السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ "الاتحاد": "الإخوان" أصبحت عبئاً على تركيا وشعبها

خبراء لـ "الاتحاد": "الإخوان" أصبحت عبئاً على تركيا وشعبها
19 يوليو 2019 00:33

أحمد عاطف - شعبان بلال (القاهرة)

اعتبر خبراء في الشأن التركي أن مطالبة زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتغيير سياسته الخارجية والتخلي عن جماعة الإخوان الإرهابية والتصالح مع مصر، تحمل نوعاً من الدقة والقوة وتدلل على تزايد الضغوط الداخلية على أردوغان لفك تحالفه مع «الإخوان».
وأكد الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هذه التصريحات تأتي في سياق صعود المعارضة بعد فوز أكرم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية مرتين بإسطنبول، وحشد المعارضة التركية ضد الاستفتاء في إبريل 2017، والنجاحات التي حققتها في انتخابات الرئاسة يونيو 2018، مشددين على أن الأهم من ذلك هو نجاح المعارضة التركية في بناء كتلة موحدة على الرغم من تباين توجهاتها السياسية.
وتضم كتلة المعارضة الحالية تجمع حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة الإسلامي مع اليسار والحزب الشيوعي، بالإضافة إلى حزب الشعوب الديمقراطية «الجناح السياسي للأكراد».
وكشف كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بمصر، عن أن المعارضة ترى أن مصر دولة محورية بالنسبة لتركيا، لمواجهة الطموحات الإيرانية والعبث بالمنطقة، وأن تكرار هذه التصريحات يؤكد مدى العلاقات الطيبة مع أجنحة المعارضة في تركيا، خاصة في ظل زيارة وفد من المعارضة التركية إلى مصر قبل 3 أعوام، مشيراً إلى أن السياسات الخارجية لتركيا من الممكن أن تحدث لها تغييرات بفعل ضغوط المعارضة، وتغيرات الداخل التركي نفسه، وبفعل ارتباطات كثيرة أخرى بين مصر وتركيا، فحجم التبادل التجاري بين البلدين يقترب من 5 مليارات دولار.
وأوضح سعيد أنه بجانب صعود المعارضة هناك جماعات ضغط رجال الأعمال التي تدفع ناحية التقارب نحو القاهرة، مشدداً على أن «الإخوان» أصبحت عبئاً على تركيا، مؤكداً أن أنقرة أصبحت متهمة بدعم الجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا واحتضان جماعة الإخوان، ما أثر على علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما ظهر في تقرير مفوضية الاتحاد الأوروبي الصادر مؤخراً بشأن أن التقارب التركي مع جماعات الأصولية السياسية أصبحت أحد عوائق تقارب تركيا إلى العائلة الأوروبية.
وبحسب وكالة الأناضول التركية، فإن زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، قال:«إذا كنا نقول لتكسب تركيا في سياستها الخارجية فعلى (الرئيس رجب طيب) أردوغان أن يتخلى أولاً عن الإخوان، من هم الإخوان؟ (...) مصالح الدولة التركية فوق كل شيء»، متابعاً: «ثانياً عليك (أردوغان) أن تتصالح مع مصر، التي نتشارك معها التاريخ والثقافة، على أي أساس نحن نخاصمها؟ هذه المخاصمة تنعكس سلباً على تركيا»، وأضاف: «يجب أن نرسل سفيراً إلى مصر، ونتصالح معها». وأشار طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، إلى أن أردوغان كان يستخدم التيار الإخواني في المنطقة العربية لصالح مشروع حزب العدالة والتنمية، موضحاً أنه كان يرغب أن يكون رأساً للشرق ولن يمكنه من ذلك إلا تنظيم موال لأفكاره الأيديولوجية. وأضاف أن الإخوان كانوا أقرب تنظيم يطبق سياسات تركيا في المنطقة، ويقدم مصالحها عن مصالح الشعوب الوطنية. وأوضح أن تركيا جعلت من الإخوان وكيلاً لها في المنطقة لتطبيق سياساتها، وأنشؤوا جمعيات رجال أعمال يرأسها أعضاء في جماعة الإخوان، على رأسها جمعية رجال الأعمال التركية في مصر التي كان يرأسها حسن مالك.
وأشار أبو السعد إلى أن الشعب التركي يعاني من سياسات أردوغان، لأنه استثمر في الإسلام السياسي في المنطقة وساند قطر بشكل كبير جداً، مما جعله ينفق أموالاً كثيرة أثرت سلباً على الشعب التركي، مضيفاً أن هذه السياسات أدت إلى عدم تحسن الاقتصاد التركي ولم يعد الرأس حيث كان ينتوي أن يكون، بالإضافة إلى وجود إشارات بأنه ربما يطرد من حلف الناتو، مؤكداً أن المعارضة التركية لا تتحدث كمعارض مناور، لكنها تتحدث عن أن سياسات أردوغان تهدد المصالح التركية. ولفت أبو السعد إلى أن عداء أردوغان لمصر أثر بصورة كبيرة عليه وعلى سياساته في المنطقة، من ذلك أنه لم يدرك اتفاقية تقسيم الحدود البحرية مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط مما ضيع حصة تركيا في التنقيب عن البترول والغاز قبال السواحل القبرصية واليونانية، مشدداً على أن الدولة التركية بمؤيديها ومعارضيها ومؤسساتها تعرضوا للخسارة نتيجة مغامرة رجب طيب واستثماره في الإسلام السياسي.
وقال محمد عبدالقادر، خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أوجه الخلاف بين المعارضة التركية والحزب الحاكم حزب التنمية والعدالة التركي، متعددة وتشمل جوانب عديدة داخلية وخارجية، موضحاً أن الملف الخارجي يشمل الملفات الليبية والسورية ومجمل علاقات تركيا مع القوى الغربية، وأيضاً الملف المصري باعتباره أحد الملفات التي توضح أوجه التباين الكبرى بين تيارات المعارضة وحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان.
وشدد على أن أي تغيير تركي في ما يخص العلاقة بين أنقرة وجماعة الإخوان سيرتبط بمرحلة ما بعد أوردوغان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©