نسرين درزي (أبوظبي)
تكمن أهمية هذا النوع من المعسكرات الصيفية، في تعزيز روح المبادرات لدى الجيل الجديد، وحثه على استكشاف أمور الحياة والمساقات العلمية والفنية بصورة أوضح وأقل تعقيداً من السائد، الأمر الذي يساعد على الاستفادة من أسابيع الإجازة في صقل المهارات الصغيرة، وتدريبها على اختيار طريقها كنافذةٍ، ربما تفتح باتجاه تخصصات مستقبلية.
«مكتشفو الفن»
بدايةً، الجولة التعريفية من «اللوفر أبوظبي» الذي يقدم، من خلال متحف الأطفال، أجندة فعاليات متكاملة تثري مخيلة النشء بالكثير من القصص، حيث يشعر الجميع، وكأنهم يتنقلون يومياً من كتاب لآخر، ولا يخرجون إلا وفي جعبتهم كمية ضخمة من المعلومات الثابتة والمتحركة بحسب الموقف. والجولة داخل متحف الأطفال لا تخلو من محطات متنوعة بالمعلومات ومشهدية الصوت والصورة. وعدا عن فريق المشرفين، الذين يقدمون الدعم الكامل للزوار، يتوزع الأطفال مع ذويهم في أكثر من ركن، وتدور بينهم أحاديث علمية وقراءات لافتة تدمج ما بين التاريخ والعصرية، ومن أكثر الأنشطة استقطاباً للأطفال في الصيف ورشة عمل التصوير الفوتوغرافي، التي تمتد بالتعاون مع استوديو التصوير في منارة السعديات، ليتعرفوا من خلالها على أجمل الصور التي التقطت بعدسات مصورين هواة ومحترفين، ويطّلعون على التقنيات الأولية التي سبقت عصر التقنيات الرقمية في التصوير، ليصمموا بعد ذلك كاميرا ذات ثقب بسيط تمكّنهم من تصوير لقطات في المتحف، تركّز على التركيب والمساحة والضوء، ليتوجهوا بعدها إلى استوديو التصوير في منارة السعديات، حيث يحمضون صورهم باستخدام تقنيات اكتشفها أول المصورين في التاريخ.
ويتضمن مخيم «اللوفر»، فقرة «مكتشفو الفن»، وهو برنامج تعليمي مصمم خصيصاً للأطفال واليافعين، يمكنهم من اكتشاف مجموعة المتحف الفنية وثقافات العالم المختلفة وتاريخها، عبر أنشطة تقوم على تفاعل المشتركين مع القطع الفنية المعروضة.
تجارب رقمية
ويخصص مخيم الأطفال في «اللوفر» مغامرة تفاعلية للأطفال، تقوم على ألعاب مستوحاة من الأزياء المستخدمة في القطع الفنية المعروضة في قاعات عرض المتحف، وتشمل المغامرة عدة مراحل، تقوم كل مرحلة منها على تحدٍ خاص، يخوضه الأطفال ما بين 4 و10 أعوام من خلال تجارب رقمية تفاعلية. وتجمع هذه المغامرة ما بين التعليم والترفيه، من خلال تجارب حسية وجسدية وأخرى تشمل الوسائط المتعددة، وينعم الصغار ما دون 3 أعوام، بمساحة مميزة داخل المتحف تضم ألعاب تركيب بسيطة تقوم على استخدام الدمى.
بيئة تعليمية
بالانتقال إلى منارة السعديات، حيث يقام مخيم الفنون التعليمي تتاح للأطفال من عمر (6 - 12 عاماً)، ومن (13- 16 عاماً)، برامج تثقيفية عملية تضفي أجواء من المرح والاستمتاع وسط بيئية تعليمية جاذبة. ويضم المخيم المستمر حتى 29 أغسطس المقبل، مجموعة مختارة من الفقرات الإبداعية الفنية، التي تقدم على شكل ورش عمل تشرف عليها مجموعة من الخبراء في مجالهم، حيث يتعلم خلالها الأطفال الرسم والتلوين وتنسيق الألوان وتوزيعها على العمل الفني، بحيث يطغى لون على لون ولا تضيع المعالم الفنية المراد الإضاءة عليها.
تعليم وترفيه بالوصول إلى المخيم الصيفي، الذي تنظمه هيئة المنطقة الإعلامية «twofour54»، للسنة الرابعة على التوالي، تكثر الأنشطة التثقيفية والتجارب العلمية والعملية، حيث تقدَّم لليافعين بما يثري مخيلتهم ولا سيما في مجال الحصول على المعلومات من مصادرها. ويجمع المخيم الأول من نوعه على مستوى المنطقة بين التعليم والترفيه، من خلال أجندة متنوعة تتضمن جلسات تفاعلية، من شأنها أن تثري العطلة الصيفية، وتعرّف المشاركين إلى قطاع الإعلام من قرب.
قيم التسامح
ويتعرف الطلبة داخل المخيم الصيفي إلى ثقافات وتقاليد عالمية، خلال زيارة إلى المركز الثقافي الكوري للاستماع إلى آخر تقنيات التكنولوجيا الحديثة التي وصل إليها الكوريون، مع تعميق قيم التسامح لدى الأطفال وتشجيعهم على الانفتاح على الثقافات والشعوب الأخرى، تماشياً مع «عام التسامح»، ويستمع المشاركون في المخيم بتجربة أساسية في علم الفضاء، ويتعرفون من مكاتب «يوبيسوفت» التابعة لـ«twofour54» إلى أفضل الطرق لتجهيز مادة إعلامية متكاملة، تحمل كل عناصر الجذب المطلوبة في عصر العولمة.
جولات كاياك
ينظم «اللوفر» لضيوفه، خلال الصيف، جولات كاياك، أيام الجمعة والسبت، حيث يتمكنون من تأمل هندسة المتحف المعمارية، والمشهد المحيط به من منظور مختلف خلف أمواج البحر، ويرافق الزوار مشرفون متخصصون، وتستمر لمدة 60 دقيقة.