تحقيق- شيماء الهرمودي:
وحانت ساعة الصفر··· أعصاب مشدودة··· صراخ··· قلق ··· توتر··· طلاب يركضون ليلحقوا بما فاتهم من المذاكرة طول الفصل، و(يلحقوا) أنفسهم ويحققوا النجاح الذي بات مطلباً للجميع··· يشترون الملازم في كل المواد··· يجيبون على أسئلة السنوات الفائتة التي توفرها المكتبات لهم··· فهل تحقق هذه الحالة النجاح؟ وكيف يمكن أن ينجح أبناؤنا بل ويتفوقوا من دون هذه الحمى (حمى الامتحانات) التي تنتشر انتشار النار في الهشيم؟
في هذا التحقيق نتعرف على آراء الطلاب والطالبات والموجهين التربويين عن أفضل السبل التي يمكن للطــــــالب من خلالها أن ينجح:
يقول عبدالله الهرمودي (16 سنة) طالب في الثاني الثانوي القسم العلمي: الملازم بالنسبة لي لها عدة فوائد، فهي تسهل علي المنهج من ناحية الحل ومعرفة نمط الأسئلة التي ستأتي في الامتحان، كما أنها تقوم بتوضيح بعض الأفكار، لكن هذا لا يعني أنني أعتمد عليها اعتماداً كلياً لأن الامتحان يأتي عادة شاملا ومن كل فصول الكتاب·
تسهيل فهم المنهج
ويضيف عبدالله: زالملازم تغنيني في بعض الأحيان عن استخدام الكتاب، وذلك لصعوبة فهم بعض المواد من الكتاب نفسه وخاصة الكتب العلمية مثل الأحياء والكيمياء والجيولوجيا والفيزياء· فالمنهج من وجهة نظري لا يكفيني لفهم واستيعاب المادة العلمية بشكلها ومضمونها الموجود في المنهج، ولذلك أرى أن الملازم تقلل صعوبة المنهج وتساهم في استيعاب المواد بشكل أسهل وأوضح·وعلق عبدالله على موضوع أسعار الملازم فقال: بالنسبة لي أسعارها مناسبة جدا، والدليل على ذلك هو إقبال معظم الطلبة على شرائها وحرصهم الدائم على انتقائها منذ بداية السنة·
تيسير المراجعة وتنظيمها
خليفة الظاهري طالب في الثانوية يصرح أنه يستفيد من الملازم وبشكل كبير جدا، فالملازم تسهل عليه عملية مراجعة المنهج بنظام ومن دون تشويشز·
ويضيف بأن الملازم تغني الطلاب عن الكتب المدرسية لأنها تضم كماً كبيراً من المعلومات، وتحوي الملخصات السهلة التي تسهل عليهم عملية الاستيعاب· أما بالنسبة للأسعار فيرى أنها مناسبة فهي بالكاد تصل إلى (25 درهما) وهذا مبلغ زهيد ومناسب للجميع·
تثبيت المعلومات
ويكمل الحديث راشد خوري (15 سنة) الذي يقول: الملازم تثبت المعلومات وتوضح الأفكار وتأتي بشكل ملم وشامل كما أنها تعرف الطالب على الأسلوب الصحيح لنمط الأسئلة· ولكن يجب على الطالب ألا يستغني أيضا عن الكتاب المدرسي لأنه يحتوي على أسئلة تحليلية وتطبيقية كثيرة من بين السطور تحتاج إلى استيعاب وفهم وإدراك، لذا فالملزمة في نظري عامل مساعد بالنسبة للطالب وليست شيئاً أساسياً يعتمد عليه الطالب·
متابعة الأستاذ أولاً
ويشاركه في الرأي صديقه منصور البلوشي حيث يقول: أنا مع راشد في كل ما قاله، ولكن لدي نصيحة أنصح بها جميع الطلاب في جميع المراحل الدراسية وهي القيام بعمل جدول منذ بداية السنة على المنهج ككل ومتابعة مدرس المادة أولاً بأول، وهنا سيدركون بأن متابعة الأستاذ ومراجعة دروسه سوف تغني الطالب عن استخدام أي شيء آخر، ففهم المنهج منذ البداية ووضع جميع النقاط التي يستوعبها الطالب نفسه هي ما ستساعده على النجاح والتفوق بإذن الله··كانت هذه آراء الطلاب، فهل تتفق الطالبات معهم؟ وماذا يقلن عن الدراسة والملازم وكيفية تحقيق النجاح؟
مميزات كثيرة
