السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأهالي يطلقون إنذاراً مبكراً من أجل مكافحة سكري الأطفال

الأهالي يطلقون إنذاراً مبكراً من أجل مكافحة سكري الأطفال
29 ديسمبر 2009 01:17
علياء طفلة مواطنة تبلغ من العمر 13 سنة، أصيبت في ربيعها الثامن بمرض السكري، ونظرا لإصابة ابن خالتها قبلها بالمرض نفسه فإن بداية ظهور أعراض المرض على علياء لم تكن غريبة، فقد لاحظت والدتها شحوب وجهها وميلها إلى النوم كثيرا وحاجتها الدائمة للتبول، خاصة أثناء الليل. سارعت أم علياء بطفلتها إلى المستشفى وعند إجراء فحص الدم تبين أن علياء مصابة بالنوع الأول من مرض السكر، أي أنها ستعتمد على جرعات إنسولين يومية لتثبيت مستوى السكر فى الدم ولتمكنها من اكتساب الطاقة اللازمة لكى تعيش حياة طبيعية. تقول والدتها "دخلت علياء المستشفى لمدة أسبوع وتعلمت كيفية استعمال حقن الإنسولين للحصول على الجرعات اللازمة لها، كما تم إمدادنا بالمعلومات والإرشادات اللازمة بخصوص الأدوية، التغذية، وممارسة الرياضة". تقبلت أم علياء مرض ابنتها كخطوة أولى لعلاج ودعم طفلتها صحيا ونفسيا ومعنويا، واعتبرت أن التثقيف الذاتي هو جزء مهم من عملية علاج الطفل المصاب بمرض السكر بدءا من كيفية استخدام الدواء وانتهاء بالتغذية الصحية السليمة. وتدعو أم علياء الأهالي وأولياء الأمور إلى ضرورة التنبه مبكرا لأعراض المرض وإجراء فحصوات دورية للأبناء حتى وإن لم يشتكوا من أية أمراض، خصوصا أن الدولة لم تأل جهدا في توعية المجتمع وأولياء الأمور بمرض السكر عن طريق المحاضرات والحملات. وكان الاتحاد النسائي أطلق مؤخرا وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة حملة "صحة أطفالنا مسؤوليتنا". وتعنى الحملة بنشر السلوكيات الصحية للتغذية السليمة واللياقة البدنية لضمان بيئة آمنة للأطفال لممارسة حياتهم بصورة سليمة خالية من الأمراض وتحديدا السكري والسمنة. وتحرص أم علياء على حضور المؤتمرات لتتعرف على أحدث الدراسات التي تم التوصل إليها في علاج هذا المرض، وتضيف أن الأسرة جميعها بدلت نظام أكلها القديم بنظام آخر صحي يناسب علياء، وذلك كنوع من الدعم. من جهتها تقول أم شيخة إن ابنتها أصيبت بالنوع الأول من مرض السكري وهي في الثالثة ونصف العام من عمرها، وأرجع الطبيب المختص إصابتها إلى أن قابلية الجينات وراثيا لدى شيخة. وتضيف بأن الفترة التي أصيبت فيها طفلتها بالمرض شهدت حالات إصابة عدد من الأطفال بالمرض نفسه وأرجع الطبيب ذلك إلى أن الجو في تلك الفترة قد يكون سببا في إصابة الأطفال بمرض السكري. وتقول أم شيخة "إن ابنتي الآن في العاشرة من عمرها، وهي متأقلمة مع مرض السكري فقد بدأت تقيس لنفسها مستوى ارتفاع السكر في الدم وبالرغم من أننا نسمح لها أن تأكل ما تريد إلا أنها تتحمل مسؤولية نفسها من ناحية الغذاء". وتستخدم أم شيخة إبر الأنسولين 4 مرات في اليوم في علاج طفلتها وهي تنوي مستقبلا استخدام مضخات الانسولين للتقليل من استخدام الحقن. وطالبت أم شيخة من الجهات المعنية مثل المدارس أن يكون لديها وعي أكبر بمرضى السكري من الأطفال كأن يوفروا أطباء متخصصين في المدارس، وان تكون هناك ملتقيات لأهالي الأطفال المصابين بمرض السكري حتى يتم تبادل الوعي والخبرات بينهم. كما اقترحت أم شيخة بأن يتوفر خط مفتوح 24 ساعة كما هو موجود في الدول الأجنبية للاستفسار عن مرض السكري فهناك أهال لا يعلمون كيف يتصرفون مع أبنائهم المصابين عند وقوع أي حالة طارئة. ترى أم خليفة وهي والدة لطفل مصاب بالسكري أن تثقيف الأهل لأنفسهم عن هذا المرض هو أول خطوة صحيحة هي عملية علاج الطفل المصاب. وعن تجربتها تقول إن ابنها أصيب بمرض السكري وهو في الخامسة من عمره، وبدأت الأعراض تظهر على شكل جفاف وحمى مرتفعة وتزامنت مع إصابته بمرض الجدري. وطالبت أم خليفة بأن يكون هناك وعي بين أطباء الطوارئ لأنها صادفت كثيرا منهم ليست لديهم خلفية في التعامل مع مريض السكري. ويقول الدكتور علي الهنداوي المتخصص بأمراض الأطفال إن إصابة طفل في الأسرة بمرض السكري يسبب صدمة للأهل في البداية، ولكن عليهم أن يتكيفوا مع هذا الوضع، وأن يقوموا بتثقيف أنفسهم من ناحية العلاج والتغذية السليمة. وأضاف انه يتوجب عليهم أن يتعلموا كيفية قياس نسبة السكر في الجسم والتحكم فيه، وكيفية استخدام إبر الأنسولين بطريقة صحيحة. وأما بالنسبة للغذاء فيجب عليهم أن يتجهوا لطبيب مختص ينظم لهم السعرات الحرارية على حسب وزن الطفل. وأشار الدكتور الهنداوي الى أن على الأهل عدم حرمان الطفل المصاب نهائيا من الحلويات بل تقليلها وأكد أن تعامل الأهل مع مرض السكري يلعب دورا كبيرا في علاجه. تزايد السكري في الإمارات كشفت الدراسات الطبية أن حالات الإصابة بمرض السكري في الإمارات تتزايد بمعدلات عالية، حيث تعتبر حالياً الدولة الثانية في العالم من حيث معدلات الإصابة بهذا المرض. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة انتشار مرض السكري في دولة الإمارات بلغت 19% بين سكان الدولة، أما بالنسبة بين أطفال المدارس في الدولة تشهد انتشارا مرتفعا متواليا من عام لآخر. ووصلت العام الدراسي 2008-2009 إلى 0.34% بعد أن كانت 0.27% العام الدراسي الماضي، ووفقا للأرقام المعلنة أصبحت هناك احتمالية طالبة أو طالب مصاب بين كل 300 طالب في المدارس الحكومية في دبي والإمارات الشمالية، وفق دراسة شملت طلاب هذه المدارس حسب ما ذكرت الدكتورة مريم المطروشي رئيس قسم برنامج الصحة المدرسية في وزارة الصحة. كما تشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص من الفئة العمرية من 20 إلى 79 عاماً مصابا بالسكري، بينما هناك نسبة مشابهة للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©