السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاتوتشي: الصورة الفوتوغرافية عاطفة تتأجج بين الحلم والواقع

كاتوتشي: الصورة الفوتوغرافية عاطفة تتأجج بين الحلم والواقع
10 يوليو 2010 19:38
جعل الصورة الفوتوغرافية كائناً حياً نابضاً يدور داخل إطارها الأسود، يتحرك، يعبر، ويسكن في الوقت ذاته. إنه المبدع الإيطالي أليدورو كاتوتشي الشاعر والرسام والمصور الذي استطاع تحويل الصورة الفوتوغرافية إلى لوحة شعرية، تقف في المدى المفتوح ناقلة صور الناس عبر الزمن. اختار أليدورو كاتوتشي خلال معرضه الأخير الذي أقامه في جامعة الكسليك في بيروت التركيز على الوجوه الساكنة ضمن خلفيات لونية زاهية، استقاها من مجاري الينابيع وشاطئ البحار. اللون والضوء ضم المعرض 27 صورة منها 10 صور لملائكة على جسر سانت أنجلو في روما، و16 صورة تتابع الأبنية الشاهقة في ولاية شيكاغو الأميركية، دون أن يغفل الإنسان المدني بعد أن ركز في معرضه السابق «البحر، الوجوه والمدينة» على المناظر الطبيعية في المدينة وخارجها. يمكن القول إن كاتوتشي من الرسامين القلائل الذين يشتغلون على اللون أكثر من اعتماده على الضوء، بل يعيد تصنيع المواد الصلبة كالحجر أو الحديد أو البلاستيك ليستخدمها في لوحته التشكيلية مما يمنحها بعداً ومعنى آخرين، ومن ثم يطوع الألوان المختلفة، حسب موضوع اللوحة. إضافة إلى ذلك، يحاول كاتوتشي في صوره الفوتوغرافية الدمج بين الطبيعة والإنسان وبين سحر المساحات الأكثر حميمية، مبتعداً عن التفاصيل العبثية -كما يصفها- مركزاً على الراهن ليكون جزءاً من الملموس المعلق بين الزمن وبين الطبيعة. حول العالم اتفق جمهور المعرض على أن كاتشوشي «جعل الصورة الفوتوغرافية في معرضه هذا رحلة داخلية قائمة على العاطفة لتكون الجسر العابر من الحلم إلى الواقع. واتخذ منها أجزاء لتكون سيرة مروية لحياة الآخر بموضوعية وشفافية على قاعدة (اجعل الصورة تتكلم)». يلاحظ المتابعون أن كاتوتشي «استثمر مولده وترعرعه في إيطاليا ثم انتقاله في أوروبا واستقراره في كندا فالمغرب وأخيراً لبنان في تجربته الفنية، أي جعل من تجربته الحياتية وعيشه في دول مختلفة حول العالم وسيلة تعبيرية فنية قائمة على الريشة واللون». وبالتالي جاءت كل لوحاته وصوره مسكونة بالانطباعية؛ لأنه جعل عينيه وعقله وقلبه محاور تلتقط التفاصيل لتسجل الذاكرة التي تمشي لاحقاً على درب التشكيل ومفاتيح اللون. حاول كاتوتشي بإحساسه المرهف ونظرته الاستكشافية التقاط الأمكنة اللبنانية الحميمة بتعبيرية منفردة وانطباعية رقيقة لا يمحوها الزمن. فهو الذي يصف لبنان بـ»المعجزة»؛ لأنه موزاييك من ثقافات متعددة. نافذة ضوئية في معرضه هذا لم يسع كاتوتشي لطرح مواضيع وقضايا كبرى، بل اتجه إلى عوالم «الحلم»، كما وصفها بأنها «صعبة المنال»، معتمداً على إحساسه الداخلي والتجريب دون خوف من ردة فعل المتلقي. على خط آخر، يمكن القول إن «لوحته تخطف اللحظة، فيغوص المشاهد معه إلى أبعد ما تراه العين، وكأنه يفتح نافذة ضوئية تطل على الحياة من الأعلى، فتتشكل نوستالجيا مشرعة على الدهشة والشوق والحنين إلى الإنسان والمكان. ويختصر كاتوتشي هذا قائلاً: «الزمن هو هاجسي الأساسي في كل أعمالي الفنية؛ لأن رغبتي الإمساك باللحظة وإيداعها في ذاكرة وعين المتلقي».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©