تقول خلود إبراهيم كرمستجي طالبة في الثالث الثانوي القسم العلمي: من أهم السمات التي يمكن أن تمتاز بها الملازم المنتشرة في جميع المكتبات اليوم هي طريقة عرض الملزمة للمادة من حيث عمل التلخيصات والبيانات والجداول التي تسهل على الطالب الدراسة وتثبت عنده المعلومة، بالإضافة إلى الكم الكبير من الأسئلة المتنوعة الموجودة فيها والتي من خلالها يستطيع الطالب اختبار نفسه، ولكن هذا لا يعني أن الملزمة تغني عن الكتاب المدرسي خاصة بالنسبة لطلاب القسم العلمي، لان المادة العلمية تحتاج إلى فهم المسائل بصورة أدق وأوضح مما هي موجودة في الملزمةس· وتضيف خلود كرمستجي: إن هذه الملازم يمكن أن تفيد طلاب الأدبي أكثر لأن موادهم عبارة عن نقاط أكثر مما هي تفسير للمعلومات· وتتابع: زأما بالنسبة لأسعار الملازم فهي مناسبة لأنها علاوة على المعلومات الموجودة فيها والتي تستحق أن ندفع فيها هذا السعر تكون مغلفة وسهلة الحمل مثلها مثل الكتاب المدرسي·وتنهي حديثها بالقول: أتوقع بأن الطالب الذي يذاكر من الكتاب أولا بشكل كامل وشامل هو من سيستفيد أكثر من الملزمة لأن الملزمة عبارة عن تلخيص للمعلومات الموجودة في الكتاب والتي من خلالها يتم تثبيت المعلومة في ذهن الطالب فقط، كما أن الطالب لا يمكن أن يعتمد على الملزمة بالدرجة الأولى، كما يجب عليه أيضا مراجعة الكتاب لخلو بعض الملازم من بعض الدروس لأنها تكون قديمة في أحيان كثيرة فتحوي دروساً ألغيت من المنهاج الجديد·
مرجع إضافي
وتلتقط خيط الحديث فاطمة راشد المزروعي طالبة في الثالث الثانوي القسم العلمي لتقول: تعد الملازم من أكثر الكتب الحالية التي يمكن للطالب من خلالها مراجعة الكتاب، أي يجب على كل من يريد اقتناء الملزمة أن يفهم ويدرك أن الملزمة ليست سوى مرجع مساعد للطالب بعد الكتاب المدرسي ولا تغنيه عن الكتاب المدرسي والمنهج المقرر دراسته من ألفه إلى يائه· أما الاستفادة فيه سيان سواء للقسم العلمي أو الأدبي·
تناسب الأدبي
لولوة المزروعي - المرحلة الإعدادية- تقول: إن الاستفادة من الملازم جيدة لوجود بعض الأجوبة النموذجية والأسئلة غير الموجودة في الكتاب، وأما بالنسبة لسعر الملزمة فهي بنظري مناسبة لجميع المراحل الدراسية ولجميع الفئات الموجودة في البلد من مواطنين ووافدين· وتضيف: زصحيح أن الملازم تحتوي على كم جيد من الأسئلة ولكنها لا تغني الطالب عن الكتاب الذي هو أساس المعلومة· وفي تقديري أنها تفيد طلاب الأدبي أكثر لأنهم يعتمدون على الحفظ أم العلمي فلا يستطيعون الاعتماد الكلي على الملزمة لأن المواد العلمية تعتمد على الفهم ومن الصعب الفهم من الملزمة·
تناسب العلمي
وتتفق معها روضة راشد الكواري (16 سنة) في أن الملازم مفيدة ولكن بعد الدراسة الجادة من الكتاب، فمن درس من الكتاب أولا استطاع فهم الملزمة ومراجعتها بشكل سهل· وتكمل: أما بخصوص الأسعار فهي تناسب الجميع لأن أسعارها لا تتعدى 25 إلى 30 درهما· وأما في ما يخص الاستغناء عن الكتاب والاكتفاء بالملزمة فهذا مستحيل نظراً لعدم وضوح ووجود جميع المعلومات المهمة، وأعتقد أن الملزمة تناسب العلمي أكثر لأنها تعتمد على فهم المعلومات وهذا ما يكون موضحا أكثر في الملازم لوجود الأجوبة النموذجية في أحيان كثيرة·
خلاصة خبرات تربوية
