3 جراحات خلال أسبوعين في "المفرق" بسبب "لعبة المغناطيس"

منى الحمودي (أبوظبي)

طالب أطباء مستشفى المفرق بحظر لعبة كرات المغناطيس، بعد إجراء 8 عمليات جراحية خلال الأشهر الأخيرة، حيث استقبل المستشفى خلال أسبوعين فقط 3 حالات بلع كرات المغناطيس.
وأوضح الدكتور افتخار سليمان، رئيس قسم جراحة الأطفال في المستشفى، أن قسم الطوارئ استقبل 8 حالات على الأقل مؤخراً لأطفال يعانون آلاماً شديدة في البطن، إذ اتضح ابتلاعهم كرات المغناطيس، والتي قد تتسبب بتمزقات خطيرة في الأمعاء، مشيراً إلى أن المشكلة تبدأ عندما يبتلع الأطفال أكثر من كرة مغناطيسية واحدة، حيث تذهب إحداها إلى جزء من الأمعاء، والأخرى تذهب إلى جزء آخر ثم يعلق المغناطيس، وفي هذه الحالة يمكن أن يسبب ذلك ثقباً يؤدي إلى إصابات حادة.
وأكد الدكتور سليمان خطورة المضاعفات المتقدمة التي تتسبب بها الكرات المغناطيسية، مشيراً إلى ضرورة لفت انتباه أولياء الأمور والمجتمع المحلي بعدم السماح للأطفال باللعب بمثل هذه الألعاب المغناطيسية وتعريضهم للمخاطر، مع ضرورة أن يكون تطبيق حظر كامل من قبل الجهات المختصة على بيعها في المتاجر والأنترنت. لافتاً إلى أن المجموعة المتنوعة ذات الألوان الجذابة لكرات المغناطيس تعتبر جذابة للأطفال، والذين لا يمتلكون الوعي الكافي حول مخاطرها على صحتهم.
وقال: «لقد حظرت معظم الدول المتقدمة بالفعل هذه اللعبة، إنه أمر خطير للغاية وأنا متأكد من أن هناك بعض الأطفال ماتوا جراء ابتلاعهم لهذه الكرات المغناطيسية».
من جانبها قالت الدكتور منى الشحي، استشارية جراحة الأطفال في مستشفى المفرق: «وصول 3 حالات خلال أسبوعين إلى المستشفى يتطلب منا لفت الانتباه إلى خطورة هذه الظاهرة، والتي بدأت بالتزايد خلال هذا العام».
وأضافت: «إحدى الحالات كانت لطفل عمره أقل من عامين تم إدخاله قسم العناية المركزة للأطفال لمدة شهر إلى أن تماثل للشفاء الأسبوع الماضي، حيث عثرنا على 8 قطع مغناطيسية في معدته تسببت بثقب جدار الأمعاء».
وشددت على ضرورة مراقبة وتوعية الأطفال القادرين على الحصول على هذه الألعاب ومدى خطورتها، فغالباً ما يكتب على مثل هذه النوع من الألعاب الأعمار الملائمة لها، إلا أن الواقع والتجربة أكدتا سهولة حصول الأطفال على هذه اللعبة مما يعرضهم لمخاطر بلعها.
وقالت: «نأمل أن نكون قادرين على تسليط الضوء بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال من الألعاب المغناطيسية، ورفع الوعي بين أولياء الأمور بمنع تقديم هذه الألعاب للأطفال».

أخبار ذات صلة

محمد بن راشد: لا تبطئ أبداً

الإمارات: آثار خطيرة لقرار إسرائيل حظر عمل «الأونروا»

مخاطر حقيقية
«الاتحاد» التقت أولياء أمور تعرض أبناؤهم لخطر ابتلاع لعبة الكرات المغناطيسية، وقالت أم سهيل الحمادي: «اكتشفت بالمصادفة أن ابني الذي يبلغ عامه السادس ابتلع 8 قطع مغناطيسية، حيث تفاجأت به يلعب بها ويحدث نفسه أنه ابتلعها». وكان يقول «لدي 32 مغناطيساً، لكنهم الآن 24 لأنني ابتلعت 8». وسألته لماذا ابتلعهم وقال إن السبب في ذلك هو أنه شاهد أحد مستخدمي «يوتيوب» يقوم بذلك. وتضيف: «وللاطمئنان اصطحبته إلى المستشفى، وأجريت له جراحة عاجلة لاستخراج القطع المغناطيسية قبل بدء تأثيرها على جدار الأمعاء».
وذكرت بأن الأطباء عندما أخذوا الأشعة السينية الأولى، لم يتمكنوا من معرفة عدد الكرات المغناطيسية التي ابتلعها لأنها كانت مرتبطة ببعضها، ولحسن الحظ تم ربطها ببطانة المعدة ولم تتسبب في الكثير من الضرر مثل الحالات الأخرى. مشيرةً إلى أنها فوجئت بأن حالة ابنها لم تكن الأولى، فهناك أطفال أصغر عمراً من طفلها لم يتم إسعافهم في الوقت المناسب، نظراً لعدم قدرتهم على التحدث، ما تسبب لهم بمضاعفات خطيرة، نظراً لتأخر ظهور المضاعفات الجانبية التي تشمل الإعياء والارتجاع.
أما عبدالله عتيق والد الطفل عبد الرحمن، فأوضح بأن ابنه كان يلعب مع ابن عمه وكانا يتنافسان على من يمكنه ابتلاع معظم كرات المغناطيس، وابتلع عبدالرحمن اثنتين وابن عمه واحدة ثم توقفا عن البلع.
وقال: «عندما أدركت زوجتي ما حدث، ألقت المغناطيس بعيدًا لأنها كانت قلقة من أن طفلنا البالغ من العمر 18 شهرًا سيبتلعها، ولسوء الحظ، فقد فات الأوان لأن عبد الرحمن قد ابتلعها بالفعل بحلول ذلك الوقت».
وحذر والد الطفل من خطورة هذه اللعبة، والتي يعتبر تداولها سهلاً وسعرها في متناول اليد، حيث حصل ابنه عليها من أحد الجيران الذي اشتراها من سوبر ماركت محلي.
الجدير بالذكر أن الشركات التي تقف وراء صناعة هذا النوع من الألعاب، تقوم بتسويقها على أنها ألعاب تعليمية للأطفال، أو عناصر سطح مكتب للكبار الراغبين في تخفيف التوتر، حيث يتم بيع اللعبة التي تتكون من عشرات الكور المغناطيسية الصغيرة والملونة التي يستخدمها الأطفال في بناء أشكال مختلفة. وتتوافر العديد من الأشكال المختلفة للمغناطيس للشراء عبر الإنترنت وعادة ما تباع مقابل نحو 25 درهماً. ويرى بعض المدافعين عن اللعبة عن طريق آرائهم في الإنترنت أن معدل الإصابة ليس كبيراً وأن الملصقات تحذر بوضوح من أنها قد تشكل خطراً على الأطفال، وتقع المسؤولية هنا على أولياء الأمور الذين عليهم تجنب شرائها للأطفال، أو وضعها في أماكن يسهل وصولهم إليها.