28 ديسمبر 2009 20:13
ارتفعت نسبة الشباب القطريين الذين يشدون الرحال إلى خارج المدن، وينصبون الخيام استعداداً لموسم الشتاء، بقصد التخييم في الخلاء (البر) بعيداً عن أجواء المدينة، والضوضاء والزحام، واستمتاعاً بالإجازات أمام مواقد النيران، ويجلسون مع أصحابهم يتسامرون ويمرحون.
اعتاد القطريون على هذا النهج منذ عشرات السنين، منذ أن طغت الحياة المدنية على حياة الأسلاف من الترحال، والمعيشة في الخلاء، فطوروا طرق العيش وباتوا يحرصون على ممارسة عادة التنزه بالبر استحضاراً للماضي التليد، وهروباً من الازدحام، وممارسة هواياتهم.
ويقول محمد الكعبي، عن تجربته مع التخييم:”منذ أكثر من عشر سنوات أحرص على هذه العادة، أجمع أغراضي وآخذ إجازتي من العمل في أواخر السنة الميلادية مع قدوم نفحات البرد إلى الخليج، وأخرج برفقة أصدقائي إلى البر، على بعد أكثر من 100 كيلومتر خارج المدينة، ونضع الخيام، وننشئ مخيماً خاصاً بنا، ونجهزه بكل مقومات الحياة، ونجلس هناك طوال فترة الإجازة، نسهر في الخلاء، ونلعب كرة القدم والطائرة والورق والألعاب الإلكترونية، ونطبخ، ونمرح، باختصار نستريح من ضغوط الحياة”.
ويضيف أن موسم التخييم مهم جداً لأنه فرصة للمكوث مع الأصحاب والتنزه، ويقول:”في آخر كل أسبوع ومنذ أن ننصرف من العمل، نكون قد حزمنا أمتعتنا، ووضعنا أغراضنا في سياراتنا استعداداً للتوجه إلى مخيمنا، فنبيت هناك، حتى تنتهي أيام الإجازة”.
حالة طوارئ
من جهته، يقول عبد الله آل إسحاق إن موسم التخييم يبدأ بحلول فصل الشتاء، حيث يستنفر الشباب لشراء الخيام، وأغراض الرحلات، وتجهيزات الأكل والملابس والجلسات، والطعام، حيث يبدأون بجمع مبالغ معينة تقسم على عدد أصحاب المخيم لشراء كل الاحتياجات، قبل غلاء الأسعار وهذا ما يجعل سوق الخيام يكون رائجاً في هذه الأيام.
بالإضافة إلى أنه لا توجد خيام أو تجهيزاتها، من مطابخ وحمامات وحبال، وجلسات، ومن يسبق فهو الفائز بتجهيز خيمته، قبل الآخرين، ولا يفوت عليه الوقت، واصفاً موسم التخييم بأنه حالة طوارئ.
ويقول سعود علي :”بدأ موسم التخييم ولكن نجد بعض المنغصات من قبل وزارة البيئة التي تخالف من يرمون المخلفات، أو يخالفون شروط التخييم، كما أنها تضع شروطاً لمنح تراخيص التخييم، وتفرض رسوماً مكلفة، تثقل كاهلنا بالإضافة إلى مشكلة وضع تاريخ معين لانتهاء الموسم، فالوزارة تضع تاريخاً معيناً، وبعده يجب علينا إزالة الخيام، ولا يمكن أن نستمتع طول الوقت، ونأمل أن يتم تمديد هذا الوقت أكثر”.
ويضيف:”متعة التخييم، والأجواء المصاحبة لها كبيرة، وأكثر الشباب أصبحوا ينتهجون هذه العادة فلا يوجد أحد لا يقضي وقت الإجازة بالتخييم، وممارسة الهوايات والاستمتاع في الأجواء الرائعة في الخلاء، بلا إزعاج أو ازدحام ، ومن أجل الضحك والسمر، مستغلين اعتدال الطقس والاستغناء عن أجهزة التكييف والاقتراب من الطبيعة.
ازدحام المخيمات
يقول خالد المسعود:”في كل عام نحرص على التخييم ولو أن الأمور تحتاج إلى تنظيم أكثر، كي لا يحصل ازدحام في مناطق التخييم في البر، وفي المناطق الرملية التي يسمح التخييم فيها، فلقد أصبح الكل ينصب الخيام وتزاحمت المخيمات، وانتقلت الضوضاء إلى البرية، وأصبح الناس يتزاحمون ويتسابقون على الأماكن، وكل يريد أخذ المكان الجيد، وما يزعج أكثر هو أصوات السيارات، والاستعراضات بالدارجات النارية في البر، ما يلغي أجواء الهدوء”. ويضيف المسعود أن الأجواء المصاحبة للتخييم رائعة، ولا بد من استغلالها للاستمتاع بفصل الربيع.
المصدر: الدوحة