فاطمة كرمستجي- موجهة لغة عربية متقاعدة وولية أمر لطلاب في مختلف المراحل التعليمية- تجيب على ظاهرة انتشار الملازم بين الطلاب فتقول: في الواقع من يطلع على مثل هذه الملازم غالبا ما يرى أنها جمعت بأيدي تربويين على علم ودراية وخبرة بمناهج الدولة، وكذا بمتطلبات الطالب من حيث تبسيط المادة له بطرق مختلفة، فهي لا تختلف كثيرا عن تلك التي يقوم بها المعلمون في المدارس لخدمة طلابهم وتسهيل المعلومات لهم، بل إن بعض الملازم تبدأ على هذا النحو ومن ثم تنشر بين الطلاب عاما بعد عام بالنسخ والتوزيع ثم تصل إلى أيدي تتعهدها بحسن الطباعة والتعديل ثم النشر التجاري· وفي الحقيقة أن بعض هذه الملازم مفيد وبعضها يعوٌد الطالب على الاتكالية والبلادة واللامبالاة والاعتماد على النقل الجاهز، وسواء كانت من هذا النوع أو ذاك فكلها أصبحت اليوم في كل بيت تقريبا، ويقبل على اقتنائها أولياء الأمور قبل الطلاب، فهم يجمعون كل ما يمت بصلة للمراحل التي يدرس فيها أبناؤهم ليستفيدوا منها، هذا بغض النظر عن كون أولياء الأمور تربويين أو غير تربويين·
العيب في سوء الاستخدام
وتتابع فاطمة كرمستجي: لا أرى أن العيب في الانتشار، إذ ليس من الذكاء إهمال جهود أفراد أرادوا بما عملوا خيرا، وهم مشكورون على ما بذلوا من جهود طيبة لخدمة الطلاب والتسهيل لهم· ولكن ما يعد ظاهرة غير صحية فعلا هي سوء استخدام هذه الملازم واستغلالها الاستغلال الخطأ، وبخاصة عندما يصدر الخطأ من أولياء الأمور بحق أبنائهم حين يقتلون عندهم طاقات التفكير ورياضة الذهن واكتساب المهارات التي هي الهدف الأول والأسمى من التعليم· فظاهرة سوء استخدام الملازم تعوّد الطلاب على الحفظ المجرد من الاستيعاب والتطبيق·
وتضيف: من الضروري أن يعرف جميع الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور أيضا كيفية توظيف هذه الملازم لخدمة التعليم لا للإساءة، لتكون بذلك لازمة طيبة للمناهج لا تغني عنها ولكن تدعمها وتعززها وتدرب على مهاراتها وتبسط للطالب حفظ ما فيها من معلومات بطريق التلخيص أو الجدولة أو التخطيط وغيرها، ولا شك أن هذه الملازم تحوي مادة مفيدة تدريبية تنمي مهارات المادة لدى الطالب وتصقل قدراته العقلية على استيعابها والتطبيق عليها، وهذا ما يدعم المنهاج ويعد لازمة طيبة للكتاب المدرسي تمد تدريباته بأنشطة اثرائية مفيدة، ولكن إن كانت الملزمة تعوِّل على حل تقويمات الكتاب فقط فإنها لا تعين الطالب إلا على الحفظ المجرد من الوعي، وهو ينقل الإجابات من الملزمة إلى الكتاب المدرسي دون عناء في البحث والاكتشاف واستخراج المعلومات من سياق الدرس، ومن ثم لا يقدر في الامتحان إلا على استدعاء المحفوظ، فإن نسي هذا المحفوظ ز قل على مصير الطالب السلامز، وعلينا نحن أولياء الأمور أولا مشاهدة ومتابعة ما يقدم لأبنائنا، كما علينا أن نوظف هذه الملازم التوظيف الأمثل والتأكد من أن الإجابات التي توصل إليها أبناؤنا توصلوا إليها بأنفسهم لا بنقلها مباشرة من الملزمة·
وتشير كرمستجي إلى عدم وجود أي علاقة بين الملازم وأسئلة الامتحان، فهي مجرد نماذج معينة ليس إلا، وأن وردت أسئلة شبيهة بأسئلة الملزمة فإنها ترد في إطارها العام لا بحرفيتها، وأسئلة الامتحان توضع من قبل أفراد مختلفين في كل مرة فليس من الوارد تشابه أفكارهم إلا صدفة وإلا فيما يتعلق بالإطار العام، كما أن نقل أسئلة من الملزمة وتضمينها ورقة الامتحان ليس وارداً أبداً، وإن حدث ذلك فلخلل خاص لا لمبدأ عام، والقول بأن الملازم تحوي أسئلة الامتحانات غير صحيح وبعيد عن الصواب كل البعد·
عدد اليوم
