تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أشادت الفنانة نورة العابد بما حققته السينما الإماراتية في السنوات الخمس الماضية، وخروجها من نطاق المحلية إلى العالمية، بعرض مجموعة من الأفلام بمهرجانات دولية وعالمية، بل وحصدت بعضها جوائز ونالت التكريم، مشددة على ضرورة دعم المواهب الشابة في كافة المجالات الفنية، خصوصاً أنهم مستقبل السينما.
أفضل ممثلة
ترى نورة بطلة فيلم «ولادة» التي حازت مؤخراً جائزة أفضل ممثلة عن دورها بالفيلم في الدورة الأولى من مهرجان «العين السينمائي»، أن هناك العديد من التجارب السينمائية التي أقدم عليها مخرجون ومنتجون إماراتيون بجهود فردية، ونالت صدىً وانتشاراً كبيرين، وكانت منافسة وبشكل قوي في العرض التجاري، ومن كافة الألوان السينمائية مثل الأكشن والتراثي والرعب، وليست الكوميدية فقط، ولكن يجب وجود الدعم بشكل أكبر لإثراء الساحة السينمائية الإماراتية بعدد كبير من الأعمال.
وعبرت نورة عن سعادتها البالغة لفوزها بجائزة أفضل ممثلة في «العين السينمائي» عن دورها في «ولادة»، وقالت: أعتبر نفسي محظوظة بنيل جائزة من «العين السينمائي» في دورته الأولى، فقد شاركت في السابق بأفلام قصيرة مثل «مريم» و«العشاء»، وكان «ولادة» أول فيلم روئي طويل لي، ورغم مشاركته في مهرجانات أخرى، إلا أنني لم يحالفني الحظ بالفوز، وعندما اتصل بي مخرج الفيلم عبد الله حسن أحمد، ليخبرني عن فوزي في «العين السينمائي» لم أصدق نفسي، وذرفت دموعي من الفرحة، فكان شعورا لا يوصف أن يتم تكريمك على عمل بذلت فيه مجهوداً كبيراً.
فيلم جديد
وقالت العابد: «العين السينمائي» أخرجني من حالة الإحباط، وأعطاني دفعة إلى تقديم الأفضل في الفترة المقبلة، فهذا المهرجان حقق حلمنا بدعم الشباب، وسد فراغ المهرجانات الأخرى التي توقفت أو تأجلت، ما أثر على حضور السينما الإماراتية، مشيرة إلى أن أبرز ما يميز هذا المهرجان هو إقامته في مدينة العين التاريخية والعريقة، التي يقام فيها مهرجان سينمائي أو حدث فني للمرة الأولى، كاشفة أنه بعد فوزها في المهرجان، تم ترشيحها من قبل المخرج عبد الله الجنيبي للمشاركة في بطولة فيلم جديد، سيتم الإعلان عن تفاصيله قريباً.
تناقضات الحياة
وعن فيلم «ولادة» الذي تم تصويره على مدى 25 يوماً في «رأس الخيمة» و«أم القيوين»، قالت: حقق الفيلم المعادلة الصعبة في تحقيق النجاح، فنوعية الأعمال الكوميدية من المعروف أنها تجذب المشاهدين بشكل أكبر، لكنه استطاع كفيلم محلي تراثي، أن يحقق الصدى الكبير حتى خلال عرضه جماهيرياً في صالات السينما، فقد نجح المخرج عبد الله حسن أحمد في مزج طيف من المشاعر والذكريات والأفكار التي تعبّر عن تناقضات الحياة والخط الفاصل بين الحياة والموت في ساعة وربع الساعة، حول قصة عائلية إماراتية بسيطة مكونة من أم وأب وابن، وتدور أحداثه في يوم واحد منذ شروق الشمس حتى غروبها، إذ تعيش العائلة في منطقة جبلية، وتتقاطع قصصهم الإنسانية المدهشة، التي كتب تفاصيلها السيناريست يوسف إبراهيم، من خلال يوم واحد، يروي حياة عائلة مكونة من أم خائفة على ناقتها، وأب متورط في رحلة مع رجل صامت، وابنهما العاشق لنجم كرة القدم «رونالدو»، ويجمع كل هؤلاء قدر الموت والولادة في ذات اليوم.
ممثلون واعدون
ولفتت نورة إلى أن الفيلم يغوص في ثنايا البيئة الإماراتية، ويوظف عناصر البيئة المحلية في مقاربة للهوية والشغف والانتماء، خلال حياة أسرة إماراتية، موضحة أن أكثر ما يميز الفيلم هو اعتماده على المواهب الواعدة في البطولة، لدرجة أن أغلبهم يظهر للمرة الأولى على الشاشة، لكن الموهبة الحقيقية والالتزام في العمل، من السمات الأساسية لديهم، لذلك خرج الفيلم بهذه الصورة المشرفة.
نقلة نوعية
اعتبرت نورة العابد أن دورها في الفيلم نقلة نوعية بالنسبة لها، حيث نالت من خلال أدائها إشادات صناع السينما، وقالت: قدمت دور «أم عبود» الأم الحامل والخائفة على ناقتها، فكان من أقوى الأدوار بالنسبة لي، خصوصاً أنني أظهرت قدراتي في مجال التمثيل، لاسيما أنني غير متزوجة ولم أخض من قبل تجربة الحمل ولم أعرف هذا الشعور، إلا أنني استطعت إتقان الدور بإشادة الجميع، وأعتقد أن هذا ما أهلني لخطف جائزة أفضل ممثلة في «العين السينمائي».