكرات الرياضية.
وطن التسامح في مضمار هونج كونـج
برزت الصين في سباقات الخيول في وطن التسامح خاصة كأس دبي العالمي للخيول، والذي يقام في السبت الأخير من شهر مارس من كل عام، وتحولت المشاركة إلى شراكة رياضية متميزة امتدت إلى أبعد من التواجد في السباقات، حيث وصلت لمرحلة توقيع الاتفاقيات بين البلدين، بعدما أعلنت ميدان في عام 2010 عن مشروع مشترك لإنشاء مدينة «تيانجين» للخيول بالصين بتكلفة 4 مليارات دولار، بعدما اتفقت مجموعة ميدان ومجموعة تيان جن نونجكين على تأسيس مشروع (هوا زي جيه) لصناعة مستلزمات سباقات الخيل والفروسية، ويهدف إلى تطوير وإدارة مدينة تيانجين الجديدة لثقافة سباقات الخيل والفروسية في الصين في مقاطعة نيجهي الصينية، وتدريب 8 آلاف متخصص في الفروسية وتربية ألف حصان من فحول التوليد وإنتاج أعلاف الخيول عالية الجودة وإقامة مزادات للخيول، وكذلك إقامة سباقات عالمية ومحلية للخيول، بالإضافة إلى نشر ثقافة الخيول والسباقات وسط الشباب الصيني، وتعزيز فرص السياحة المحلية.
وامتدت العلاقات إلى تأسيس كأس دبي تشنغدو الدولي للخيول ليكون بوابة جديدة في إطار التعاون بين الإمارات والصين والذي انطلق عام 2014، ثم تحولت كأس دبي تشنغدو الدولي للخيول إلى منتدى أعمال بين دبي وتشنغدو، ويقام سنوياً، ويدر الكثير من المصالح التجارية بين البلدين.
وقامت مدينة تشنغدو بتنظيم معرض صور بملعب كأس دبي العالمي للخيول، تحت عنوان «تشنغدو- الباندا في الإمارات».
طاولة الصين.. برعاية دبي
أبرمت دبي، عبر التعاون والتنسيق مع «فالكون وشركاؤها»، اتفاقية لرعاية المنتخب الصيني لكرة الطاولة منذ عام 2013، وهي المرة الأولى من نوعها في العالم التي تتولى فيها مدينة رعاية منتخب وطني.
وتتمتع لعبة كرة الطاولة عموماً بقدرة مميزة على تخطي الحدود بين البلدان. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التواصل بين الشعبين الصيني والإماراتي، ودعم نمو هذه اللعبة في دبي من خلال المبادرة المجتمعيّة «بينج بونج دبي» التي تهدف إلى تعزيز شعبية اللعبة في الإمارة.
دبي في شنغهاي
تقام سنوياً فعاليات «أسبوع دبي في الصين - شنغهاي»، والذي يعد الحدث الذي يسلط الضوء على مكانة دبي كبوابة عالمية للتبادل الثقافي والتطور الاقتصادي، مع توقيع اتفاقية لرفع حجم التبادل التجاري والتعاون الاستثماري بين المدينتين التوأمين، إلا أن الرياضة لها جانب في هذا الحدث الكبير حيث يتم استغلاله بالشكل الأمثل لتوقيع شراكات جديدة.
وسلطت «أسبوع دبي في الصين- شنغهاي» الأضواء على زانج جايك ولي جياوجيا، من الفريق الصيني الوطني لكرة الطاولة الذي حقق نتائج باهرة في أولمبياد «ريو 2016».
جامعة «بي أس يو»
شارك وفد مجلس أبوظبي الرياضي في المعايشة الفنية بالجامعة الرياضية بي أس يو الصينية، التي جاءت بناء على دعوة من السفارة الصينية لدى الدولة لمدة أسبوع كامل، بهدف تحقيق الشراكات المهمة مع المؤسسات الرياضية الدولية، وجاءت هذه الزيارة ضمن خطط ومساعي مجلس أبوظبي الرياضي الهادفة، لتكوين قاعدة متينة للاعبين الناشئين والشباب بأندية أبوظبي، من خلال الاطلاع على الخبرات العالمية للجامعة التي تعد من الجامعات الرياضية العريقة، التي تخرج فيها مجموعة كبيرة من الأبطال الصينيين بمختلف الألعاب.
ماراثون الوفاء
تحول ماراثون الوفاء للقائد إلى واجهة صينية عام 2016، من خلال الاتفاق مع الحكومة الصينية على نقل 1500 متسابق صيني من بلدهم إلى مطارات كل من العاصمة أبوظبي ودبي والشارقة، وذلك من أجل المشاركة في الحدث الكبير، وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بين اللجنة المنظمة وحكومة الصين.
كانت اللجنة المنظمة لماراثون الوفاء للقائد لبت دعوة الحكومة الصينية بزيارة بكين والتباحث بشؤون الشراكة بين الطرفين للمشاركة في النسخة السادسة للماراثون، كما قام الوفد بزيارة عدد من الجهات الرئيسة الرياضية في الصين، حيث تم عرض فيديوهات قصيرة عن النسخ الماضية، بناء على رغبة الجانب الصيني من خلال مؤتمرات تعريفية حضرها ممثلو اللجنة الأولمبية الصينية وعدد من رجال الأعمال وممثلي الشركات الصينية والجهات الرياضية.